يعتبر لبن الأم الغذاء المثالي للأطفال حديثي الولادة، لتوفيره جميع العناصر الغذائية من الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها نمو الرضيع، خاصة في الستة أشهر الأولى من عمر المولود بدون إضافات خارجية .
وتنصح منظمة الصحة العالمية أن لا تقل فترة الرضاعة الطبيعية عن 6 أشهر الأولى من عمر الطفل حديث الولادة، وتختلف مدة الرضاعة من طفل لآخر، فهناك من يرفض الرضاعة بعد مدة بسيطة من الولادة ومنهم من يستمر في الإرضاع حتى 24 شهرا.
"قد لا يعلم الكثيرون أن كفاءة الرضاعة الطبيعية ترتبط ارتباطًا وثيقا بوزن الأم خلال شهور الحمل"، هذا ما أكده الدكتور هشام الشاعر استشاري النساء والتوليد، مضيفًا أن أحد الدراسات كشفت أن تأخر إدرار حليب الثدي لدي الأم لأكثر من 3 أيام بعد الولادة يكون السبب الرئيسي فيه معاناه الأم من السمنة المفرطة وقت الولادة، وهو مايؤثر سلباً في تأخر إدرار الحليب.
ويضيف الشاعر تعانى الكثير من السيدات الحوامل من السمنة فى شهور حملها الأخيرة مما يسبب لها مضاعفات عند الولادة، وذلك لأن الأفكار والمعتقدات المتوارثة تجعلها تكثر من تناول الطعام خلال شهور حملها استنادًا على مقولة "انتى بتاكلى لاتنين"، لكن للأسف هذا غير صحيح، فالزيادة المثلى للحامل تقدر بـ12 كيلو فقط فى شهورها التسعة، بمعدل 300 سعر حراري يوميا.
ويؤكد على ضرورة اهتمام المرأة بوزنها قبل الحمل وخلال الشهور التسعة، ومتابعته باستمرار وذلك عن طريقة قياس كتلة الجسم والطول مقابل الوزن، حتى لا تدخل فى مرحلة سمنة ما قبل الحمل عندما يزيد مؤشر كتلة الجسم عن 30 %.
وعن ارتباط السمنة المفرطة بصحة الحامل ووليدها، يشير استشاري النساء أن الرضاعة الطبيعية تكون أصعب بالنسبة للأمهات اللواتي يعانين من السمنة قبل الحمل، كما أنه قد تكون هناك عواقب محتملة على الأطفال أيضًا، بالإضافة إلى أن الأطفال يفقدون وزنا أكبر خلال تلك الأيام والأسابيع الأولى بعد الولادة عند مقارنتهم بالمواليد الجدد للأمهات اللواتي يتم ادرار الحليب لديهن في غضون ثلاثة أيام بعد الولادة.
لذلك ينصح الشاعر المرأة على وشك الحمل، وكذلك خلال شهور حملها الاهتمام بالكيف وكم الفيتامينات والكالسيوم التى تحصل عليها من الغذاء الصحى وليس الإكثار من تناول الطعام.