الحرب على الخرفان والغربان - محمد موسى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 8:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحرب على الخرفان والغربان

نشر فى : الأربعاء 1 يوليه 2015 - 10:20 ص | آخر تحديث : الأربعاء 1 يوليه 2015 - 10:20 ص

«بدأت مراسم تشييع الشهيد هشام بركات، بتحليق طائرات الهيلوكوبتر فى أجواء محيط مسجد المشير طنطاوى، وانتشرت على محور طريق المشير وحدات من الأمن لتأمين الجنازة»، بينما كانت حالة التأهب القصوى سيدة الموقف فى بلدنا، من رفح إلى بنى سويف، حيث الدماء التى تنزف كل صباح.

هكذا زارتنا الذكرى الثانية للثلاثين من يونيو.

لدى تنصيبه فى 8 يونيو 2014، لم ترد كلمة «الإرهاب» إلا مرة واحدة فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى، لكنها «أصبحت الآن من أكثر الكلمات تداولا ليس فقط على مستوى قيادات الدولة، بل امتدت إلى المواطن البسيط فى الشارع المصرى، كما لاحظ تقرير لوكالة رويترز أمس.
والكلمة مجرد إشارة لغوية إلى حالة الحرب الطاحنة التى يعيشها المصريون. حالة من الكراهية المتبادلة تمهد لانهيار كبير وعام، تصبح فيه الدماء مهدرة ومجانية أكثر بكثير مما نراه الآن.
«الشعب المصرى العظيم نجح فى 30 يونيو فى استعادة ثورته المخطوفة من عصابة الإخوان، وقام بتصحيح مسار ثورة 25 يناير العظيمة بعزل محمد مرسى وعصابته»، هكذا جاء بيان حركة كفاية أمس. الحركة التى علمتنا زمان أن نهتف فى الميادين بسقوط الطاغية مبارك، ترى أن الوضع الراهن فى مصر الآن لا يمكن السكوت عليه.

«بعد مرور عامين مازال الإرهاب الأسود يضرب فى البلاد بفعل وتأييد ودعم تلك العصابة والتنظيمات التكفيرية المتطرفة المتحالفة معها، كما خرج خفافيش الظلام المنتمين لعصابة مبارك من جحورهم ويسعون جاهدين للعودة وتصدر المشهد السياسى من جديد.. فى ظل عدل غائب، وعدالة اجتماعية مفقودة، وحالة اقتصادية متردية يواكبها ارتفاع فاحش فى الأسعار، وانقسام وفوضى مجتمعية، وتراجع فى الحريات العامة والخاصة، وضعف دور المؤسسات عن أداء مهامها الرئيسية، وعلى سبيل المثال القضاء والشرطة، وغير ذلك من السلبيات التى تضرب فى قلب المجتمع».

جملة غير قابلة للاختصار.

فى افتتاحية «المقال»، عدد الاثنين، اعتبر إبراهيم عيسى أن كل المصريين يؤمنون بهوية مصر المدنية، ماعدا الإخوان والسلفيين ومجموعات فيسبوك من الغربان البيض. باختصار: كلمة «نحن المصريين» الآن لا تشمل الخرفان والغربان.

تعليقات فيسبوك وتويتر تمتلئ بهذه الصرخات: نريد القصاص من الاخوان، لا إخوان بعد اليوم. وصفحات الإخوان مليئة بالشماتة غير الإنسانية فى مصرع النائب العام، والتحريض على غيره. مليئة بسخرية سمجة ومنحطة، من نوع ما كتبه الإخوانى هيثم أبو خليل على تويتر، وأعف عن تكراره.

فى جنازة الأمس قال الرئيس إن «العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين، ولكننا سنعدل القوانين لنحقق العدالة بأسرع وقت»، إذن فليحتفل أنصار عودة مرسى بالمزيد من سطوة الدولة، والشعب يدفع الثمن قبل المجرمين فى كل الحالات.

القوانين الحالية والمحاكم أيضا لم تحقق سرعة إنجاز القضايا، لا فى فساد مبارك ورجاله، ولا قتلة المتظاهرين فى كل العهود، ولا أموالنا الهاربة فى الخارج، ولم يغضب أحد وقتها. هذه المرة مختلفة، ستتغير القوانين، و«وسيتم تنفيذ أين حكم يصدر سواء كان بالإعدام أو المؤبد»، كما توعد الرئيس أمس.

بيان كفاية ينتهى بأن «فريقى الفساد والاستبداد من فلول مبارك وفلول الإخوان يعملان على استغلال هذا المناخ والأحوال المتردية»، فمن يكسب فى النهاية: الخرفان أم الغربان أم كائنات فضائية عملاقة، سيهبطون أرض مصر إن شاء الله آمنين، وقريبا جدا.

محمد موسى  صحفي مصري