في عيد استقلالها.. حكاية محمد خان عن المالديف وأهلها وأول أفلامها - بوابة الشروق
الثلاثاء 21 مايو 2024 8:34 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في عيد استقلالها.. حكاية محمد خان عن المالديف وأهلها وأول أفلامها

محمد نصر
نشر في: السبت 27 يوليه 2019 - 6:35 ص | آخر تحديث: السبت 27 يوليه 2019 - 6:35 ص

تشتهر جزر المالديف مقصد مشاهير العالم للاستجمام، والاستمتاع بجمال الجزر المبهر، كونها الأجمل في المحيط الهندي، لكن وبالرغم من ذلك إلا أن تاريخها القديم يحفه الغموض، فلم يترك السكان الأوائل لتلك الجزر أي آثار لهم، وقد يرجع هذا إلى الطبيعة الاستوائية للجزر وطبيعة أماكن سكنهم التي ربما تكون قد بنيت من مواد عضوية قابلة للتلف كالخشب وسعف النخيل.

حكمت المالديف بنظام ملكي، وفي 16 ديسمبر عام 1887، تحولت المالديف إلى محمية بريطانية، بعدما تم الاتفاق مع سلطانها أن تتولى بريطانيا السياسة الخارجية للجزر مع الاحتفاظ بالحكم الذاتي الداخلي، بعد 78 عاما حصلت المالديف على استقلالها عن بريطانيا، في 26 يوليو 1965، وفي هذا اليوم من كل عام تقام الاحتفالات بمناسبة عيد الاستقلال، وفي 11 نوفمبر 1968، شكلت الجمهورية الثانية، برئاسة إبراهيم ناصر.

وقد شكلت الجمهورية الأولى في بداية عام 1953، برئاسة أمين ديدي، والذي لم يدم حكمه إلا عام واحد فقط، قبل أن ينقلب عليه السلطان محمد فريد ديدي، إلا أن السلطان أصبح لقبا فقط، بعدما أصبح إبراهيم ناصر، رئيسا للوزراء عام 1957، والذي أصبح فيما بعد رئيسا للجمهورية، وينسب إليه أنه كان مهندس تحديث المالديف، ليفاجئ الشعب المالديفي، في عام 1987، بعد حكم استمر 21 عاما، باعتزال الحكم لينتخب مأمون عبد القيوم رئيسا للجمهورية لأربع فترات متتالية.

يحكي مخرج الواقعية الراحل محمد خان، في إحدى مقالاته التي جمعها في كتابه «مخرج على الطريق»، الذي صدر قبل وفاته عام 2016، بنحو ثمانية أشهر، عن العلاقة التي جمعته برئيس جمهورية المالديف مأمون عبد القيوم، والتي توجت بإنتاج أول فيلم مالديفي، ويقول:" فور انتهائي من تصوير فيلم "مشوار عمر"، أواخر عام 1984، أجّلت مونتاجه لارتباطي المسبق بفيلم آخر، حيث بدأت أسبوعاً منه في القاهرة أوائل 1985، قبل انتقالي إلى جزر المالديف بالمحيط الهندي حيث تدور أحداث بقية الفيلم."

ويوضح بأن الفنان فاروق الفيشاوي، منتج وبطل الفيلم الأول، وأيضا بطل الفيلم الجديد، فقد كان متفهما لظروف كلا الفيلمين، مشيرا إلى أن الفيلم الجديد (يوسف وزينب)، يعتبر أول فيلم مالديفي في تاريخ البلاد التي يبلغ عدد جزرها الساحرة نحو 1200 جزيرة تكون 19 أرخبيلا، يحتضنها المحيط الهندي.

ويسأل إذا فلماذا "يوسف وزينب"؟ ولماذا المالديف؟

ويقول: "الإجابة ببساطة شديدة هي أن رئيس جمهوريتها مأمون عبدالقيوم، صديق منذ الصبا حين كان يدرس بالأزهر الشريف، وأنا في مرحلة الإعدادية ثم الثانوية، وكان يجمعنا حب شديد للسينما مجسد في زيارة أسبوعية لأحدث ما يعرض بالقاهرة من أفلام، وخاصة أفلام هيتشكوك وأجاثا كريستي في تلك الفترة، ولذلك حين التقينا بالقاهرة بعد سنوات عديدة، هو كرئيس دولة وأنا كمخرج سينمائي، فلم يكن من الغريب أن تجمعنا فكرة مشروع فيلم سينمائي مالديفي، وقد كان "يوسف وزينب".

ويبين خان أن قصة (يوسف وزينب) تحكي عن مدرس مصري يمر بأزمة اقتصادية وعاطفية، يقبل وظيفة بتلك الجزر معتقدا بأنها مثل بلاد النفط الأخرى يستطيع أن يدخر ما يكفيه لبداية حياة جديدة ببلده، ولكن يكشف أن المالديف مجرد بلد نامية اقتصادياً تعتمد على السياحة.

ويوضح أن الفيلم يناقش المعنى الحقيقي للشعور بالانتماء، من خلال صراع شاب مالديفي بين هجرة الصيد واللجوء إلى العمل بالسياحة، وأيضا من خلال صراع المدرس مع نفسه واختياره البقاء لا العودة، حيث يواجه يوسف إحباطه حينما يكتشف أن حاجة السكان إليه إنسانيا هي أهم من أي مقابل مادي كان يطمح إليه في البداية.

يضيف خان أنه كان قد اختار إحدى الجزر النائية الواقعة بأرخبيل يبتعد نحو 9 ساعات بالبحر عن العاصمة ماليه، والتي يبلغ عدد سكانها قرابة الثلاثمائة نسمة، وتحمل اسم "دارا فاندو"

في الفيلم ينتقل "يوسف" إلى "دار فاندو"، لحضور حفل زفاف صديقه وشريك سكنه، الذي يجيد اللغة العربية، "وحيد" أمين المكتبة، ليقع في حب "زينب" الفتاة الهندية المسلمة التي يصبح مدرسًا لها، يجتذبه وتبادله نفس المشاعر.

ويكشف خان في مقاله أنه لم يخطر بباله وهو يقوم بتصوير مشهد فيه يعلم المدرس "يوسف" الفصل أغنية محمد فوزي، الشهيرة ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو، أن بقية سكان الجزيرة الذي يتابعون قد حفظوا كلمات الأغنية عن ظهر قلب، مؤكدا:" في وقت مغادرتنا اصطف أهالي الجزيرة على ساحلها الجميل ليودعونا وهم ينشدون معا الأغنية وتسيل دموعنا جميعا".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك