ثلاث دقائق من التصفيق وليلة من الدهشة - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ثلاث دقائق من التصفيق وليلة من الدهشة

نشر فى : الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 - 11:40 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 أكتوبر 2012 - 11:40 ص

كان عنوان الحفل ــ بين الشرق والغرب ــ مثيرا للدهشة، مثلما كان تنوع الحضور بين سياسيين وفنانين ومثقفين، فلم يكن أوركسترا ميونيخ للوتريات والإيقاع بقيادة عادل مصطفى فى تلك الليلة على المسرح الكبير بدار الأوبرا مجرد أوركسترا تعزف وتقدم مقطوعات موسيقية شهيرة من هنا وهناك. لكن كانت موسيقاها دنيا.. عالم من الروحانيات والأحاسيس والمشاعر.. لحظات من السكون لم يتسلل إلى عقلك وجسدك فيها سوى نبضات شجون وأصوات آلات موحية بموسيقى كانت خلال ساعتين بمثابة دواء من كل أمراض العصر وضغوط الحياة اليومية.

 

التفت لمن حولى ألمس مدى إحساس النشوة وإعجابهم بعزف فلوت إيناس عبدالدايم، وصولو فيولينة حسن شرارة، لمست هذا فى عيون د.عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق ونائبه د.يحيى الجمل والفنانة سميحة أيوب والمهندس إبراهيم المعلم والأديب يوسف القعيد، حتى الفنان عادل إمام كان شديد الإعجاب بالعزف على الإيقاع لأعضاء الفرقة الألمان ماتياس لاشنماير وصموئيل فوتون، وباتريك ستابلتون، وكان يعبر عن هذا بالتعليقات الضاحكة.

 

رأيت تصفيقا حادا من الإعلامى يسرى فودة والإعلامية جاسمين طه زكى وسفراء ألمانيا والجزائر وروسيا.

 

وبين أجمل مقطوعات عمر خيرت وعطية شرارة، كانت آلات الفرقة تموج بنا ويأخذنا قبطانها عادل مصطفى بين عالم موسيقى آخر.. وكم عبر عمر خيرت عن إعجابه بأداء الأوركسترا لأعماله «العرافة» ومعها «عرافة أوبرا كارمن» لبيزيه، وشرارة الذى جلس بين الحضور يستمتع بأعماله وكأنه يحتفى بعامه التسعين، حيث عزفت الأوركسترا مقطوعته «من قلبى»، وتلاها عدد من المقطوعات الغربية مثل «ليبرتانجو» لبياتسولا، و«إسبانيا» لشيك كوريا، و«ماريمبا روحانية» لروميكى، و«ثلاثى لكل واحد» لزيفكوفيتش، و«تأمل» للاشنماير، و«مقدمة فى سلم درو الصغير» لباخ، و«تشايرداس» لمونتى.

 

ونعود من جديد لأجواء الشرق، فيقدم العازفون رائعة خيرت «فاطمة» بتوزيع جوستافو برينهولى، ثم نرجع لروح الغرب بمقطوعة الشتاء من الأربعة فصول لبوينس ايريس ومنها لافتتاحية مصرية لعمر خيرت.

 

عشت لحظات ساحرة ونقاء مع عزف أوركسترا ميونخ.. أدركت لماذا ذهب هؤلاء الساسة والمبدعون لهذا الحفل، من المؤكد أن مثل هذه الموسيقى تمهد خيالهم لإبداع أكثر، فهم يستلهمون من تلك الموسيقى مجالا خصبا لإلهاماتهم.

 

بعد انتهاء العزف صفق الجميع لثلاث دقائق بينما بقيت أنا مسكونا بحالة الدهشة لليوم التالى. فهناك منافذ للسعادة من حولى.. لماذا إذن أغلق أبوابى التقليدية علىَّ؟.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات