أعلنت مصادر يابانية وصينية أن البلدين سيجريان حواراً أمنياً مطلع الشهر المقبل في العاصمة الصينية بكين، في محاولة لتضييق فجوة الخلافات بينهما حول القضايا الأمنية في ظل تحسن العلاقات الثنائية.
وذكرت صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية، اليوم الخميس، أن هذا الحوار سيكون الأول من نوعه بين الصين واليابان منذ أكتوبر 2017 عندما أُجري في طوكيو.. مشيرة إلى أنه سيضم كبار المسؤولين من وزارتي الخارجية والدفاع بالبلدين.
وأوضحت المصادر أنه من المقرر أن يحضر اللقاء النائب الأول لوزير الخارجية الياباني تاكيو موري، ونائب وزير الخارجية الصيني كونج شوان يو، بالإضافة إلى عدد من مسؤولي الدفاع من البلدين.
ويهدف الحوار إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين طوكيو وبكين، وذلك في ظل استمرار سفن خفر السواحل بالإبحار من وقت لآخر في المياه التي تحيط بجزر سينكاكو التي تديرها اليابان في بحر الصين الشرقي.
يُشار إلى أن حدة النزاع بين اليابان والصين حول جزر سينكاكو غير المأهولة بالسكان ازدادت منذ عام 2012، عندما أخضعت الحكومة اليابانية تلك الجزر لسيطرتها المباشرة.
ومن المقرر أن يتبادل المسؤولون وجهات النظر حول عدد من الموضوعات، من بينها برنامج تعزيز الدفاع الوطني الياباني الجديد الذي أقرته اليابان الشهر الماضي، والذي يوثق قرارها بنشر حاملات الطائرات لأول مرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وقد رفضت بكين البرنامج الجديد بقوة؛ إذ يشير إلى أن الأنشطة العسكرية الصينية في بحر الصين الشرقي تعتبر مصدراً للقلق الشديد في المنطقة، كما انتقدت الصين حكومة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لعملها على تأجيج مسألة "التهديدات الصينية".
ومن المحتمل أن يكثف موري وكونج الاستعدادات لإجراء حوار استراتيجي بين وزيري خارجية اليابان والصين، بالإضافة إلى بدء حوار اقتصادي على المستوى الوزاري لوضع الأساس لزيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى اليابان لحضور قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في أوساكا في يونيو المقبل، وإذا أجرى شي هذه الزيارة فسيصبح بذلك أول رئيس صيني يجري زيارة رسمية إلى اليابان منذ مايو 2008.
وكان شي قد أكد - في قمة مع آبي في بكين في أكتوبر الماضي- أنه سيفكر بجدية في زيارة اليابان، معرباً عن استعداده لتعزيز الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى.
وقد تحسنت العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة، خاصة وأن العام الماضي كان يمثل الذكرى السنوية الأربعين لتوقيع معاهدة السلام والصداقة بين اليابان والصين ودخولها حيز التنفيذ.
واتفق البلدان على تدعيم التعاون الاقتصادي، بينما لا تزال الصين منخرطة في نزاع تجاري حول التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة.