مناقشة رواية «جزء ناقص من الحكاية» للكاتبة رشا عدلي.. نقاد: الرواية أقرب إلى لوحة تشكيلية مكتملة العناصر - بوابة الشروق
الإثنين 1 سبتمبر 2025 6:00 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

برأيك.. من البديل الأنسب لـ ريبيرو في النادي الأهلي؟

مناقشة رواية «جزء ناقص من الحكاية» للكاتبة رشا عدلي.. نقاد: الرواية أقرب إلى لوحة تشكيلية مكتملة العناصر

تصوير: إسلام صفوت
تصوير: إسلام صفوت
مى فهمى:
نشر في: الجمعة 29 أغسطس 2025 - 7:02 م | آخر تحديث: الجمعة 29 أغسطس 2025 - 7:02 م

فى أمسية أدبية مميّزة، نظّم نادى أدب مصر الجديدة، الثلاثاء، لقاءً لمناقشة رواية «جزء ناقص من الحكاية» للكاتبة رشا عدلى، والصادرة عن دار الشروق، بحضور عدد من النقاد والأدباء، بينهم الدكتور عادل ضرغام أستاذ الأدب والنقد بجامعة الفيوم، والدكتور عوض الغبارى أستاذ الأدب العربى بجامعة القاهرة، فيما أدارت الحوار الكاتبة والناقدة شاهيناز الفقى.

وافتتحت شاهيناز الندوة باستعراض مشوار رشا عدلى الأدبى والفنى، مشيرةً إلى تنوع إسهاماتها بين الرواية والبحث والمقال النقدى، وإلى الجوائز التى حصدتها على مدار مسيرتها.

وقالت رشا عدلى عن كواليس رواية «جزء ناقص من الحكاية»، إنها استلهمت الرواية من شخصية المصوّرة الأمريكية فيفيان ماير، التى تعرّفت إليها عام 2019، لتبدأ رحلة بحث امتدت لعدة سنوات لاحقة حتى الانتهاء من الرواية وطرحها فى العام 2024.

وأكدت أن المصورة الأمريكية ماير، التى اتسمت أعمالها بالغموض، ألهمتها بكتابة حكاية عن امرأة عاشت المأساة، وتحوّلت بمرور الزمن إلى أيقونة فنية عالمية، رغم خفوت حضورها فى حياتها. وأشارت إلى أن الفكرة تمثل امتدادًا لانشغالها الدائم بثنائية «الحضور والغياب» فى السرد الفنى.

وأضافت أن بطلة الرواية تعانى من إحساس بعدم التقدير، دفعها إلى توثيق حياتها على وسائل التواصل الاجتماعى، كنوع من البحث عن اعتراف الآخر بوجودها، ما يجعل الرواية بمثابة تحذير من الارتهان النفسى لآراء الآخرين. كما أشارت إلى شخصية «سيف»، بوصفها شخصية مركّبة استندت فى رسم ملامحها إلى دراسات نفسية حول قضايا الإعاقة والتهميش، وهو ما أضفى على العمل بعدًا إنسانيًا خاصًا.

ومن جانبه، أعرب شرقاوى حافظ، رئيس نادى أدب مصر الجديدة، عن سعادته باستضافة الكاتبة، معتبرًا أن الرواية تتسم بسرد مشوّق ولغة دقيقة بالإضافة إلى الوصف التفصيلى السلس للأمكنة والأحداث، مما يعكس نضجًا أدبيًا وفنيًا لافتًا فى تجربتها الإبداعية.

وخلال مداخلته، رأى الدكتور عوض الغبارى أن الرواية أقرب إلى لوحة تشكيلية مكتملة العناصر، إذ شكّلت اللحظة الفوتوغرافية محورًا سرديًا بارزًا.

وأوضح الغبارى، أن العمل قدّم معالجة عميقة لقضايا الحب والهوية والبحث عن الذات، فى سرد يجمع بين الوثيقة التاريخية والخيال الأدبى. كما توقف عند البعد الرمزى فى شخصية البطلة، التى تحاول الإمساك بالزمن بعدسة كاميرتها، معتبرًا أن الرواية صاغت صورة فنية لقضية المرأة وتداعيات نكسة 1967، عبر سرد متعدد الأصوات وحوار داخلى كاشف.

أما الدكتور عادل ضرغام، فقد توقف عند سمة بارزة فى أعمال رشا عدلى، وهى الاحتفاء بفكرة «النقصان» كعنصر جمالى. وأوضح أن هذا النقص ليس عيبًا بل فضاء مفتوح للتأمل، يمنح القارئ دورًا فى استكمال ما لم يُكتب.

وأضاف ضرغام أن الرواية لا تقتصر على حكاية واحدة، بل تتشابك فيها سير إنسانية متوازية، خاصة لشخصيات نسائية هشة، جاءت لتثرى النص ببعد إنسانى يتجاوز حدود الحكاية المباشرة.

واختتم ضرغام مداخلته بالإشارة إلى قدرة الكاتبة على جعل الغياب عنصرًا فاعلا فى البناء السردى، وعلى إفساح المجال أمام القارئ ليمارس دور الشريك فى استكمال ما لم يُكتب، فى تجربة روائية تنبض بالفن والعمق والصدق الإنسانى.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك