أكد وزير الإعلام، سلمان بن يوسف الدوسري، أن المملكة العربية السعودية تمضي بثبات في تسخير جميع إمكاناتها لتقديم موسم حج مميز، يعكس التوجيهات السامية للقيادة الرشيدة، ويترجم مستهدفات رؤية المملكة 2030، في تسهيل أداء المناسك والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.
يأتي ذلك خلال مشاركته في النسخة الـ22 من المؤتمر الصحفي الحكومي، والذي خُصص لاستعراض استعدادات موسم حج 1446هـ، بمشاركة عدد من الوزراء، على رأسهم وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح الجاسر، ووزير الصحة فهد الجلاجل، إلى جانب أعضاء لجنة الحج العليا برئاسة وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف.
وفي مستهل كلمته، رحب الدوسري بالحضور، مؤكدًا أن خدمة ضيوف الرحمن تمثل شرفًا وطنيًا تتوارثه الأجيال في المملكة، وتتنافس عليه مختلف القطاعات، من القيادة إلى المواطن، وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 جعلت من خدمة الحجاج والمعتمرين هدفًا استراتيجيًا من خلال تيسير الاستضافة، وتقديم خدمات عالية الجودة، وإثراء التجربة الدينية والثقافية.
وأوضح أن موسم حج هذا العام يعكس حجم تكامل الجهود الحكومية، وتوحيد القطاعات لتقديم تجربة استثنائية، مشيرًا إلى أن لجنة الحج العليا، برئاسة وزير الداخلية، تضطلع بدور محوري في التنسيق بين الجهات المعنية لضمان أمن وسلامة الحجاج.
وأشار إلى أن حملة "لا حج بلا تصريح" تمثل ركيزة أساسية في ضبط التنظيم وتعزيز الوعي المجتمعي، من خلال رسالة توعوية وأمنية تسهم في سلامة الحجاج.
أرقام ومبادرات نوعية
وكشف وزير الإعلام أن عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة حتى يوم الأحد بلغ أكثر من مليون و70 ألف حاج، من بينهم 249 ألف حاج استفادوا من مبادرة "طريق مكة"، التي تسهّل إجراءات السفر من بلد المغادرة وحتى الوصول إلى مكة المكرمة.
وأوضح أن وزارة الشئون الإسلامية جهزت أكثر من 25 ألف مسجد في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة، كما وزعت 2.5 مليون نسخة من المصحف الشريف، و1.3 مليون بطاقة رقمية تعريفية مزودة برموز QR للمكتبة الإلكترونية.
وفيما يخص العمل التطوعي، لفت الدوسري إلى أن أكثر من 25 ألف متطوع ومتطوعة سيشاركون هذا العام بدعم من المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.
جاهزية البنية التحتية والخدمات
وعن قطاع المياه، لفت إلى أن الطاقة التشغيلية اليومية تجاوزت 1.2 مليون متر مكعب، عبر شبكة نقل تمتد لأكثر من 1300 كيلومتر، تُجرى خلالها أكثر من 4 آلاف فحص مخبري يوميًا، بإشراف أكثر من ألفي مهندس وفني سعودي.
وفي قطاع التجارة، أكد تنفيذ أكثر من 11 ألف جولة رقابية على المنشآت الحيوية بمكة والمدينة، لضمان وفرة السلع والامتثال للأسواق، بينما خصصت وزارة الشئون البلدية والإسكان أكثر من 22 ألف كادر بشري، و980 آلية، و177 صالة إيواء، إضافة إلى غرفة عمليات متصلة برقم الطوارئ 911.
التحول الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي
واستعرض الدوسري ما وفرته المملكة من بنية رقمية متقدمة، تشمل أكثر من 5 آلاف برج اتصالات، و9 آلاف محطة للجيلين الرابع والخامس، إضافة إلى أكثر من ألفي كيلومتر من الألياف الضوئية، و10 آلاف نقطة واي فاي مجانية لضيوف الرحمن.
كما أوضح أهمية مركز العمليات الموحد للحج في تنسيق الجهود الإعلامية بين الجهات الحكومية، مشيرًا إلى إطلاق النسخة الثانية من ملتقى "إعلام الحج"، بالشراكة مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن، على مساحة تزيد عن 6 آلاف متر مربع، وبمشاركة أكثر من 5 آلاف إعلامي محلي ودولي.
وأشار إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون سخّرت 25 عربة نقل، و28 منصة بث، وأكثر من 120 كاميرا، لتقديم تغطية متعددة اللغات عبر 12 لغة، شملت إنتاج 300 تقرير ميداني، و7 برامج تلفزيونية، و44 برنامجًا إذاعيًا.
في ختام كلمته، وجه وزير الإعلام الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، على دعمهما الكبير ومتابعتهما الدقيقة لتفاصيل موسم الحج، مؤكدًا أن المملكة ستبقى في طليعة الدول الراعية للحرمين الشريفين وخدمة ضيوفهما.
من جانبه، أعلن وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة، أن المملكة استقبلت حتى انعقاد المؤتمر أكثر من 1.070.000 حاج من مختلف دول العالم.
وأوضح أن 94% من الحجاج قدموا عبر المنافذ الجوية، و4.83% عبر المنافذ البرية، فيما بلغت نسبة القادمين بحرًا أقل من 1%، مؤكدًا أن مبادرة "طريق مكة" استقبلت حتى الآن نحو 493 ألف حاج، بينهم 249 ألفًا وصلوا إلى مكة بالفعل.
وأكد الربيعة، أن الوزارة بدأت التحضير لموسم حج 1446هـ مبكرًا، حيث جرى تسليم وثيقة الترتيبات الأولية لجميع مكاتب شئون الحجاج، تلاها عقد 78 اجتماعًا تحضيريًا موسعًا، ما ساهم في رفع الجاهزية وتعزيز التنسيق مع الجهات ذات العلاقة.