سيريل نون السفير الألمانى بالقاهرة يكتب لـ«الشروق»: ما يحبه السياح الألمان فى مصر - بوابة الشروق
الإثنين 10 نوفمبر 2025 12:42 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

من يفوز بالسوبر المصري؟

سيريل نون السفير الألمانى بالقاهرة يكتب لـ«الشروق»: ما يحبه السياح الألمان فى مصر


نشر في: الإثنين 27 يوليه 2020 - 7:51 م | آخر تحديث: الإثنين 27 يوليه 2020 - 7:51 م

يعرف الألمان فى العالم بحماسهم للسفر، ولذلك احتفظت ألمانيا وبصفة منتظمة بالمرتبة الأولى فى الإحصائيات الدولية حول «أبطال السفر» بين جميع الدول على مدار السنوات الماضية. وتمثل مصر تقليديًا واحدة من وجهات السفر المفضلة للسياح الألمان ويظل العديد منهم مخلصين لمصر بعد زيارتهم الأولى لها.
وأسباب هذه الشعبية واضحة: فمصر دولة متنوعة تقدم كل شىء بدأ من مواقع التراث الثقافى الفريدة، إلى المدن النابضة بالحياة، والمناظر الطبيعية المتنوعة، والشواطئ ــ ولا ننسى بالطبع الود وكرم ضيافة شعبها. ونظرا لأننى أمضيت سنوات فى العمل فى أماكن مختلفة فى جميع أنحاء العالم، أستطيع القول إننى بالكاد رأيت بلدًا يلتقى فيه التاريخ والثقافة والطبيعة بالطريقة التى نجدها فى مصر. لذلك، فليس من المستغرب أن تصنف مصر بين الوجهات التى يحلم العديد من الألمان بزيارتها.
لكن هذا العام، تحولت الأمور بشكل مختلف عن أى شىء يمكن أن نتوقعه: فعلى حين غرة، أصيب العالم جائحة كورونا المستجد Covidــ19، الذى أجبر كل واحد منا على تنفيذ تدابير تؤثر بعمق على حياتنا اليومية. فالأشياء التى اعتدنا على اعتبارها من المسلمات، فجأة أصبحنا بحاجة إلى إعادة تقييمها، بما فيها السفر. فحتى مارس من هذا العام، لم أكن أتخيل شخصيا أن عالمنا الذى يتميز بالعولمة والترابط يمكن أن يشهد يومًا سيناريو يتم فيه تعليق السفر والحركة على المستوى الدولى بالكامل تقريبًا. ومع ذلك، وجد الآلاف من المسافرين فى جميع أنحاء العالم أنفسهم فجأة يواجهون إلغاء الرحلات الجوية، وغالبًا ما كانوا يتركون بدون طرق للعودة إلى بلادهم حيث عائلاتهم. وهنا فى مصر، وضعت الجائحة نهاية مفاجئة لعطلات حوالى 35 ألف سائح ألمانى. لحسن الحظ، ومن خلال الدعم السريع من جانب شركائنا المصريين، تمكنا من مساعدتهم جميعًا على العودة بأمان.
فى الوقت نفسه، تضررت ألمانيا والعديد من الدول الشريكة للاتحاد الأوروبى بشدة من الجائحة؛ العواقب الاجتماعية والاقتصادية سوف تلوح فى الأفق لبعض الوقت فى المستقبل. كان كل هذا بمثابة صدمة كبيرة لا يزال يتعين التغلب عليها، خاصة أن الوضع لا يزال متوترا، فلا تزال هناك مجموعات من العدوى تتفجر، ولا يزال الناس قلقين بشأن وظائفهم ودخلهم. وقام العديد من الألمان بإلغاء إجازاتهم الصيفية أو فضلوا زيارة وجهات السفر المحلية أو الأوروبية المجاورة، وهذا أمر مفهوم بالطبع. ومع ذلك، بمجرد استقرار الوضع فى جميع أنحاء العالم، قد تصبح الرغبة فى السفر إلى الخارج أشد.
منذ بداية الأزمة، قدمت وزارة السياحة والآثار جولات افتراضية لإعطاء الناس بعض الإلهام فيما يخص السفر وأنا مقتنع بأنه على المدى الطويل، لن يحد الوضع الحالى من شعبية مصر بين السياح على الإطلاق. مصر وجهة سياحية فريدة من نوعها، فهى تعرف كيف تعرض تاريخها الممتد على مدار آلاف السنين، فى الوقت نفسه الذى تبحث فيه عن طرق مبتكرة. أحد الأمثلة فى هذا الصدد هو «مركز هوية مصر» بالجامعة الألمانية بالقاهرة، حيث يقوم الطلاب والأكاديميون بعمل تصميمات حديثة للوجهات السياحية الرئيسية، مثل الأقصر أو شرم الشيخ لجعلها أكثر جاذبية للزوار.
هكذا، فإن مصر تجمع بين التاريخ والحاضر والمستقبل. ويحظى تنوعها وثروتها الثقافية بتقدير كبير من قبل السياح الألمان لسنوات عديدة.
ويتجلى ذلك أيضًا فى القوة الاقتصادية الكبيرة وراء إحصاءات السياحة: فتوافد أعداد كبيرة من الزوار الألمان على مصر العام الماضى، والاستثمارات الضخمة وآلاف الوظائف داخل قطاع السياحة المصرى، وكذلك الحال فيما يتعلق بوكالات السفر وشركات الطيران الألمانية، يجعل من السياحة مصلحة حيوية لكل من ألمانيا ومصر. لذلك، فلسنا فى حاجة أن نقول إننا نتمنى أن يستقر الوضع العالمى بسرعة وأن يعود إلى طبيعته.
وليس لدى شك فى أنه بمجرد أن تهدئ الأمور على المستوى العالمى، ستشهد مصر عودة سعيدة للسياح الألمان وتأكد من أنهم سوف يستطيعون قضاء عطلات آمنة ولا تنسى فى هذا البلد الجميل.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك