سمير غانم وُصف بـ«كداب الزفة».. وخالف التوقعات ليصبح أيقونة الكوميديا - بوابة الشروق
الثلاثاء 20 مايو 2025 4:23 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

سمير غانم وُصف بـ«كداب الزفة».. وخالف التوقعات ليصبح أيقونة الكوميديا

سمير غانم
سمير غانم
الشيماء أحمد فاروق
نشر في: الخميس 20 مايو 2021 - 8:00 م | آخر تحديث: الخميس 20 مايو 2021 - 8:00 م

توفي مساء اليوم، الفنان القدير سمير غانم، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد مسيرة فنية كبيرة أثرى خلالها العمل السينمائي والمسرحي والتليفزيوني في مصر والعالم العربي، وأمتع الملايين من المشاهدين بأعماله التي لا تنسى وبكوميديا من نوع خاص، لم يسبقه إليها أحد، خطت اسمه بين عظماء الكوميديا المصريين والعرب.

في بدايات مسيرته الفنية ظهر الفنان سمير غانم في بداية حياته الفنية من خلال فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، بالمشاركة مع جورج سيدهم والضيف أحمد، وقدموا عددا من الاسكتشات والمشاركات السينمائية وأيضاً المسرحيات، حتى وفاة الضيف أحمد في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، في ظل توهج الثلاثي وتحقيقهم نجاح ملفت.

جذب ظهور الثلاثي الأنظار وكان لكل من الفنانين الثلاثة مميزاته وطبيعته الفنية، وهذا التنوع أثرى الفرقة وجعل منها نموذج فني، ولكن بدأت المقارنات بين جورج وسمير والضيف عن إمكانياتهم ومن الأفضل، وقد أفرد لهم الناقد محمود السعدني فصلاً في كتابه المضحكون، والمعروف عنه لسانه الحاد واستخدامه مصطلحات عامية في وصف الفنانين في نقده لهم، مثل "العبيط والأرجوز والأوحد وكداب الزفة"، وكان الفنانون يخشون نقده اللاذع.

في حديث السعدني عن الثلاثي، وصف جورج بالممثل قائلا: "هذا الولد السمين موهبة في هذا المجال وهو نوع نادر بين الممثلين عينة لطراز عظيم ونموذج للمثل الجيد جزء من شارلز لوتون وعبدالغني قمر وصلاح منصور وهو يستطيع الآن أن يغير مساره وأن يتجه بموهبته وبمفرده نحو ميدان أفضل إذا صادفه مخرج فاهم ورواية حقيقية وحظ حسن لشق طريقه إلى القمة بسهولة، إنه يؤدي دوره بسهولة، إنه نهر لا يجد مجرى أو قطار فقد القضبان ويا خسارة يا جورج لو ضل هذا الطريق سوف ينطفيء".

أما عن الضيف فقد وصفه بالمضحك، نتيجة لسماته الشكلية، التي يوظفها على الشاشة أو المسرح لإضحاك الجمهور، وقال عنه: "كانت الطبيعة سخيفة معه فأعطته كل ما يجعل الرجل العادي منفرا، ويجعل الرجل المضحك محبوباً، والحجم السفروت والظهر المحدب والسيقان التي تشبه الماعز، ولكنه الأرجوز المضحك في الفرقة".

بينما هاجم السعدني، سمير غانم ووصفه بكداب الزفة، ولخص دوره في جذب انتباه الناس واضحاكهم لفترة وجيزة حتى بداية القصة واندماج الفنانين في التمثيل، وقال عنه: "هو بين الثلاثي مجرد كداب زفة فلا هو مضحك ولا هو ممثل ولكنه ضرورة، والهدف منه هو جمع المتفرجين، ومن أدواته الرقص والزمر والصراخ والتطبيل، وهو يستطيع فعل كل هذه الأشياء ولكنه ليس علماً على أي منهم... ولكن مصيبة سمير أنه ليس الجورج وليس الضيف ولكنه معهما ولكي يستمر لا بد أن يكون مع أحد".

لكن الفنان سمير غانم خالف توقعات ما كُتب عنه، والهجوم الذي لاقاه، وبعد وفاة الضيف وانفصاله عن جورج سيدهم قدم الكثير من المسرحيات، كما شارك في عدد ضخم من الأفلام، سواء كانت بطولته أو مشاركة كضيف شرف، وكانت له بصمة في هذه المشاركات، من ينسى أفلام مثل "يارب ولد" و"عالم عيال عيال" و"ممنوع في ليلة الدخلة" و"الرجل الذي عطس" وإفيهاته ومواقفه وحواراته في "المتزوجون" و"فارس بني خيبان" و"دو ري مي فاصوليا".

كما أن غانم استطاع من خلال استخدام أدواته الجسدية كـ"ممثل" أن يخلق شخصيات كوميدية مثل "فطوطة"، الشخصية التي حققت نجاحا كبيرا في الفوازير، رغم وجود نيلي وشيريهان، وشخصية ميزو في مسلسل "حكاية ميزو".

وصنع لنفسه طابع خاص، فإن أسلوبه في الكلام – على سبيل المثال- كان يطوعه أيضاً ليصبح مادة للضحك، مثل صوت شخصية فطوطة المميز، أو استخدام كلمات من اللغة الأجنبية في سياق كوميدي، كما حدث في مسرحية "المتزوجون" والحوار الشهير بينه وبين الفنانة شيرين وهي تطلب منه مأكولات، لا يعرفها بسبب الفرق الاجتماعي الشاسع بين الشخصيتين.

نتذكر هنا قول ملفن هيلترز في كتابه "أسرار كتابة الكوميديا": "يبحث المؤدي/ الممثل عن الطابق المميز له، إذ بدون هذا الطابع المميز يتحول المؤدي إلى مجرد شخص يلقي النكات وتلاوتها، وفي وجود الطابع المميز يتمكن الممثل الكوميدي من استطلاق الضحك من جمهوره حتى عن طريق الأخطاء التي قد تصدر عنه، والناجح في الكوميديا نجد أنه ابتكر لنفسه شخصية مميزة واحدة على الأقل يعرفه الناس بها".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك