تقرير: عيد فصح جديد يفسده العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان - بوابة الشروق
الجمعة 25 أبريل 2025 5:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

تقرير: عيد فصح جديد يفسده العدوان الإسرائيلي في جنوب لبنان

جنوب لبنان/ الأناضول
نشر في: الجمعة 18 أبريل 2025 - 5:40 م | آخر تحديث: الجمعة 18 أبريل 2025 - 5:40 م

كاهن كنيسة مار جريس شارل النداف في بلدة يارون الحدودية للأناضول:
سنعيد إعمار كنيستنا كما فعلنا بعد حرب 2006 طالما هناك إنسان حي ستُبنى الحياة من جديد
كنيسة المسيحي دُمرت كما دُمر بيت المسلم وهذا وحده يكشف وجه الحرب الحقيقي
الوضع الأمني غير مستقر ما يعيق عودة الأهالي واحتفالهم بعيد الفصح
البلدة ما زالت تتعرض لخروقات إسرائيلية يومية والناس خائفة خاصة من لديهم أطفال أو كبار سن


حلّ عيد الفصح هذا العام، لكن صدى الأجراس تاه بين أنقاض بلدات الجنوب اللبناني المثخنة بجراح الحرب التي لا تزال تنزف تحت وطأة العدوان الإسرائيلي.

في بلدات مثل يارون وجديدة مرجعيون (جنوب)، حيث يُفترض أن تعلو أصوات الترانيم والاحتفالات، يطغى مشهد الركام والجدران المهدمة، فتبدو المناسبة وكأنها خراب وسط الرماد.

عيد الفصح، الذي يرمز في الديانة المسيحية إلى التجدد والقيامة، جاء هذا العام محملا بمزيج من الرجاء والحزن، في بلدات هجّرها القصف الإسرائيلي، وترك فيها آلاف السكان بلا مأوى، وكنائسهم مدمرة أو متصدعة.

ـ "أسبوع آلام حقيقي"

في بلدة يارون الحدودية بمحافظة النبطية، حيث زارها مراسل الأناضول، بجانب بلدة مرجعيون، يقول شارل النداف، كاهن كنيسة مار جريس، للأناضول: "عيد الفصح هو قيام المسيح من الموت، ونحن بدورنا نحاول أن ننهض من هذا الدمار"، وفق معتقده.

وأضاف "أقام الأهالي قداس أحد الشعانين، الأسبوع الماضي، وسط البيوت المدمرة، وشعرنا بفرحة العودة رغم الحزن".

وأوضح النداف، أن ما تعيشه بلدات الجنوب، لا سيما ذات الغالبية المسيحية، هو "أسبوع آلام حقيقي".

واستدرك: "سنعيد إعمار كنيستنا كما فعلنا بعد حرب 2006. طالما هناك إنسان حي، ستُبنى الحياة من جديد".

ووثق ناشطون حادثة مؤلمة لهدم تمثال القديس جاورجيوس، في يارون، بواسطة جرافة عسكرية إسرائيلية، أثناء الهجوم الذي بدأ أواخر 2024، ما خلّف أثرا نفسيا عميقا لدى السكان.

ـ التعلق بالأرض أقوى من الحرب

ورغم استمرار القصف والخروقات، يؤكد النداف، أن سكان البلدة سيعودون في قداس الفصح، حتى من بيروت والمناطق المجاورة، لأن "قلوبهم معلقة بالأرض".

وشدد على أن "التضامن بين أبناء الوطن الواحد هو السلاح الأهم في مواجهة آثار الحرب".

ويضيف النداف: "كنيسة المسيحي دُمرت كما دُمر بيت المسلم، وهذا وحده يكشف وجه الحرب الحقيقي".

وقال: "دائما الحروب نتائجها مدمرة ولم تكن يوما إيجابية ولكن رغم أن كنيستنا دمرت لكن شعورنا بالإيمان وتعلقنا بالأرض وتضامننا مع بعضنا البعض أصبح أقوى".

كما طالب النداف، الحكومة اللبنانية بالوقوف إلى جانب المهجّرين من مختلف الطوائف، وخاصة سكان البلدات الحدودية التي ما زالت مدمّرة بالكامل، رغم وقف إطلاق النار.

ـ خروقات مستمرة تعرقل العودة

في بلدة جديدة مرجعيون بمحافظة النبطية، أكد مختار البلدة كامل رزوق، أن الوضع الأمني غير مستقر، ما يعيق عودة الأهالي واحتفالهم بعيد الفصح.

وقال رزوق، للأناضول: "البلدة ما زالت تتعرض لخروقات إسرائيلية يومية. الناس خائفة، خاصة من لديهم أطفال أو كبار سن. لا عيد هذا العام كما كان سابقًا".

وأشار إلى أن الحضور في قداس الشعانين كان "خجولا جدا"، مقارنة بالسنوات الماضية، التي كانت تشهد تدفقا كبيرا من أبناء البلدة القادمين من بيروت وخارجها.

ـ أرقام صادمة للحرب الأخيرة

ووفق بيانات إدارة مخاطر الكوارث في لبنان، فإن 392 بلدة من أصل 1059 تضررت بشكل مباشر منذ اندلاع المواجهات في أكتوبر 2023.

وتراوحت الأضرار بين تدمير جزئي أو كلي للمنازل والكنائس والبنى التحتية، إلى خسائر بشرية فادحة، ونزوح داخلي كبير.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الماضي، ارتكبت إسرائيل 2760 خرقا له، ما خلّف 192 قتيلا و485 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية حتى الخميس.

وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا وتواصل احتلال 5 تلال لبنانية رئيسية، ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك