المُحليات الصناعية.. حينما ينقلب السحر على الساحر - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المُحليات الصناعية.. حينما ينقلب السحر على الساحر

نشر فى : الجمعة 1 أبريل 2022 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 1 أبريل 2022 - 9:40 م

تبدأ أيام الشهر الكريم ومعها تتغير عادات الإنسان الغذائية عليه الصوم لساعات طويلة عن الطعام والشراب يحاول تلقائيا أن يعوضها بتناول كل ما يشتهيه من طعام على مائدة غالبا ما تحفل بكل ما لذ للإنسان وطاب، يحاول البعض منا تفادى كميات السكر فى حلوى رمضان الشهيرة باستخدام أنواع المحليات الصناعية أملا فى أن تحل محل الجلوكوز فى الطعم لكنها لا تترك أثره الذى يضر كثيرا بخلايا وأنسجة مريض السكر ولا تتحول إلى دهون ثلاثية تدخرها خلايا الكبد أو تسرى فى الشرايين مع الدم.

المشروبات الصحية أو ما يطلق عليها الدايت وأنواع من المحليات الصناعية والتى تستخدم فى إعداد الحلوى أو تضاف للقهوة والشاى لتحليتها بدلا من السكر الطبيعى والتى يقبل الكثيرون على استخدامها ليست بالضرورة ذات فائدة عظيمة لكنها للأسف تحدث أثرا ربما جاء عكسيا. الجرعات العالية من المواد السكرية والاسبارتم والسكرالوز لها أثر خطير على فلورا الأمعاء أو الباكتيريا صديقة الإنسان والتى يعتبرها العلم الآن جهازا من أجهزة جسم الإنسان نظرا لأهمية الدور الذى تلعبه بكفاءة فى إنتاج فيتامين «كاف» إلى جانب الكثير من الوظائف الحيوية.

ما زال العلماء يجرون تجاربهم الأولى قبل تقديم توصيات تطالب بمقاطعة المحليات الصناعية لكن من الواضح أن الأمر قد يستعدى أن يعيد الإنسان النظر فتلك الباكتيريا تلعب دورا هاما فى العمليات الحيوية الكثيرة التى تجرى بانتظام فى جسم الإنسان ومنها كيفية التعامل مع الجلوكوز وبقية السكريات الأخرى.

التجارب المعملية كشفت عن نتائج مدهشة تشير إلى أن استخدام تلك المحليات الصناعية قد يصيب الإنسان بظاهرة عدم تقبل الجلوكوز glucose intolirgnce فيما قد يبدو بانقلاب السحر على الساحر فما يلجأ إليه الإنسان لحمايته من مرض السكر قد يصبه به.

عدم تحمل الجلوكوز ظاهرة فيها لا يستطيع الجسم أن يتعامل مع السكر وهضمه بالصورة السليمة التى تتم فى الأحوال الطبيعية فيتراكم السكر (الجلوكوز) فى الدم: ذات الأثر الذى يحدثه الإصابة بمرض السكر من النوع الثانى.

التجارب المعملية على الفئران أثبتت بما لا يداخله شك أن التغذية على المشروبات المحلاة بالمحليات الصناعية ينتج عنه تغيير كامل للباكتيريا الصديقة فى الأمعاء بصورة تؤدى إلى السمنة وزيادة الوزن وظهور السكر فى الدم على ذلك النحو فى مرض السكر من النوع الثانى.

الواقع أن التجارب المعملية التى أجريت على الفئران كانت كالصورة فى المرآة حينما تم تجربتها على متطوعين من البشر.

جاءت نتائج التجربة الأولى والتى أجريت لمتابعة أحوال ٣٨١ شخصا من المشاركين فى دراسة إكلينيكية متواصلة لدراسة العادات الغذائية وأثرها على العمليات الحيوية التى تتم فى الجسم بصورة تلقائية من تلك العادات الغذائية شرب مشروبات الدايت والطاقة فوجدوا أن الباكتيريا المعوية الصديقة بالفعل مختلفة فى الأنواع والأعداد لدى من يتناولون مشروبات الدايت والتى يعلن عنها دائما على أنها مشروبات قليلة السعرات الحرارية تصلح لكل الحميات الغذائية التى تعتمد على حساب السعرات الحرارية.

كما وجدوا علاقة واضحة بين الأشخاص الذين يتناولون المحليات الصناعية وبين حالات زيادة الوزن والإصابة بمرض السكر من النوع الثانى الأمر الذى يؤدى إلى مشكلات صحية فى القلب والكلى والعين.

يظل الماء هو المشروب الأكثر صحة فى حياة الإنسان فمنه خلق كل شىء حى.. يدخل فى جميع التفاعلات الحيوية فى جسم الإنسان ويروى ظمأ كل خلايا الإنسان وأنسجته فلا يغير أو يبذل أو يؤثر بالسلب إنما يظل دائما بيئة صالحة متعادلة سواء سرى فى الشرايين والأوردة أو الأنسجة.

يظل الماء ضرورة للحياة وتتضاعف قيمته فى أيام الصيام لذا يجب الالتفات لضرورة تناول الماء بصورة كافية فى كل صوره الماء الطبيعى كان أو فى السوائل المختلفة والعصائر والطعام المحتوى للماء بصورة تسمح بأن يحتفظ به الجسم أثناء أيام صوم الشهر الكريم.

فى الماء حياة.. فتناولوه دائما حتى دون الإحساس بالعطش احرصوا على تروية الجسم وأنسجته فالجوع لا يؤذى.. إنما العطش. 

فريضة مقبولة إن شاء الله لكل من سيحرص على أدائها فقد كان عمل بن آدم كله له إلا الصوم فهو لله سبحانه.

التعليقات