سافر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جزء من أذربيجان معزول عن بقية البلاد اليوم الاثنين، حيث يسعى للاستفادة من الاضطرابات الإقليمية لدفع خططه لإنشاء طريق للتجارة عبر القوقاز، حسبما أفادت وكالة بلومبرج للأنباء.
وقالت بلومبرج إن أردوغان زار ناكسيفان، وهي منطقة على الحدود مع كل من تركيا وأرمينيا وإيران، وذلك بعد أقل من أسبوع من تنفيذ أذربيجان لحملة عسكرية للسيطرة الكاملة على منطقة ناجورنو كاراباخ، التي كانت في قلب نزاع إقليمي مع الجارة أرمينيا لأكثر من ثلاثة عقود.
ونقلت بلومبرج عن أردوغان قوله خلال حفل وضع حجر الأساس لخط أنابيب ينقل الغاز من تركيا إلى ناكسيفان: "لقد أتيحت لكم الأبواب المفتوحة لفرص التطبيع الإقليمي ويتعين عليكم انتهازها.. ينبغي على أرمينيا أن تمسك بيد السلام التي امتدت إليها".
ويمكن أن يؤدي تدخل الزعيم التركي إلى تأجيج التوتر بشكل أكبر، حيث أنه يدعم مطالب أذربيجان بإنشاء ممر نقل عبر جنوب أرمينيا إلى ناكسيفان في أعقاب هجوم الأسبوع الماضي في ناجورنو كاراباخ الذي أثار إدانة الولايات المتحدة وأوروبا قبل أن يدفع تدخل روسيا المتأخر في الإقليم الأرمن إلى الاستسلام بشكل فعلي.
وقالت الحكومة الأرمينية في وقت سابق اليوم الاثنين، إن آلاف المنتمين إلى عرقية الأرمن غادروا منطقة ناجورنو كاراباخ متوجهين إلى أرمينيا بعد أن بسطت أذربيجان سيطرتها على المنطقة.
وحتى الآن، تم تسجيل 2906 لاجئين في أرمينيا، في حين بلغ عددهم نحو ألف لاجئ أمس الأحد.
وقد حصل نحو 1100 شخص على مأوى طارئ من قبل الحكومة الأرمينية، كما وجد نحو ألف شخص آخرين أماكن إقامة خاصة بهم.
وأجبرت العملية العسكرية الأخيرة التي نفذتها أذربيجان للسيطرة على ناجورنو كاراباخ المنتمين إلى عرقية الأرمن على الفرار من المنطقة، المتنازع عليها منذ فترة طويلة بين الجمهوريتين السوفييتيتين السابقتين.
وناجورنو كاراباخ معترف بها دوليا على أنها جزء من أذربيجان ولكن تقطنها أغلبية من الأرمن، الذين يخشون الآن على مستقبلهم، مما دفع الكثيرين إلى التوجه إلى أرمينيا المجاورة.
وشهدت مدينة ستيباناكيرت الرئيسية في المنطقة أيضا تدفقا للاجئين من مناطق أخرى في ناجورنو كاراباخ، بحسب تقارير إعلامية حذرت من حدوث حالة طوارئ إنسانية. وقد أدى الحصار الذي تفرضه أذربيجان على المنطقة منذ أشهر إلى نقص في الغذاء والدواء.