وزير التعليم يشهد الاحتفال بمرور ١٤٠ عامًا على إنشاء المدرسة الألمانية لراهبات القديس سان شارل بورومي بالإسكندرية
شهد الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي دولة رئيس مجلس الوزراء، اليوم، الاحتفال بمرور ١٤٠ عامًا على إنشاء المدرسة الألمانية لراهبات القديس سان شارل بورومي بالإسكندرية.
قال حجازي إن المدرسة تهدف منذ تأسيسها في نهايات القرن التاسع عشر إلى تقديم خدمة تربوية متميزة للفتاة المصرية، تمكينًا لها، وتأهيلاً لدورها المنوط بها في المجتمع.
وأضاف: "تلك المدرسة توجت جهود إدارتها باعتماد المدرسة لمنح شهادة الأبيتور الألمانية الدولية، وهي أعلى شهادة مدرسية تمنحها جمهورية ألمانيا الاتحادية، كما حصلت المدرسة على خاتم الجودة (مدرسة ممتازة خارج الحدود الألمانية) في سبتمبر ٢٠٢٣".
وأوضح أن التعاون بين الوزارة والجانب الألماني يمثل تأكيدًا على العلاقات الوطيدة والمتميزة بين البلدين الصديقين، والتي اكتسبت مزيدًا من التناغم والتقارب بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية؛ لدعم مسيرة العلاقات الوطنية والدولية على نحو بناء وإيجابي، حيث تطورت العلاقات المصرية الألمانية، واتسع نطاق التعاون الثنائي بشكل لا يقتصر على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية والعلمية والثقافية فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات جديدة، وهو ما يدعم اتجاه الوزارة نحو التوسع في تدريس اللغة الألمانية، ذاكرًا أن أكثر من (٥٠٠) ألف مواطن يتحدثون اللغة الألمانية الآن، نظرًا لكون ألمانيا الاقتصاد الأول في أوروبا.
وتابع الوزير أنه في هذا الإطار، تم الانتهاء من وضع بنود اتفاقية جديدة لإنشاء (۱۰۰) مدرسة مصرية ألمانية في مصر تمنح شهادة مصرية على غرار المدارس المصرية اليابانية، من خلال صيغة للتعاون المشترك، تتولى فيها مصر البناء بمشاركة القطاع الخاص، ويتولى الجانب الألماني الإشراف الفني على المدارس، مؤكدًا أنه يتابع بنفسه تطورات هذا المشروع، الذي يجري تنفيذه حاليًا بخطى سريعة، آملاً أن يتم افتتاح أولى مدارس هذا المشروع قبل بداية العام الدراسي القادم، وذلك بالتنسيق مع السفير فرانك هارتمان.
ووجه الوزير رسالة إلى طالبات وخريجات المدرسة، قائلًا: "بجهودكن، وإخلاصكن يحقق الوطن آماله، ويرتقي في طموحاته؛ ونحن ننتظر منكن المزيد من الجهد، من أجل غد أكثر إشراقًا لكم، وللأجيال القادمة؛ لذا، أوصيكن أن تحرصن كل الحرص على استمرار تفوقكن ومواصلة الاجتهاد الدءوب، لتصبحن قدوة لغيركم في العلم، والخُلُق، والمواطنة، وقبول الآخر".
وأكد فرانك هارتمان سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية بالقاهرة أن التعليم هو تجسيد الإنسان، فالتعليم هو الإنسانية ويصقل الشخصيات،، كما أن التعليم يمكّن من التسامح والمسئولية الاجتماعية، وهو الشرط الأساسي لتحقيق التحديث الاقتصادي والاجتماعي للبلد.
وذكر أن المدرسة الألمانية لراهبات القديس شارل بورومي في الإسكندرية تلتزم بهذا المثل الإنساني للتعليم على أساس الأخلاق المسيحية، بجانب التسامح والانفتاح على الديانة الإسلامية والثقافة المصرية، وذلك منذ ١٤٠ عاما الآن، حيث إن الهدف ليس مجرد نقل المعرفة، بل تطوير شخصيات ناضجة مستعدة وقادرة على تحمل المسئولية بقيم صلبة وعقلانية حادة، وتحمل مسئولية أفعالها في المجتمع.
وقدم السفير التهنئة بمناسبة الذكرى السنوية الـ ١٤٠، كما أعلن عن تقديم رئيس الجمهورية الاتحادية الألمانية في هذه المناسبة هدية لمدرسة راهبات القديس شارل بورومي بالإسكندرية بمنحها مرة أخرى العلامة الفاخرة "مدرسة ألمانية ممتازة في الخارج" بعد تفتيش شامل من الحكومة الفيدرالية والولايات في عام ۲۰۲۳، مؤكدًا أن هذا إنجاز كبير وحافز للمستقبل، ومتمنيًا كل التوفيق للـ ١٤٠ عاما القادمة ولصداقة ألمانيا ومصر.
وأشار فرانك هارتمان إلى أن النظام التعليمي الألماني في مصر يشهد إقبالا كبيرا، وتُعد المدرسة البورومية في الإسكندرية والمدرسة الشقيقة في القاهرة، التي تحتفل هذا العام بمرور ۱۲۰ عامًا على تأسيسها، بالإضافة إلى المدرسة الألمانية الإنجيلية العليا في القاهرة، التي احتفلت العام الماضي بمرور ١٥٠ عاما على تأسيسها، من بين أكثر المؤسسات التعليمية طلبا وأفضلها في مصر، وخرج منها العديد من الشخصيات التي كان لها دور بارز في حياة مصر الحديثة.
وقال السفير إن القيادة السياسية في مصر حريصة على تطوير نظام التعليم وهناك رغبة في زيادة عدد المدارس الألمانية، مؤكدًا سعي الحكومة الألمانية نحو الحفاظ على جودة المدارس الألمانية ومواجهة التحديات الحديثة في عصر الرقمية، وفي ضوء اتفاقية مع الحكومة المصرية لتعزيز ۱۰۰ مدرسة ألمانية - مصرية ستستفيد ۱۰۰ مدرسة مصرية من بناء القدرات من خلال الدعم الألماني وتقديم تعليم باللغة الألمانية.