كشفت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء، إن روايات إسرائيلية تحدثت عن ارتكاب حركة حماس الفلسطينية عنفا جنسيا في هجوم 7 أكتوبر الماضي (عملية طوفان الأقصى) ثبت أنها غير صحيحة.

وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن حاييم أوتمازجين المتطوع بمنظمة "زاكا" الإسرائيلية للبحث والإنقاذ خلال عمله في منزل بأحد المستوطنات التي استهدفتها طوفان الأقصى شاهد جثة مراهقة مقتولة بالرصاص في غرفة بعيدا عن عائلتها، وقد تم سحب سروالها إلى أسفل خصرها، واعتبر أن ذلك دليل على العنف الجنسي.

وبحسب الوكالة، نبه أوتمازجين الصحفيين إلى ما رآه. وروى التفاصيل وهو يبكي في ظهور متلفز على المستوى الوطني، ثم ترددت أصداء شهادته في جميع أنحاء العالم، لكن اتضح أن ما اعتقده أوتمازجين لم يحدث.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن أوتمازجين قوله "إن الأمر ليس أنني اخترعت قصة"، زاعما أنه لم يستطع التفكير في أي خيار آخر سوى تعرض المراهقة للاعتداء الجنسي".

وتابع: "في النهاية اتضح أن الأمر مختلف وقمت بتصحيحه"، وهو ما قالت أسوشيتد برس أنه جاء بعد فوات الآوان.

وكان أوتمازجين واحد من اثنين من المتطوعين بمنظمة "زاكا" الإسرائيلية قدما ادعاءات حول ارتكاب حماس عنف جنسي.

• رواية ثانية كاذبة

وروى يوسي لانداو، وهو متطوع في "زاكا"، أنه رأى امرأة حامل مستلقية على الأرض، وجنينها لا يزال متعلقا بالحبل السري خارج جسدها.

وقال أوتمازجين، إن لانداو استدعاه لرؤية السيدة، لكنه لم ير ما تم وصفه له، بل رأى جثة امرأة ثقيلة الوزن وقطعة كبيرة غير معروفة مربوطة بكابل كهربائي، كان "كل شيء متفحما"، على حد وصفه.

وأكد أوتمازجين أنه أخبر لانداو أن تفسيره كان خاطئًا، فهذه لم تكن امرأة حامل. ومع ذلك، صدق لانداو روايته، واستمر في سرد القصة للصحفيين وتم الاستشهاد بها في وسائل الإعلام حول العالم. كما أخبر لانداو، إلى جانب مسعفين آخرين، الصحفيين أنه رأى أطفالاً ورضعاً مقطوعي الرأس، بينما لم يتم نشر أي دليل على هذه المزاعم.

• ادعاءات دون أدلة

وقالت" زاكا" إنها تلقت تعليمات بجمع جثث الموتى في أسرع وقت ممكن وإرسالهم لتحديد هويتهم ودفنهم بسرعة، وفقا للعادات اليهودية.

وأضاف أوتمازجين، أن زاكا أرسلت حوالي 800 متطوع إلى جنوب إسرائيل (الأراضي المحتلة).

بدوره، قال مصدر لأسوشيتد برس، إن المتطوعين لم يقوموا بأعمال الطب الشرعي، وكان يُعتقد أن الجنود الذين سبقوهم هم من يقومون بهذه العملية.

لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي صرح للوكالة بأنه لم يقم بأي عمل جنائي في أعقاب 7 أكتوبر. وهذا يعني أن الجثث التي قيل إنه ظهرت عليها علامات الاعتداء الجنسي ربما لم يتم فحصها، وفقا للوكالة.

كان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أعلن يوم الاثنين أنه طلب من المحكمة إصدار مذكرات اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت وثلاثة من قادة حركة حماس هم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف. وزعم المدعي العام أن التهم الموجهة لقادة حماس تشمل الإبادة والقتل واحتجاز رهائن والاغتصاب والاعتداء الجنسي أثناء الاحتجاز".

ورد سامي أبوزهري القيادي في حماس، قائلا إن طلب المدعي العام مساواة بين الضخية والجلاد ويشجع إسرائيل على الاستمرار في حرب الإبادة بقطاع غزة.