جمعة حاشدة فى نيوزيلندا لتأبين ضحايا «مذبحة المسجدين» - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 4:01 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جمعة حاشدة فى نيوزيلندا لتأبين ضحايا «مذبحة المسجدين»


نشر في: الجمعة 22 مارس 2019 - 12:43 م | آخر تحديث: الجمعة 22 مارس 2019 - 12:43 م

- التليفزيون النيوزيلندي يبث الأذان لأول مرة فى تاريخه.. رئيسة الوزراء تستشهد بحديث شريف.. وخطيب الجمعة يطالب بوضع حد لخطاب الكراهية
- نساء نيوزيلندا يرتدين الحجاب تضامنا مع المسلمين.. وأكثر من 8 ملايين دولار تبرعات لعائلات ضحايا الهجوم الإرهابي
شهدت نيوزيلندا، اليوم الجمعة، تضامناً غير مسبوق لتأبين ضحايا الهجوم الإرهابى الذى استهدف مسجدين فى مدينة كرايست تشيرش، وأسفر عن استشهاد 50 شخصا وإصابة 50 أخرين الأسبوع الماضي، فيما بث التليفزيون الرسمى والإذاعة الوطنية لأول مرة في تاريخ نيوزيلندا آذان صلاة الجمعة.
وأقيمت صلاة الجمعة في ساحة "هاجلي بارك" مقابل مسجد النور في كرايست تشيرش، أحد المسجدين اللذين تعرضا للهجوم الإرهابي، وحضرتها رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن، حسبما نقل موقع "راديو نيوزيلندا".
وألقت أرديرن التي ارتدت حجاباً أسود، كلمة مقتضبة قالت فيها إن "نيوزيلندا في حداد معكم، نحن واحد"، مستشهدة بالحديث الشريف القائل: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ورفع مؤذن يرتدي غطاء أبيض للرأس الآذان الساعة 1:30 ظهرا بالتوقيت المحلي فيما كان آلاف المحتشدين في الساحة ينصتون لكلمات" الله أكبر" التي تدوي في المكان. كما ارتدت شرطيات في المتنزه أحجبة سوداء، وعلقن وردة حمراء على ستراتهن.
وبعد رفع الأذان في جميع أنحاء نيوزيلندا عبر التليفزيون والإذاعة الوطنيين، تأبينا لضحايا الاعتداء الإرهابي، تم الوقوف دقيقتي صمت في جميع المؤسسات والتجمعات. ووفق إعلام محلي فإنه "تم اختيار الوقوف دقيقتي صمت بدلا من دقيقة واحدة كالمعتاد، بسبب حجم المأساة".
وقدر الحشد الذي حضر الصلاة بنحو 20 ألفا، بينهم الآلاف من غير المسلمين الذين حرصوا على التواجد كنوع من التضامن مع المسلمين في مصابهم الأليم.
واعتلى إمام مسجد النور الشيخ جمال فودة مرتديا الزى الأزهري منبر الخطابة في الحديقة العامة، قائلا إن "دماء ضحايا الاعتداء الإرهابي لن تذهب هدرا، بل من خلالهم سيرى العالم جمال الإسلام وجمال وحدتنا". وشكر النيوزيلنديين على دعمهم لمسلمي البلاد في تلك اللحظات الصعبة.
وقال فودة وهو أحد الناجين من "مذبحة المسجدين"، خلال الخطبة التى استمرت 20 دقيقة: "لقد حاول الإرهابي تمزيق أمتنا بأيديولوجيته الشريرة، لكن على النقيض، أظهرنا للعالم أن نيوزيلندا غير قابلة للانقسام".
وأضاف: "نحن محبطين ولكننا لم نكسر. نحن على قيد الحياة. نحن معا. نحن مصممون على عدم السماح لأي شخص بتقسيمنا".
وتابع: "مجزرة المسجدين نتيجة خطاب الكراهية الذي يقوده بعض الزعماء السياسيين، وعلى العالم وضع حد لخطابات الكراهية تلك وسياسة الخوف المرضي من الإسلام (الإسلاموفوبيا).
ومضى قائلا: "الإسلاموفوبيا تقتل، وتم استخدامها بوحشية في جميع أنحاء العالم، فهي حملة تهدف إلى التأثير على الناس وجعلهم يشعرون بالخوف من المسلمين".
وبعد إقامة الصلاة، اقترب غير المسلمين من المسجد ووضعوا باقات الزهور واحتضنوا والتقطوا صور سيلفي مع المسلمين. ولا يزال مسجد النور المنكوب مغلقا إذ يقوم عمال بتصليح جدرانه المنخورة بالرصاص وتنظيف أرضيته الملطخة بالدماء، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويمثل المسلمون ما يزيد قليلا على واحد بالمئة من سكان نيوزيلندا. وارتدى كثير من النساء غطاء الرأس إظهارا للتضامن مع الجالية المسلمة في نيوزيلندا وكان هاشتاج حركة "#حجاب من أجل التناغم" (هيدسكارف فور هارموني) من بين الهاشتاجات الرائجة على تويتر، وفقا لوكالة رويترز.
وشجعت الحركة التي دشنتها طبيبة من أوكلاند النساء على ارتداء الحجاب كرمز لتضامنهن ودعمهن للجالية المسلمة.
وقالت روبين مولوني (65 عاما) التي كانت ترتدي هي ومجموعة من صديقاتها أغطية للرأس في متنزه هاجلي "نرتدي الحجاب إظهارا لدعمنا وحبنا وتضامننا مع المسلمات ونأمل أن يظهر ذلك للمسلمات أننا معهن". كما شوهدت نساء في العاصمة ولنجتون يرتدين الحجاب في طريقهن إلى العمل صباحا.
وتفرض الشرطة حراسة أمنية على المساجد في جميع أنحاء نيوزيلندا منذ الهجوم وانتشرت بكثافة لطمأنة المصلين.
ووضع الضباط الذي انتشروا في محيط كرايست تشيرش شارات خضراء على صدورهم تعبيرا عن السلام والتضامن.
وخصصت الصحف النيوزيلندية صفحات كاملة نعت فيها جميع الضحايا بأسمائهم وتضمنت دعوة إلى حداد وطني. وقالت صحيفة نيوزيلاند هيرالد في صفحتها الأولى "دعوة إلى الصلاة.. في الوحدة قوة".
وفي وقت لاحق على صلاة الجمعة، أقيمت جنازة جماعية لدفن 26 من الضحايا في مقبرة بمدينة كرايست تشيرش حيث تم بالفعل سابقا دفن 10 آخرين من الضحايا.
وقام أفراد أسر الضحايا بالتناوب لدفن أحبائهم، مستخدمين مجارف وعربات يدوية. وشملت الجثامين، التي تم دفنها، الضحية الأصغر، موكاد إبراهيم، البالغ من العمر 3 سنوات.
وفي العاصمة ويلنجتون شارك مفوض الشرطة النيوزيلندية، مايك بوش، في فعالية حضرها الآلاف بمسجد كيلبيرني لتأبين ضحايا الاعتداء الإرهابي، حسبما نقل موقع "راديو نيوزيلندا.
وخلال تلك الفعالية نظم المئات من غير المسلمين سلسلة بشرية حول المسجد لحماية مسلمين يؤدون صلاة الجمعة.
وكانت كنيسة ويلنجتون من دعت إلى هذا الحدث. وقال دانييل كلينسمان المشارك في تنظيم السلسلة البشرية إن الحدث ليس جديدا.
وأضاف كلينسمان: "تم تنظيم السلاسل البشرية في جميع أنحاء العالم عندما تعرضت مجتمعات إسلامية ويهودية لهجوم. هي رمز قوي للدعم والحب. تسعى إلى خلق حاجز مادي لحماية أولئك المضطهدين في هذا الوقت".
وفي حي أوتاهو بمدينة أوكلاند شمالي نيوزيلندا توجه نحو 200 شخص إلى مسجد "المصطفى" للمشاركة في فعاليات تأبين ضحايا المجزرة.
ومن بين المشاركين في الفعاليات بمسجد "المصطفى" عمدة المدينة، فيل جوف، الذي شدد على أنّ "رد الفعل تجاه الهجوم في كرايستشيرش يعتبر أكبر أشكال التضامن المجتمعي التي يراها في حياته".
كما أعلنت هيئة المواصلات في مدينة أوكلاند، تعليق حركة القطارات والعبارات المائية والحافلات خلال دقيقتي الصمت المخصصتين لتأبين ضحايا مذبحة كرايست تشيرش.
فى غضون ذلك، ارتفعت حصيلة التبرعات المقدمة لمصابي وذوي ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، إلى أكثر من 8 ملايين دولار أمريكي.
وذكرت صفحة "Give a little" الإلكترونية والمسؤولة عن جمع التبرعات، عبر موقعها على الإنترنت، اليوم الجمعة، أن حجم التبرعات الموجهة لمصابي وأسر ضحايا "مذبحة المسجدين" بلغ 8.70 ملايين دولار أمريكي.
وأشارت أن هذا المبلغ تم جمعه حتى الساعة العاشرة من صباح اليوم الجمعة، وأنه يزداد بوتيرة منتظمة.
يشار أن التبرعات يتم جمعها بالتعاون مع المجلس النيوزيلندي لجماعات دعم الضحايا (غير حكومي) ومؤسسة "سبارك" النيوزيلندية التي ينبثق عنها صفحة "Give a little".
فى سياق متصل، شهدت مدن حول العالم، مظاهر عدة للتضامن مع ضحايا "مجزرة المسجدين" ، تنوعت بين الوقوف دقيقة حدادا، ورفع، وأداء صلاة الغائب.
وفي أستراليا، وقف مسافرون في مطار سيدني، اليوم، دقيقتي صمت تضامنا مع عائلات ضحايا الهجوم، الذي تعرض له مسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية.
وفي لندن، شهد ميدان ترافالجار وسط العاصمة البريطانية، أمس الخميس، رفع الأذان خلال فعالية تكريما للضحايا. ووقف المشاركون أيضا دقيقة صمت.
وفي الولايات المتحدة، شهدت جامعة أريزونا الأمريكية، الأربعاء الماضى، فعالية تخللها رفع الأذان إكراما لضحايا الهجوم.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك