أسامة الشاذلي يقدم منظورا جديدا لقصة يأجوج ومأجوج - بوابة الشروق
السبت 21 يونيو 2025 8:25 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما توقعاتك لمعارك إسرائيل مع إيران؟

أسامة الشاذلي يقدم منظورا جديدا لقصة يأجوج ومأجوج

محمود عماد
نشر في: الجمعة 20 يونيو 2025 - 6:50 م | آخر تحديث: الجمعة 20 يونيو 2025 - 6:50 م

تحظى القضايا الدينية بزخم كبير، وخاصة الغيبية منها التى حدث فى زمن ما فى ماض بعيد ولا نملك تفاصيل عنها تشغيل فضول الأنفس، أو التى ستحدث فى مستقبل بعيد لم يأت بعد استنادا لنبؤات النصوص الدينية، والتى تزخر بالعديد من النبؤات التى ستحدث فى آخر الزمان.

وعندما تكون هنالك قضية دينية تهم الديانات السماوية الثلاث والذين يعدون الديانات أصحاب الأتباع الأكثر فى العالم، وتكون تلك القضية حدثت بشكل غيبى فى الماضى، وستعاد بنفس الشكل الغيبى فى المستقبل وتزيد فى هذه الحالة أهمية واهتمام الناس بتلك القضية، وبالطبع يتوفر فى قضية وقصة يأجوج ومأجوج كل ذلك.

ويناقش كتاب «يأجوج ومأجوج.. ولقاء مع ذى القرنين» للكاتب الدكتور أسامة عبد الرءوف الشاذلى، والصادر عن دار الرواق للنشر، تلك القضية الغيبية ويعيدها إلى الواجهة من جديد، والكتاب هو إعادة إصدار للكتاب الذى صدر أول مرة منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما.

يحاول الكتاب أن يتقصى أثر قصة يأجوج ومأجوج بشكل علمى بحثى، فيأخذ الكتاب من المنهجية العلمية ليؤسس لسردية جديدة تماما عن المتعارف عليها، سردية ترجح استخدام العقل فى تفسير النقل وتتعامل مع القضية الغيبية بشكل علمى تقمص فيه الكاتب ثوب الباحث الأكاديمى التاريخى والدينى والعلمى فى نفس ذات الوقت بشكل ثورى فى التصدى لقضية تشغل بال الكثيرين من أتباع الديانات السماوية الثلاث كما ذكرنا.

يبدأ الكتاب فى محاولة عرض التناول القرآنى لقصة يأجوج ومأجوج فى القرآن الكريم عبر الآيات التى توضح القصة، وعن اللقاء الذى جمعهم بيأجوج ومأجوج وبالقوم الذين طلبوا العون من ذى القرنين، ويحاول الكاتب عرض تلك الآيات عن الطريق التفسير اللغوى والسياقى لها، ثم يتعرض للأحاديث التى تناولت قضية يأجوج ومأجوج، والتى قام بتفنيدها والتركيز على ما اتفق عليه بخارى ومسلم، كما أنه لفت النظر للأحاديث الدخيلة على السنة النبوية، والتى مصدرها الإسرائيليات، والتى لا تمت للعقل بصلة.

إن اللحظة الثورية التى يؤسس لها الكاتب عبر استعراض القصص القرآنى وتفسيره، والتواجد القصصى فى الأحاديث النبوية الصحيحة هو من أجل تأسيس السردية المغايرة عن المتعارف عليه، والتى تقول أن يأجوج ومأجوج هم بشر مثلنا حتى لو تضمنت القصة بعض التفاصيل التى توضح أنهم خارقون أو غير طبيعيين بالنسبة للحالة الإنسانية العادية، ولكن سردية الكاتب هنا نقول استنادا لتفسير اللغوى والعقلى والعلمى أن يأجوج ومأجوج هما براكين وتسونامى، هى سردية ثورية تخالف كل السرديات والأساطير عن يأجوج ومأجوج، ولكنها سردية بها أدلة وقرائن حتى لو اختلفنا مع بعضها.

بعدها يحاول الكاتب أن يبحث عن مكان السد أو الردم الذى أقامه ذو القرنين، وهى أيضا محاولة لكشف من هم القوم الذين قابلهم ذو القرنين، وما هويتهم، وهى أيضا محاولة ثورية وغير متعارف على تأويلها، ويدخل بعد ذلك تأويل العين الحمئة التى جاءت فى القرآن الكريم، وربطها بفكر مكان السد ومن هم القوم الذين لا يفقهون قولا، وبعد ذلك نرى التطرق لقصة جوج ومأجوج فى العهد القديم، والذى ترينا الإسرائيليات التى طغت فى الرواية القرآنية نفسها، ويحاول الكاتب تفنيدها جيدا.

بعد ذلك نرى محاولة الكاتب للبحث عن شخصية ذى القرنين، وعرض الشخصيات التى من الممكن أن تكون هى نفسها ذا القرنين، وأشهرها الإسكندر الأكبر وكورش العظيم، ويقدم الكاتب الأسباب التى جعلت الباحثين يقولون إن أحدهما هو ذو القرنين، ثم يقدم أسبابه التى ترفض تلك الفرضية، بل وترفض فرضية أن يكون ذو القرنين ملكا من الأساس.

يحاول الكاتب تقديم مقاربة عن شخصية ذى القرنين ومحاولة ربطه بالرحالة بيثياس المارسيلى، ورحلته من أجل جلب القصدير لموطنه مارسيليا، وتعرض الكاتب بشىء من التفصيل لمارسيليا فى هذا الوقت، وللعالم بشكل عام، وقدم مقاربات كثيرة عن رحلة بيثياس التى يعد فيها أول من ذهب بعيدا فى هذه استكشاف أراض جديدة له السبق فيها بعبقرية شديدة، رغم تكذيب أهله وعلماء عصره له بشكل كبير.

فى النهاية يمكننا أن نقول إن كتاب «يأجوج ومأجوج.. ولقاء مع ذى القرنين» هو كتاب يقدم فكرا مختلفا عن السائد فى التعامل مع النص الدينى لمحاولة فهمه بالعقل والعلم، ومحاولة التوفيق بين النقل والعقل، واستخدام السياق التاريخى للفهم أيضا فى قضية غيبية تهم الكثير، وأظن أنها بالنسبة لتلك القضية يأجوج ومأجوج فهذا من الممكن أن يصبح سبقا علميا استكشافيا مهما.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك