ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن أزمة الطاقة الطاحنة التي تمر بها أوكرانيا في الوقت الراهن بسبب تدمير القوات الروسية للشبكة القومية للطاقة دفعت كييف إلى مناشدة الغرب لتقديم يد المساعدة من أجل إصلاح الخسائر الناجمة عن القصف الصاروخي الروسي على مدار الأسابيع الماضية.

وأضاف المقال، الذي شارك في كتابته كل من الصحفيين دان صباغ وفيليب أولترمان، أن الجانب الأوكراني ناشد الدول الأوروبية لتوفير قطع الغيار اللازمة لمحطات الكهرباء في ظل استمرار القصف الروسي للبنية التحتية للطاقة في البلاد ولاسيما مع حلول فصل الشتاء قارس البرودة حيث تصل درجات الحرارة إلى أقل من الصفر.

وأوضح المقال أن السلطات في أوكرانيا اضطرت للجوء إلى خطوات استثنائية لترشيد استهلاك الطاقة في تلك الظروف العصيبة ما أدى إلى حرمان مناطق عديدة في البلاد من موارد الطاقة لمدة يومين متواصلين الأسبوع الماضي بعد تجدد القصف الروسي والذي يمثل جزءًا من موجات متتالية وعنيفة من الهجمات الجوية الروسية.

وأوضح المقال أنه على الرغم من تجهيز ما يقرب من 37 شاحنة من المساعدات التي تقدمها الدول الغربية لأوكرانيا، فإنه من غير المؤكد أنها كافية للوفاء باحتياجات أوكرانيا من الكهرباء مما دفع الدول الغربية إلى التفكير في تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.

ويلفت المقال أن تلك الأزمة تأتي بينما يعقد وزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي اجتماعاً على مدار يومين في رومانيا حيث من المتوقع أن يتوصلوا إلى اتفاق لتقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا تشمل وقود ومولدات طاقة ومستلزمات طبية إلى جانب المساعدات العسكرية.

ويشير المقال إلى أن الهجمات الصاروخية الروسية المكثفة، والتي بدأت منذ أوائل الشهر الماضي أدت إلى تدمير البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا فيما يراه المسؤلون في الدول الغربية محاولة من جانب روسيا لاستخدام الظروف الجوية القاسية كسلاح حرب.

وسلط المقال الضوء على تصريحات أمين عام حلف شمال الأطلنطي ينس ستولتنبرج في بداية الاجتماع، التي أكد فيها ضرورة وقوف الدول الأعضاء إلى جانب أوكرانيا لتعزيز قدرتها على مواجهة الآلة العسكرية الروسية والتي "تستخدم القوة المفرطة ضد الجانب الأوكراني"، على حد قوله.

ويشير المقال إلى أن أزمة الطاقة الحالية تزيد من القلق الذي ينتاب الدول الغربية بشأن الموقف في أوكرانيا، منوهاً بتصريحات أحد المسؤلين الغربيين التي يؤكد فيها أن هناك حاجة ماسة لتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا بما في ذلك صواريخ دفاعية متطورة وإصلاح محطات الكهرباء التي دمرها القصف الروسي.

ويشير المقال، في الختام إلى مناشدة السلطات الأوكرانية الدول الغربية توفير مولدات كهرباء لضمان استمرار تقديم الخدمات اللازمة أثناء انقطاع التيار الكهربائي، موضحاً أن ألمانيا تعهدت بتقديم 100 مولد كهربائي خلال الأسابيع القليلة القادمة بالإضافة إلى 150 مولداً تم شحنهم بالفعل لسد احتياجات أوكرانيا من الطاقة.