«حماس»: خطوة مهمة لكسر الحصار عن القطاع.. و«الصحة الفلسطينية»: 266 شهيدا بينهم 50 طفلا منذ انطلاق مسيرات العودة

يشارك الفلسطينيون فى قطاع غزة، غدا السبت، فى فعاليات «مليونية الأرض والعودة»، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 43 ليوم الأرض ومرور عام على انطلاق «مسيرات العودة». جاء ذلك فيما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى تعزيز تواجدها على طول الحدود مع القطاع.
وانطلقت «مسيرات العودة»، التى جذبت انتباه العالم، للمرة الأولى قرب حدود قطاع غزة فى 30 مارس من العام الماضى وتواصلت على مدى عام لاسيما أيام الجمعة.
وجرت استعدادات كبيرة لمشاركة واسعة فى «مليونية الأرض والعودة»، فى مخيمات العودة شرقى قطاع غزة، بالتزامن مع دعوات لمسيرات باتجاه أماكن الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلى جميعها فى الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة.
ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار لأوسع مشاركة فى «مليونية الأرض والعودة». وقالت الهيئة، خلال مؤتمر صحفى بمخيم العودة شرق غزة، أمس الأول: «إن شعبنا الفلسطينى قد قرر السير نحو الحرية مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات».
ودعت الهيئة (تضم حركة «حماس» والفصائل الفلسطينية فى القطاع ومؤسسات مدنية وأهلية) أبناء الشعب الفلسطينى للتركيز فى فعالياتهم وأنشطتهم على إحياء التراث الوطنى والإبداعات المختلفة، ليعلم العالم إصرار الفلسطينيين على ممارسة حقهم فى الحياة رغم الحصار والعدوان.
من جانبها، أكدت حركة «حماس»، أمس، أن مسيرات العودة لا تزال تمتلك إرادة الاستمرار حتى انتزاع باقى مطالبها وتحقيق كامل أهدافها، مشددة على أن مليونية «الأرض والعودة وكسر الحصار» خطوة مهمة على طريق كسر الحصار كاملا وتثبيت حق العودة.
وقال المتحدث باسم حماس عبداللطيف القانوع، فى بيان، إن المسيرات أنهت عامها الأول بتماسك وطنى أكثر والتفاف شعبى أوسع، وحققت جزءا من الانجازات والمطالب وما زالت تمتلك إرادة الاستمرار حتى انتزاع باقى مطالبها، وفقا لوكالة الصحافة الفلسطينية «صفا».
فى غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة، أمس، أن 266 فلسطينيا استشهدوا برصاص جيش الاحتلال خلال عام من احتجاجات مسيرات العودة.
وذكرت الوزارة، فى تقرير لها، أن من بين إجمالى الشهداء، 50 طفلا و6 إناث ومسن واحد إضافة إلى 3 مسعفين وصحفيين اثنين.
وأوضحت الوزارة أن عدد الجرحى فى الاحتجاجات بلغ 30398 إصابة، منها 16027 إصابة تم تحويلها للمستشفيات، وصفت حالة 536 بأنها خطيرة، وكان من بين إجمالى الإصابات نحو 6800 إصابة بالرصاص الحى.
فى المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس الأول، استكمال استعداداته تحسبا لمسيرات يوم الأرض.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، فى بيان: «استكملت قوات الجيش الاستعداد العملياتى تمهيدا لأحداث ما يُسمى بيوم الأرض فى القيادة الجنوبية العسكرية»، مضيفا: «نواصل تطبيق خطوات رفع حالة الجهوزية فى مواجهة تصعيد محتمل إثر أحداث ونشاطات عنيفة خلالها»، بحسب وكالة «قدس برس» للأنباء.
وفى سياق متصل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية «كان» أنه للمرة الأولى منذ الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2014، توجه المجلس الإقليمى فى أشكول، خلال الأيام الأخيرة، إلى مستوطنى «كيرم شالوم» بطلب للموافقة على إجلائهم، لمدة يومين وذلك تحسبا لمليونية الأرض.
وأوضحت الهيئة أن مجلس المستوطنات عرض على المستوطنين الذين سيخلون منازلهم، الإقامة فى أماكن بديلة مع تكفل المجلس بكل النفقات المترتبة عن ذلك من إقامة ومأكل ومشرب.
إلى ذلك، قال غسان الخطيب، أستاذ العلوم السياسية ووزير التخطيط الفلسطينى السابق، فى تصريحات لـ«الشروق»، إن مسيرات العودة استمرت للفت الانتباه لمعاناة الفلسطينيين فى غزة، موضحا أنه «وبالرغم من البسالة وكثرة التضحيات، إلا أن المردود الفعلى للمسيرات محدود بسبب التعنت الإسرائيلى».
وأضاف الخطيب أن مسيرات العودة «تعد مظهر من مظاهر تعبير الشعب الفلسطينى عن تمسكه بأرضه وبحق العودة وعن رفض ومقاومة القيود الإسرائيلية التى تنتهك حقوقنا الطبيعية والمنصوص عليها فى القوانين الدولية».
من ناحية أخرى، تراجع الرئيس البرازيلى جاير بولسونارو، عن وعوده المتكررة بنقل سفارة بلاده فى إسرائيل إلى القدس المحتلة، مرجحا أن يتم بدلا من ذلك فتح مكتب تجارى فى المدينة، وفقا لوكالة «رويترز».