النيابة العامة بالمنيا تعيد استجواب الأطقم الطبية في واقعة وفاة أطفال دلجا الستة - بوابة الشروق
السبت 26 يوليه 2025 8:20 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما هي توقعاتك لمصير وسام أبو علي في المرحلة المقبلة؟

النيابة العامة بالمنيا تعيد استجواب الأطقم الطبية في واقعة وفاة أطفال دلجا الستة

ماهر عبد الصبور
نشر في: الجمعة 25 يوليه 2025 - 1:46 م | آخر تحديث: الجمعة 25 يوليه 2025 - 2:06 م

- أستاذ سموم: المبيد المستخدم نادر ولا علاج له.. وأستاذ طب الحالات الحرجة: بيوت الريف قنابل موقوتة

قررت النيابة العامة بديرمواس، تحت إشراف المستشار المحامي العام الأول لنيابات جنوب المنيا، إعادة استجواب جميع أفراد الطاقم الطبي الذين باشروا التعامل مع أطفال دلجا الستة المتوفين ووالدهم المصاب، وذلك في ضوء ما كشفه الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بجامعة المنيا ورئيس الفريق الطبي (الكونسلتو) المُشرف على حالتي الطفلتين الخامسة والسادسة، والذي أكد أن الأطفال تعرضوا للتسمم بمبيد حشري نادر الاستخدام، ولا يوجد له علاج طبي معروف.

كما كلفت النيابة فريقًا من الأدلة الجنائية بإعادة معاينة منزل إقامة الأطفال المتوفين، وأخذ عينات من جميع بقايا الخبز والمياه، وكل ما يمكن أكله أو شربه داخل المنزل، بما في ذلك طعام الطيور، لتحليله والكشف عن كيفية وصول المبيد السام إلى وجبة الأطفال، التي تناولوها، ثم ظهرت عليهم الأعراض، وتم نقلهم إلى المستشفيات، قبل أن يتوفوا تباعًا.

وكشف الدكتور محمد إسماعيل، أستاذ السموم بكلية الطب – جامعة المنيا، أن حالة الأطفال منذ البداية كان من الضروري أن تُحال إلى قسم السموم، خاصة أن طب المنيا يحتل المركز الثاني على مستوى الجمهورية في علاج حالات التسمم.

وأكد أن تشخيص الإصابة والوفاة في البداية على أنها "التهاب سحائي" كان تشخيصًا غير دقيق وغير موضوعي من منظور طب السموم.

وأوضح في تصريحات خاصة لـ"الشروق" أنه بمجرد إحالة الطفلتين الخامسة والسادسة إلى قسم السموم، تم إخضاعهما لفحوص دقيقة وتحاليل وأشعة، وكذلك والدهم، وتبين أنهما مصابون بتسمم، لتبدأ جهود تحديد نوع المادة السامة أو المبيد المستخدم.

من جانبه، قال علي محمد، عم الأطفال المتوفين، إن الوضع في القرية ومحيط العائلة أصبح كارثيًا، مشيرًا إلى أن منزل شقيقه انهار نفسيًا واجتماعيًا بعد وفاة أطفاله الستة، إلى جانب إصابته هو، حيث لا يزال محتجزًا بمستشفى أسيوط الجامعي، وزيارته ممنوعة.

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور محمد عمر، أستاذ طب الحالات الحرجة بكلية الطب – جامعة المنيا، أن هناك نقصًا واضحًا في الوعي المجتمعي بخطورة المبيدات الحشرية، والتي لا يكاد يخلو منها أي منزل ريفي، نظرًا لارتباطها بمقاومة الآفات الزراعية.

وقال: "علينا أن نتخذ من مأساة أطفال دلجا ناقوس خطر، فهذه المبيدات سامة وقاتلة، ويجب التعامل معها بحذر، وعدم تخزينها في المنازل، حتى لا تختلط بالأطعمة أو تصبح في متناول الأطفال، أو تُستخدم عن طريق الخطأ".

وأضاف عمر، في تصريحاته لـ"الشروق"، أنه يجري حاليًا التنسيق لإطلاق قافلة طبية توعوية إلى قرية دلجا وقُرى مركز ديرمواس، بالتعاون مع مديريات الزراعة والصحة والطب الوقائي وطب الحالات الحرجة، وستتضمن القافلة ندوات توعية بخطورة أدوية مقاومة الآفات الزراعية (المبيدات) وحبّات حفظ الغلال، مع التشديد على ضرورة حفظها بعيدًا عن متناول الأطفال.

وكانت قرية دلجا بمركز ديرمواس، شهدت وفاة 6 أطفال أشقاء من أسرة واحدة، بعد معاناتهم من أعراض شملت ارتفاعًا في الحرارة، وقيئًا، وهذيانًا، ثم الوفاة. والأطفال هم: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم لحقهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، ورحمة ناصر (12 سنة)، بينما توفيت الشقيقة الكبرى "فرحة" (14 سنة) بعدهم بنحو 10 أيام، كما ظهرت الأعراض على والدهم، ونُقل إلى مستشفى أسيوط الجامعي لتلقي العلاج.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك