أغلق المئات من أهالى مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ أبواب مجلس المدينة، ومنعوا العاملين والمواطنين من الدخول إليه أو الخروج منه، صباح أمس احتجاجًا على تلوث مياه الشرب فى المدينة بعد أنباء عن تلوث فرع رشيد، وارتفاع نسبة الأمونيا بماء النيل، وهو ما تسبب فى إصابة عدد من الأهالى بالأمراض، ونفوق عشرات الأطنان من أسماك الأقفاص السمكية المقامة على جانبى النهر.
وطالب أهالى دسوق بإقالة اللواء أحمد بسيونى زيد، رئيس المدينة، والمستشار محمد عزت عجوة محافظ كفر الشيخ، مع سرعة تطهير مجرى النيل ومياه الشرب، ووضع زريعة سمكية جديدة فى مجرى نهر النيل لكى تعود الحياة السمكية إلى ما كانت عليه، مع صرف تعويضات عن الأضرار الصحية والمادية التى لحقت بالأهالى المتضررين.
وامتدت حالة الغضب إلى مراكز مطوبس وفوه وسيدى سالم، بعد تغير لون مياه الشرب وطعمها فى تلك المراكز بما ينذر بكارثة بيئية.
وأجرى المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان، اتصالا بوزير الرى لحل مشكلة تلوث المياه بمراكز كفر الشيخ الثلاثة: دسوق وفوه ومطوبس، وقرر فتح قناطر إدفينا لتصريف المياه الملوثة والراكدة، كما قرر تشكيل لجنة لبحث أسباب تلوث المياه بفرع رشيد وبيان مدى خطورتها على الصحة العامة، برئاسة الدكتور محمد كامل الأستاذ بالمركز القومى للبحوث، وفريق من الخبراء والمتخصصين بالمركز لأخذ عينات من محطة منشأة أبوعلى بدسوق وفوه ومطوبس، وتشكيل لجنة لكشف مصادر تلوث مياه النيل، خصوصا أن مصادر التلوث بالمنطقة تتمثل فى الصرف الصناعى والصحى والأقفاص السمكية، لكن اللجنة لم تصل حتى الان بحسب مصادر فى المحافظة.
ومن جانبه، قال المستشار محمد عزت عجوة، محافظ كفر الشيخ، فى بيان أمس الاول، إنه جار معالجة أزمة مياه الشرب فى مركز دسوق التى بدأت منذ أسبوع؛ وذلك بعد أن تغيرت مياه النيل من حيث اللون والطعم والرائحة، وتم الاتصال بوزراء الرى والإسكان، وأضاف إنه تم الاتصال بوزيرى الرى والإسكان، وتم فتح قناطر إدفينا بمركز مطوبس، لتصريف المياه الملوثة مع ضخ كميات كبيرة من مياه النيل.
وتابع: «كان أمامنا خياران إما وقف محطات المياه أو التوفيق بين المصالح العامة والحالة الموجودة»، مشيرا إلى أنه فضل الاختيار الثانى، خصوصا أن نسبة الأمونيا لم تكن مرتفعة بصورة كبيرة، وبحسب كلامه؛ فقد تمت معالجتها وضخ مياه نظيفة فى محطات المياه فى عدد من المناطق، ووضع حلول جذرية لمعالجتها. كان وزير الاسكان قرر الأحد الماضى، إقالة اللواء محمود فؤاد، رئيس مجلس إدارة شركة المياه بالمحافظة، بسبب إهماله فى حل مشاكل المياه وتسرب مياه الصرف الصحى إلى مياه الشرب فى عدد كبير من مدن دسوق ومطوبس وفوه، وقراها المختلفة، وفشله فى حل مشاكل المياه والصرف الصحى رغم استمراره لمدة 7 أعوام متصلة رئيسا للشركة، وقرر الوزير تعيين المهندس محمد مفتاح رئيسا للشركة بالمحافظة.
وفى سياق قضائى متصل، قرر محمد هدايات، مدير نيابة دسوق، أمس، استدعاء وكيلة وزارة الصحة بكفر الشيخ، ومدير إدارة الطب الوقائى، ومدير إدارة حماية البيئة، ومدير إدارة الرى، ومدير إدارة حماية نهر النيل، ورئيس جهاز شئون البيئة بمجلس مدينة دسوق، للاستماع إلى أقوالهم، فى جلسة تحقيق، بشأن أزمة تلوث المياه بالمدينة.
وقررت النيابة، أيضا، استدعاء كل من أحمد جمال أحمد عبده زغاوة، وأحمد عادل أحمد المناخلى، وإسلام زكى الشحات أبواليزيد عمار، وهانى عبدالهادى منيسى، وشريف حسن العقدة، ومحمد على موسى زايد، للاستماع لأقوالهم بجلسة تحقيق بناءً على تحريرهم المحضر رقم 497 لسنة 2014 إدارى قسم شرطة دسوق، ضد محافظ كفرالشيخ، ووزيرة الصحة، ورئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى، ورئيس مجلس مدينة دسوق بصفتهم، وذلك لتلوث مياه الشرب، واختلاطها بمياه الصرف الصحى، وارتفاع نسبة الأمونيا بها، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة منها، جعلت المواطنين يحجمون عن الاقتراب منها واستعمالها.
يذكر أن مادة الأمونياك تسبب التهابات وتهيجات بالجلد والأعين والأنف والحلق والجزء العلوى من الجهاز التنفسى، وحيث إن الأمونياك هو المصدر الرئيسى لعنصر النتروجين اللازم لنمو النباتات المائية فمن الممكن أن يسهم الأمونياك فى عفونة المسطحات المائية الراكدة أو بطيئة السريان وخاصة تلك المسطحات ذات المحتوى المحدود من النتروجين.
وتعتبر الأمونياك من المواد متوسطة السمية بالنسبة للكائنات المائية، وحتى الآن لم يثبت علميا أن الأمونياك من المواد المسببة للسرطان.
يشار إلى ان تلوث فرع رشيد طال مدن وقرى أخرى بالوجه البحرى حيث سادت حالة من الذعر فى قرى محافظة البحيرة بعد ظهور مادة رغوية على سطح ترعة المحمودية كما تم وقف العمل بمحطة مياه قرب قرية فيشا وادفينا بمركز رشيد ما ادى إلى توقف المخابز والمستشفيات والوحدات الصحية.