نوادر مملوكية (9).. تهمة إهانة القضاء تتسبب في انتفاضة حجارة بعصر المماليك - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 10:09 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نوادر مملوكية (9).. تهمة إهانة القضاء تتسبب في انتفاضة حجارة بعصر المماليك

أدهم السيد
نشر في: الجمعة 31 مارس 2023 - 2:24 م | آخر تحديث: الجمعة 31 مارس 2023 - 2:24 م

يتذكر الناس المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي مع كل ذكر لاستخدام الحجارة بالتظاهرات، ولكن المصريين انتفضوا بالحجارة من قبل بعهد السلطان قنصوى الغوري وكان السبب غريبا؛ إذ خرج الناس احتجاجا على معاقبة شاعر هجا قاضي القضاة وكان القرار بالجلد والتجريس.

وتسرد "الشروق" ما رواه المأرخ ابن إياس والشاعر حسن الغزي عن واقعة ثورة الحجارة؛ دفاعا عن الشاعر جمال الدين السلاموني الذي هجا قاضي القضاة لكثرة ظلمه.

اشتد الظلم بالمصريين ونهب الأوقاف ومصادرة الأراضي بعهد السلطان الغوري، حتى إن مدرسة الغوري الشهيرة كانت مبنية من أرض تمت مصادرتها، وكانت آفة عهد الغوري وفقا لابن إياس.

وكان يعين السلطان في إصدار الأحكام قاضي القضاة ويدعي عبد البر ابن الشحنة وكان من المذهب الحنفي.

وقام الشاعر جمال الدين السلموني بهجاء القاضي فقال فيه:

فشا الزور في مصر وفي جنباتها ولم لا وعبد البر قاضي قضاتها أيُنكرُ في الأحكام زورٌ وباطلٌ وأحكامُهُ فيها بمختلفاتها إذ جاءه الدينار من وجه رشوة يرى أنه حلٌ على شبهاتها.

غضب القاضي عبد البر لسماعه القصيدة التي تداولها العامة على ألسنتهم، وزاد في غضبه أن عداوة قديمة وقعت بينه وبين الشاعر جمال الدين حين حكمه القاضي بالجلد ذات مرة، فعفا السلطان الغوري عنه لحبه للشاعر.

استغل القاضي لقائه بالسلطان خلال احتفال السنة الهجرية وكانت 913 هجرية، وأخبره بالقصيدة التي أصبحت حديث الناس فوافق السلطان القاضي وأوكل إليه الحكم في السلموني.

حكم القاضي بأن يجلد السلاموني وتجريسه بالجلوس على حمار بشوارع القاهرة عقابا له على تطاوله على قاضي القضاة، وهو المنصب الأعلى بين قضاة المذاهب الأربعة المكلفين بالقضاء بمصر.

اجتمع الناس بميدان الصالحية وجيء بالسلاموني، وحضر القضاة ليشهدوا عقوبة الجلد.

تفاجأ القضاء بأن المتفرجين من الناس أعدوا حجارة في أكمام ثيابهم، وظلوا يقذفون القضاة وقاضي القضاة حتى تراجع القاضي عن قرار الجلد، وقرر حبس السلاموني بدلا من تجريسه.

استمر السلاموني بمحبسه شهورا، ولم يلبث حتي عفى عنه السلطان الغوري في شهر رمضان من نفس السنة.

يذكر أن السلطان قنصوى الغوري هو آخر سلاطين دولة المماليك البرجية إذ قتل بمعركة الريدانية أمام الجيش العثماني؛ ليؤول حكم البلاد للعثمانيين والمماليك الجلبان الموالين للدولة العثمانية.

اقرأ أيضا

نوادر مملوكية (8).. حكاية الدينار الأشرفي الذي قهر دولار عصر المماليك



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك