أسواقٌ مكتظّة بلا مشترين في قطاع غزّة رغم تراجع أسعار بعض السلع - بوابة الشروق
الإثنين 17 يونيو 2024 12:00 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أسواقٌ مكتظّة بلا مشترين في قطاع غزّة رغم تراجع أسعار بعض السلع

وكالة أنباء العالم العربي
نشر في: الجمعة 24 مايو 2024 - 5:22 م | آخر تحديث: الجمعة 24 مايو 2024 - 5:22 م

يتنقّل النازح الفلسطينيّ أبو محمد حماد بين الأسواق الشعبيّة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزّة، التي أصبحت تتوفر فيها كميّات لا بأس بها من سلع يحتاجها وأسرته، لكنه غير قادر على شراء أيّ منها، كونه لم يعمل منذ نزوحه في الشهر الثاني للحرب. حماد، البالغ من العمر 47 عاما، كان قد نزح من جباليا شمال قطاع غزة وتكرّر نزوحه عدّة مرات، آخرها من مدينة رفح جنوبا إلى دير البلح قبل نحو أسبوعين؛ ويقول "لا أمتلك شيئا، حالي حال الغالبيّة العُظمى من النازحين الذين يشاهدون الأسواق لكن لا أحد يشتري.

فالأربعينيّ، الذي لديه من الأبناء سبعة، كان يعمل قبل الحرب بنظام المياومة (بالأجر اليوميّ) في أي عمل متوفر، سواء في الزراعة أو البناء أو غيرهما؛ لكنّه لم يعمل ولو ليوم واحد منذ نشوب الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، ولا يملك من المال ما يسمح له بأن يشتري كيلوغراما واحدا حتّى من الخُضر أو الفاكهة المتوفرة في الأسواق حاليا.

يضيف الرجل "نعيش على بقايا المساعدات التي حصلنا عليها من معلّبات وأرز وزيت... الأولاد، خصوصا الصغار، يشتهون الكثير وهم يسيرون بين الأسواق المكتظّة بالسلع والبضائع؛ لكنّي غير قادر على توفير أيّ منها حتى لو تراجعت أسعارها أكثر مما هي الآن وعادت إلى سابق عهدها كما كانت قبل الحرب".

وتتوفّر كميّات مناسبة من الخُضر والفاكهة وبعض السلع الأخرى في أسواق دير البلح ومخيّمات البريج والمغازي والنصيرات ومحيطها وسط القطاع، إضافة إلى مدينة خان يونس ومواصيها والأجزاء الغربيّة غير المحتلّة من رفح حتى الآن، فضلا عن البسطات والأكشاك المنتشرة بين مخيمات النازحين وفي أماكن نزوحهم. الأمر سيان وتراجعت أسعار بعض السلع والبضائع في الأسواق جنوب قطاع غزة نتيجة لتوريد تجار فلسطينيين كميّات منها عبر معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية.

لكن على الرغم من ذلك، فإن الأسواق لم تشهد إقبالا كما كان متوقعا في ظلّ ضعف القدرة الشرائيّة للنازحين العاطلين عن العمل، والذين يشكون عدم قدرتهم على شراء ما يحتاجونه من السلع الأساسيّة.

ويقول أبو محمد حماد "دخلت هذه السلع أم لم تدخل، فالأمر سيان بالنسبة لي ولغيري، كوننا لن نستطيع توفيرها؛ فقط يزيدون الضغوط النفسيّة على عائلاتنا وأطفالنا يشتهون الكثير، بينما نحن عاجزون عن الشراء".

يضيف "كنت أبرّر لأبنائي عدم وجود الخضار والفواكه لشرائها في وقت سابق؛ لكن ماذا سأقول لهم الآن؟ كيف سأنظر لهم وأنا عاجز عن توفير الأساسيّات وليس بعض ما يشتهون؟ أين المؤسسات الإغاثية لتقف إلى جانبنا بهذه المحنة العصيبة؟" وإلى جانب عدم توفّر المال لدى الكثير من النازحين بسبب طول أمد الحرب وتعطّل مُعيلي الأسر عن العمل، فإن القطاع يُعاني من أزمة سيولة نقديّة في ظلّ عدم قدرة الكثيرين على سحب أموالهم من فروع البنوك المحدودة العاملة وسط القطاع وجنوبه إلا بشق الأنفس. ويضطر الكثير من سكّان القطاع إلى الانتظار لأيام أو لأسابيع في طوابير طويلة أمام فروع البنوك؛ فضلا عن ذلك، فإنّ موظفي السلطة الفلسطينيّة تسلّموا نصف راتب الشهر الأخير، في حين لم يتلقّ موظفو حركة حماس سوى دفعات محدودة من رواتبهم.

تراكم وتلف وأدى ضعف القدرة الشرائيّة للنازحين بصورةٍ مباشرةٍ إلى تراكم بعض أصناف السلع، وحتى تلفها، وفقا لما يقوله بائع الخُضَر والفاكهة أحمد ناجي، النازح من مدينة غزة إلى دير البلح، رغم عرض بعض الأصناف بأسعار منخفضة قياسا بما كانت عليه قبل أيام أو أسابيع.

وأوضح ناجي في حديث لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن اكتظاظ الأسواق سببه الأساسيّ فرار النازحين من الخيام والبحث عن معالم لأيّ حياة، ولا يعكس حجم القوة الشرائية "التي يفترض أن تكون قوية وكثيفة قياسا على أعداد النازحين الكبيرة والمتزايد، سواء في دير البلح أو المواصي، فضلا عن معقوليّة أسعار بعض الأصناف على الرغم من أنّها ما زالت مُضاعَفة مقارنة مع ما قبل الحرب".

وبحسب البائع، فإنّ أسعار سلع غذائية مثل التفاح والموز والبرتقال والخوخ أصبحت تتراوح بين 10-14 شيقلا (حوالي 2.7-3.8 دولار أميركيّ) بعد أن كانت أضعاف هذه الأرقام في سابق أيام الحرب، مضيفا أنّ الأمر ذاته ينطبق على أصناف كثيرة جرى توريدها من معبر كرم أبو سالم.

وقال "الزبائن يُقارنون الأسعار بما كانت عليه قبل الحرب فيجدونها مضاعفة، وهذه حقيقة؛ لكن لا بديل لكثيرين إلا بشرائها حتّى يُلبّوا طلبات عائلاتهم ولو بكميات قليلة للغاية لا تتجاوز كيلوغراما واحدا في أغلب الأحيان"، مشيرا إلى أنّه لا يتوقّف طوال اليوم عن الإجابة على استفسارات المارّة عن أسعار ما يبيع لكن القليل منهم يشترون.

وتابع "بعض الآباء يشترون حبّات البرتقال بأعداد أبنائهم ويستثنون أنفسهم وزوجاتهم؛ والبعض يقول إنه سينتظر أياما إضافيّة أملا في انخفاض الأسعار بصورة أكبر.

واقع توفّر بعض السلع بكميّات مناسبة لا يعكس أوضاع الناس المدمَّرة اقتصاديا". يتزامن ذلك مع تراجع عمليّات توزيع المساعدات من قبل المؤسسات الأمميّة والأجنبيّة ولجان الإغاثة المحليّة، نظرا لضعف كميات المساعدات التي تصل من خارج القطاع بعد إغلاق معبري كرم أبو سالم مع إسرائيل ورفح مع مصر، الذي يخضع الجانب الفلسطينيّ منه لسيطرة الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 15 يوما.

وتفتح إسرائيل معبر كم أبو سالم أقصى جنوب القطاع لإدخال عشرات الشاحنات المحمّلة بالسلع والبضائع للقطاع الخاص لا للمساعدات. (الدولار الأميركي يُساوي 3.6 شيقل إسرائيلي)



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك