كوفيد ١٩ طويل الأمد تعبير عن حالة من الإرهاق الشديد وفتور الهمة ومشكلات فى التنفس بصورة طبيعية تلقائية وربما الصداع غير المبرر ومشكلات الجهاز الهضمى أيضا أعراض تشتت الذهن والميول الاكتئابية.
تتعدد الأعراض وتختلف لكنها فى النهاية مضاعفات تظل ولفترة طويلة ملازمة لمريض كوفيد ١٩ الذى تأكدت إصابته وجاءت نتائج اختباراته تؤكد زوال الفيروس والأعراض الرئيسية له، لكن الأعراض ما زالت تلازمه ولفترة طويلة. رغم أن هذا ليس حال كل من يصاب بعدوى كوفيد ١٩ إلا أن هناك عددا لا بأس به يستبد به تلك الأعراض والتى يطلق عليها كوفيد ١٩ طويل الأمد.
ــ فى البداية وعند رصد مثل تلك الظاهرة تصور الأطباء أن أكثر الناس عرضة لمثل تلك الأعراض هم كبار السن ومرضى الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكرى. لكن النتائج التى أعلنتها مايو كلينيك بعد دراسات متعددة جاءت لتؤكد أن هذا التصور خاطئ وأن معظم من يترددون للمتابعة من تلك الأعراض إنما هم من الشباب ولا يسجل تاريخهم المرضى أى أمراض مزمنة، وأن الغالبية منهم كانت إصابتهم خفيفة والأكثرية منهم لم يتم احتجازها حتى فى المستشفى. إذن أى إنسان يمكن أن يصاب بأعراض كوفيد ١٩ طويل الأمد بلا تفرقة أو تمييز.
ــ يعزو أطباء مايو كلينيك سبب تلك الأعراض التى تمتد لفترات طويلة إلى تغييرات بيوكيميائية تحدث أثناء الإصابة بالعدوى تسبب لديهم ما يعرف «بزوال التكيف» أى أن تلك الأعراض تظهر لدى المرضى عندما لا يتمكن المريض من معاودة نشاطاته السابقة (قبل المرض) نتيجة انحسار نشاطه البدنى وطول فترات الرقاد فى الفراش وربما الشعور بالضعف والإرهاب دائما، الأمر الذى يتفاقم بمرور الوقت.
ــ صمم أطباء مايو كلينيك برنامجا لإعادة تأهيل مرضى كوفيد ١٩ طويل الأجل أولئك الذين لا يسجلون نشاطا طبيعيا بعد الإصابة بعدوى الفيروس. اشترك فى تصميم ذلك البروتوكول عدد من الأطباء من مختلف التخصصات: القلب والصدر وأمراض المخ والأعصاب والعلاج الطبيعى والطب النفسى ثم المدربون الرياضيون. كان الهدف بالطبع تلاقى الخبرات المختلفة لعلاج ما أصاب النفس والجسد من مرضى كوفيد ١٩ طويل الأمد.
ــ الملاحظة الهامة أن هناك من هؤلاء من تناول اللقاحات بجرعاتها الكاملة لكن أطباء مايو كلينيك يوصون الجميع بتناول اللقاحات والجرعات التعزيزية دونما إبطاء، إذن أن العدد لم يكن كبيرا بالصورة التى يمكن معها أن ذلك قد يحدث لكل من تناول اللقاحات وأنها لا تقى من تبعات الإصابة لو حدثت.