وقع الحادث فى قرية الوابورات بمركز القصاصين، بالإسماعيلية، لأسرة تتكون من 6 أفراد، وهم علي عبد السلام العايدي، 45 عامًا، وزوجته نور الهدى 35 عامًا، وأبنائه الأربعة، بالإضافة إلى 4 من جيرانهم، بعد عودتهم من عملهم فى إحدى الأراضى الزراعية بمنطقة الصالحية لجمع الفول السودانى لبيعه وكسب رزقهم.
تجمعت الأسرة وجيرانهم وركبوا جميعًا التوكتوك الذى يملكه ويقوده الزوج «على» توفيرًا لنفقات المواصلات، وعلى طريق الإسماعيلية الزقازيق، اصطدم التوكتوك بميكروباص تسبب فى انقلابه، لتلقيا الشقيقتان، أسماء 15 عامًا، وأروى 13 عامًا، مصرعهما فور وقوع الحادث، ثم لحقت بهما والدتهما قبل وصولها المستشفى، وخلال ساعات قليلة لفظ الأب والإبن «أحمد» 6 أعوام أنفاسهما الأخيرة، لتلحق بهم جارتهم منى، متأثرة بإصابتها، ولا يزال 5 آخرين يتلقون العلاج بمستشفى الإسماعيلية العام، منهم الطفل محمد، ذو الأربع أعوام، أحد أبناء الأسرة، والذى أنقذته العناية الإلهية من موت محقق.
الحادث يشير بوضوح إلى الفقر الذى يدفع إلى تشغيل الأبناء صغارًا لمساعدة الأسرة فى نفقات المعيشة، وهو ذاته الذى جعل نحو 11 فرد يستقلون توكتوك واحد لعدم استطاعتهم تأجير آخر أو العودة بميكروباص.
أهالى القرية جميعهم يعيشون الظروف ذاتها ويؤكدون إمكانية تعرضهم لنفس الحادث، دون أن يجد ذويهم بعدهم مصدرًا للدخل، ناهيك عن المشاكل المتعددة التى تعانى منها القرية والتى لا تختلف كثيرا عما تعانى منه القرى الأخرى فى جميع المحافظات.
طالب محمد العايدى، ابن عم المتوفى، وزارة التضامن الاجتماعي، بكفالة الطفل وتوفير معاش استثنائي، بما يضمن حياة كريمة له، خاصة مع اختفاء مسئولي ونواب المحافظة تمامًا عن المشهد.
كما طالب الجيران بإلقاء القبض على سائق الميكروباص، الذى كان يسير بسرعة جنونية، وهرب فور وقوع الحادث.