•أول مصرى تنبأ بأن ترامب لن يكتفى بالمشاغبة حول قناة بنما فحسب بل سيمد أطماعه إلى قناة السويس العلامة والسياسى المخضرم د/مصطفى الفقى فى برنامج شريف عامر.
• وقد ذهل الأخير لهذا التوقع وسأله لماذا؟ فرد عليه: ترامب ليس له كتالوج وعليك أن تتوقع منه كل شىء غريب وعجيب، وعندما سأل عامر عن الحل وعرض عليه ثلاثة حلول وسأله عن أيها أفضل: المواجهة أم القبول أم المناورة؟.
• اختار العلامة «الفقى» المناورة وعمل تكتل مصرى أوروبى يساند مصر فى مواجهة ترامب.
• الحقيقة أن أعمق وأدسم وأسلس إطلالة سياسية مصرية الآن على القنوات الفضائية هى إطلالة د/الفقى وخاصة بعد غياب المرحوم /هيكل ونظرائه من ساحة التحليل السياسى وعزوف الكثيرين عن هذا المضمار.
• ولكن د/الفقى صمد فى هذا الباب ولديه مخزون معرفى واستراتيجى وتاريخى وسياسى هائل وأسلوب رصين من نوع السهل الممتنع يوصل أفكاره العميقة للجميع، كما أنه متواضع وبعيد عن الأحقاد والإحن.
• على طريقة المصريين المعتادة فى توصيل رسائلهم عن طريق السخرية والنكته اللاذعة انتشر فى مواقع التواصل الاجتماعى صورة لجد ترامب وقد ربط رأسه بالمنديل الفلاحى المصرى مشاركا فى حفر قناة السويس، وبالتالى ما دام جده قد شارك فى حفر القناة فلا حرج على ترامب أن يطالب بحقوق جده وتمر سفنه فى القناة دون رسوم.
• علينا أن نتذكر اليوم مع مقترحات ترامب كلمة الرئيس عبد الناصر وقت تأميم قناة السويس «أن الشركة العالمية لقناة السويس البحرية هى شركة مساهمة مصرية تخضع لقوانين البلاد وعرفها» وتحملت مصر فى سبيل ذلك ثمنا باهظا دفعته فى صد العداون الثلاثى الغاشم.
• وأن نتذكر كلمة الرئيس السادات «أعلن لابن هذه الأرض الطيبة الذى شق القناة بعرقه ودموعه وعبرها بأرواح شهدائه الأبرار إعادة فتح القناة اليوم للملاحة من جديد لتكون رافدا للسلام وشريانا للازدهار والتعاون بين البشر».
• اليوم ينسى ترامب أن مصر قدمت آلاف الشهداء الأبرار فى حرب ١٩٥٦ ثمنا لتأميم القناة وآلافا أخرى ثمنا لعبورها وهزيمة الجيش الإسرائيلى على ضفتها الشرقية وتحريرها من دنس احتلاله وإعادة فتحها من جديد.
• صمت مصر على ترهات ترامب يعد قرارا ذكيا وجيدا بدلا من الدخول معه فى مهاترات ومعارك سياسية أو كلامية، لكن على الدولة المصرية ألا تتنازل لأى سفينة أمريكية بالمرور من قناة السويس دون دفع الرسوم المقررة.
• ترامب لا يدرى عن التاريخ الحديث ولا القديم شيئا وأظنه ومن حوله من رجال الأعمال لم يهتموا يوما بالدراية أو الدراسة فى تاريخ الأمم والشعوب وخاصة تاريخ الشعوب والأمم العربية والشرق أوسطية.
• ترامب لا يعرف الفرق بين قناة بنما وقناة السويس تاريخا ونشأة، وهل كان لأمريكا دور فى إنشاء وتأسيس قناة السويس مثل الذى تم فى قناة بنما أم لا، لأنه دوما يخبط خبطا عشوائيا.
• صدق الكاتب الصحفى الأمريكى فريدمان حينما قال فى مقال قريب له: «ترامب سيدمر الأسس التى جعلت أمريكا مزدهرة ومبتكرة ومحترمة فى أنحاء العالم» وحذر فريدمان من مستقبل مظلم لأمريكا على يد ترامب بقوله «العالم سيرى أمريكا على حقيقتها دولة مارقة يقودها رجل قوى متهور منفصل عن القانون والمبادئ والقيم الدستورية» والغريب أن ترامب الذى تعرض عليه هذه المقالات يؤكدها بأفعاله يوما بعد يوم ولا يحاول تغيير طريقة تفكيره وعشوائيته المدمرة.