فخري كريم ناعيا مظفر النواب: ظل متشبثا بحنينه إلى الوطن وبقي منزها عن كل عيبٍ - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 4:30 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فخري كريم ناعيا مظفر النواب: ظل متشبثا بحنينه إلى الوطن وبقي منزها عن كل عيبٍ

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 20 مايو 2022 - 10:27 م | آخر تحديث: الجمعة 20 مايو 2022 - 10:27 م
نعى فخري كريم رئيس مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، الذي رحل عن عالمنا، اليوم الجمعة، في مستشفى الشارقة التعليمي بالإمارات.

وقال كريم خلال نعي مطول نشره موقع المدى: "بموت النواب يوقظ في وجداننا جذوة ماضٍ كاد أن ينطفئ بفعل قسوة الحاضر وتجرده من كل قيمة تُعلي من شأن الانسان، بل تتفنن في الحط من بارقة أمل في عبور دنس الرثاثة وسقوط المعنى وانزياح الظلامية المستبدة!".

وأضاف "مات مظفر، لكنه بقي منزها عن كل عيبٍ انتبذه في سيرته وإبداعه وحسه بالعدالة، لم يفقد، رغم قسوة ترحاله في أزمان ومقامات كانت موضع حفاوة به، ظل متشبثاً بحنين مولده الى الوطن، لكنه لم يكن أي وطن، بل فضاءً يتسع بالأمل في المرتجى بعالم الفضائل واحلام السعادة، دون أن يثنيه عن ذلك القهر والاستبداد والعهر السياسي وأشباه الرجال وفضلات الجهالة والغباء ومتعهدي الاستباحات التي يأنف عنها العيب نفسه".

وتابع: "مات مظفر، لكنه موت الانبعاث للتبشير باستحالة دوام الضيم، واستمرار أسر الوطن، واسترقاق إرادة العراقيين، وهيمنة لصوص المقابر الملثمين بجبنهم واحساسهم بالهزيمة التي لا مفر منها، مهما تطاولوا، وبأي وسيلة تشبثوا، وبأي سلاح تفرعنوا منذ عقدين، بقي مظفر زائراً مقيماً في المشافي، يتوسد آلامه بصمت، وبين رحلة استشفاء وترجل، بقي مقيماً على إرادة رفض "هبات رخيصة" لأشباه رجالات دولة، كما لو انه ليس مظفراً. وفي كل مرة كان يرفض بما يشبه طرد حامل "البريد".

وواصل: كان يقول يا للوقاحة، وهو يرد مظروف أحد لصوص المال العام، يريد ان ازكي وساخة ضميره، ويكرر القول مع كل موفد يحمل عار رئيس وزراء، أو وزير ملوث، ظل مظفر، رغم سماحته، يأنف عن استقبال وزير أو موفد وزاري، خشية من شبهة تنال من براءته.

وأردف كريم: عاش مظفر متجنباً، على قدر حساسية اللحظة التي يواجه فيها مصيره كل ما يمكن أن يثلم ما أراد أن يشكل هويته الإنسانية، دون أن ينكر أو يتنكر لضعفه الإنساني وهو يواجه صروف الحياة وتقلباتها ومساراتها التي قل مثيلها من العسف والاستلاب، مات مظفر دون أن يخلف ولداً أو متاعاً أو عهدة تكون موضع نزاعٍ أو تربص. فقد وزع كل ما كان يملك من مال قبل عقدين من رحيله على من اصطفاهم من أهله المقربين، دون أن يفكر بأنه أولى بما يملك وهو يعاند المرض والمصير المجهول، لكنه ترك أخاً وصديقاً ورفيقاً قلما يوجد له مثيل بالوفاء، والإيثار، والرعاية، والحب. ترك له حازم الذي لم يفارقه لحظة واحدة ملازماً سريره دون انقطاع طوال ثلاثة عقود. حازم الذي كان له أما وأبا وأخا وأختا.

واختتم: لم اعرف في حياتي "فضيلة" مداحي الملوك والأمراء وذوي الجاه، لكني سأفعل هذا الآن، منزهاً من كل مصلحة، دون أن التقي أو أحادث من أوجه له التحية والتقدير وخالص العزاء أيضا، لأنه ظل يحتضن مظفر طوال مرضه مكرما معززا بصمت.. أحيي دون تردد وأيا كان وراء كرمه واحتضانه الشيخ سلطان القاسمي، مات مظفر وفي خاطره بعد ان فقد التعبير: يا سعود أحنه عيب انهاب يا بيرغ الشرجية سلاماً مظفر، وإلى الملتقى.

مظفر عبد المجيد النواب ولد في 1934 بالعاصمة العراقية بغداد مسقط رأسه لعائلة أدبية اشتهرت بالثراء وابداع ألوانا مختلفة من الأدب والشعر.

وجاء سبب التسمية لعائلته بلقب النواب نسبة إلى "النيابة" أي نائب الحاكم حيث هاجرت عائلة جده من الهند أيام حكم العثمانيون إلى العراق.

حقق الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب، رصيدا أدبيا مميزا، حيث امتاز بتفرد إبداعه كما وكيفا، حيث اشتهر النواب بقصائده الشعرية اللاذعة والتي تسببت في أن يقضي معظم عمره في المنفى ليبدع قصائد شعرية شكلت محطات زاخرة في مسيرته الإبداعية.

من أهم قصائده قراءة في دفتر المطر، بحار البحارين، بكائية على صدر الوطن، ترنيمات استيقظت ذات يوم، باكوك، حصاد، شباج.


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك