كان 2019 - المهرجان منصة للتجارب العربية الطموحة.. و«آدم» المغربي ينتظر «الكاميرا الذهبية» - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 12:08 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كان 2019 - المهرجان منصة للتجارب العربية الطموحة.. و«آدم» المغربي ينتظر «الكاميرا الذهبية»

مهرجان كان ــ خالد محمود
نشر في: الإثنين 27 يناير 2020 - 2:04 م | آخر تحديث: الإثنين 27 يناير 2020 - 3:07 م

"الشروق" تعيد نشر هذه الرسالة، وسبق ونُشرت لأول مرة في تغطية مهرجان كان السينمائي في دورته 72 في مايو 2019

الفيلم قصة إنسانية بسيطة لقضية كبيرة فى المجتمع المغربى تناقش الإنجاب بدون زواج

المخرجة مريم توزانى تحجز مكانا بين الكبار بتجربتها الأولى وأداء استثنائى للبنى عزبال ونسرين الراضى

أصبحت شاشة مهرجان كان السينمائى منصة كبيرة ومهمة للسينما العربية المتميزة وللتجارب الطموحة التى يسعى مخرجوها لحجز مكانة وسط ملهمى السينما العالمية بإحدى أهم تظاهرات العالم وأقواها من حيث التسويق والانتشار، وفى إطار التواجد المتميز للسينما العربية بمهرجان كان فى دورته الـ 72، عرض بمسابقة «نظرة ما» احد الافلام المهمة التى راهن عليها صناعها، وهو فيلم «آدم» للمخرجة مريم توزانى فى تجربتها الأولى، ويعتبر محطة فارقة فى السينما المغربية المعاصرة، والذى يعرض لقضية مؤرقة فى المجتمع المغربى وهى انجاب الاطفال غير الشرعيين، عن علاقة خارج الزواج، ومصيرهم المجهول لدرجة ان الامهات يردن التخلص منهم عقب عمليات الولادة، حيث قدمها الفيلم فى رؤية انسانية محمومة المشاعر رفيعة المستوى الفنى، كما تحمل دلالات بارزة بحسب شهادة الناقد الأمريكى الكبير تيم جريرسون.

فى الواقع «آدم» هو قصة بسيطة لفكرة كبيرة وهى معركة الامهات العازبات فى المغرب، ومعاناتهن من أجل الحياة، وتركز الاحداث على رحلة ذاتية لامرأتين ساقهما القدر لأن يلتقيا صدفة ويعيشا معا ويغيرا مجرى حياة كل منهما، يبدأ الفيلم بظهور سامية فى الشهر الثامن لحملها فارة من مصير غامض بعد علاقة غير شرعية، تبحث عن مأوى وعمل، لكن طلبها لم يجد صدى، وتنام بالشارع، وقبل ان يتملكها اليأس تطرق احد الابواب، وتستقبلها أرملة شابة تدعى عبلة، تكافح للعيش مع ابنتها وردة البالغة من العمر ٨ سنوات، وقد فقدت طعم الحياة منذ وفاة زوجها، صارمة فى تصرفاتها تبيع فطائر الحلوى المغربية من خلال شباك منزلها، ومع تطور السرد الدرامى الرائع يبوح لنا السيناريو الذى كتبته المخرجة بالاشتراك مع المخرج نبيل عيوش كيف تجد المرأتين طريقا حقيقيا لاعادة علاقتهما بالحياة متأثرين ببعضهما البعض. فسامية تجعل عبلة تخلع الرداء الاسود وتحاصرها للخلاص من همومها لتعيش، وفى مشهد رائع تجعلها ترقص على اغنية وردة «بتونس بيك وانت معايا» لتوحى الرقصة دراميا بتغيير فى الجسد والروح، وفى المقابل تتعلق عبلة وابنتها بسامية لتعيد اليها الامل فى تقبل الواقع، حيث شاهدنا مشهدا اخر اكثر ابداعا فى انسانية الاداء، عندما تلد سامية طفلها، ويظل الصغير يبكى، لأن امه ترفض ان ترضعه، ترفضه اصلا، فهى لا تعرف مصيره وهو غير شرعى، ولم يعرف المشاهد من أبوه، وتمر سامية بلحظات أرق وتغوص فى البكاء وتركز الكاميرا على عين عبلة ولسان حالها ينطق «أرضعيه»، وبحركة بطيئة تتجه الأم الصغيرة نحو الطفل وترضعه، ليصمت صراخه وسط آهات الحضور تأثرا بالحالة، وتطلق عليه اسم «آدم»، فى إشارة رمزية إلى أنه يجسد دنيا الرجل.

اداء الممثلين كان ساحرا، بل وكان استثنائيا خاصة لبنى عزبال ونسرين الراضى بأدوار سامية وعبلة، وجسدتا شخصيتهما بأكثر الطرق صدقا وإنصافا لذلتهما وعمقا للفكرة، انهما رائعتان، كلاهما لديه حساسية خاصة فى كيفية تفاعلهما معا، فلم تكن أى منهما تتخيل ان حياتها ستتغير للابد، فبعد ان كانتا هاربتين من مصيرهما بات لهما مصير جديد، وهو ما انعكس ايضا على اداء الطفلة وردة «دعاء بلخودة»، وهو ما نجحت به المخرجة فى مشهد الختام ليصفق الجمهور بحرارة طويلا تحية لتلك الايجابية التى تركها العمل رغم وجود مأساة، وايضا للمشاعر الجميلة التى ملأت الشاشة طوال الاحداث. وكانت الموسيقى التصويرية موحية ومتدفقة بالمشاعر، كما رصدت الصورة عالم الشخصيات بواقعية شفافة وهى تلملم جراح مجتمع وتسعى لتداويه.

«آدم» ربما يسمح للسينما المغربية بفوز جديد فى مسابقة «نظرة ما» التى ترأس لجنة تحكيمها نادين لبكى، ويسعى لحصد جائزة الكاميرا الذهبية، كأول فيلم روائى طويل لمخرجته، بعدما فازت المخرجة مريم بن مبارك بجائزة افضل سيناريو بنفس المسابقة فى عام ٢٠١٨ عن فيلم «صوفيا» الذى تطرق لنفس القضية، من خلال قصة شابة فى العشرين تعيش مع والديها، تقع فى حمل خارج اطار الزواج، وعند الوضع تمنح لها ادارة المستشفى 24 ساعة فقط لاحضار والد الطفل، قبل اخبار السلطات الامنية وايداعها السجن.

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك