بين نارين - محمود قاسم - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 أبريل 2024 6:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين نارين

نشر فى : الجمعة 3 مايو 2019 - 10:25 م | آخر تحديث : الجمعة 3 مايو 2019 - 10:25 م

يحب المتفرج دوما النهايات السعيدة خاصة بعد المعاناة التى يواجهها العشاق بسبب مكائد العزال، ويشعر المشاهد بارتياح شديد وهو يرى الزوجة تعود إلى زوجها الذى تحبه بعد فترة من الوقت نجح فيه الآخرون فى تدبير ما يمكن يتسميته بالحبكة، حيث ينفصل الحبيبان لبعض الوقـت، وكم شاهدنا من افلام بها مثل هذه الحواديت من أبرزها مثلا «هذا هو الحب» اخراج صلاح أبو سيف، لكن الفيلم الذى استرعى انتباهى على اليوتيوب يحمل اسم « بين نارين» من اخراج جمال مدكورعام 1945، الذى لا يعرفه المشاهدون كثيرا، وبطولة راقية ابراهيم، وأنور وجدى وأمينة نور الدين.وزينب صدقى، وهو من تاليف المنتج والمخرج والممثل حسن رمزى، وما لفت الانتباه فيه أنه يخلو من وجود صديق للبطل الذى يكون فى العادة باعثا للاضحاك، يما يعنى أن جمال مدكور، أهتم بالجانب الاجتماعى فى الفيلم، ولم يهمه أن يجذب المشاهد الباحث عن الضحك وهذه السمة موجودة فى أفلام كثيرة أخرجها مدكور، ومنها فيلم «عائشة» و«آثار فى الرمال» و«الحياة كفاح» وغيرها.

سنة الإنتاج هنا بالغة الأهمية فيكاد يكون الفيلم هو التالى مباشرة لفيلم «رصاصة فى القلب» اخراج محمد كريم بطولة محمد عبدالوهاب، حيث تألقت راقية ابراهيم بأنوثتها، وشاركت عبدالوهاب فى الغناء جعلنا نتساءل هل هذا الصوت الجيل هو صوتها، ولماذا لم تتحول الفنانة إلى مطربة لها باع كبير مثل بطلات عبدالوهاب ومنهن رجاء عبده وليلى مراد، فالفيلم الذى نشاهده اليوم معا تقوم فيه راقية ابراهيم بدور فتاة تدعوها صديقاتها لحضور المناسبات السعيدة كى تغنى، وأنا لا أعرف هل كان هذا صوتها أم أن المطربة هنا تغنى بوجه الممثلة، مثل شخصية فون ترامب فى فيلم « صوت الموسيقى»، حيث نسمع الغناء بصوت الممثل كريستوفر بلامر الذى لم يغن أبدا فى كل افلامه التالية، لكن الاشا رة الموجودة فى بيانات الفيلم تؤكد أن راقية ابر اهيم التى تغنى، أى أنها هى أيضا التى ظلت تغنى فى الكثير من أفلامها، ومنها «ماكانش عالبال»، اما أنور وجدى فى هذه الفترة قلم يكن قد عثر على نصفه الفنى التالى كبطل، ثم مخرج، وهى ليلى مراد، وكم شاهدناه فى أفلام كان هو مجرد ممثل، ومنها افلام مثل «كدب فى كدب» و«أنا وابن عمى»، فالحقيقة أن أنور وجدى لم يختبر كنجم حقيقى قبل افلام مثل «ليلى بنت الفقراء» و«ليلى بنت الأغنياء» و» عنير، وهو فى هذا الفيلم الذى نتحدث عنه حلمى الجراح، ابن لعائلة ثرية تحوطه عائلته باهتمام، ويسعون لتزويجه من واحدة منهن وهى علية التى تسعى للزواج منه للاستيلاء على ثروته، يشجعها فى ذلك أخوها، ألا أنه يقع فى حب أمينة الممرضة صديقة ابنة عمه التى جاءت للغناء فى عيد ميلادها، ويتزوجها ويعيش معها لمدة عامين فى مدينة الأقصر، وتنجب منه ابنته زيزى. ثم يرجعان إلى القاهرة كى يقع فى دائرة المكائد ويطلق زوحته التى تعانى الكثير فى غياب زوجها إلى أن يتم اكتشاف حقيقة ماحدث، ويعود الزوج إلى امرأته، هى حكاية تمثل الأفلام الصغيرة فى تلك لسنوات، بشكل عام فاننا أمام فيلم أخلاقى اجتماعى يعطى العظة لأفراد الاسرة ألا يتصرفون بنزق فى حيواتهم، فالزوجة التى بدت عاقلة فى اولى العلاقة، سرعان ماتتحول إلى أمرأة مليئة بالشكوك، تتحول إلى آلة طيعة للدسائس,. أما علية فانها تطمع فى حلمى لثرائه، وهى على علاقة مع رجال آخرين أى انها تريد أموال حلمى كى تصرف منها على علاقاتها المتوازية، وعليه فان لطريق مفتوح دوما أمام الزوجين أن يستأنفا علاقتهما الفديمة بعد أن تعلما الدرس.

هذا الفيلم لم يدخله النقاد ابدا، اذا كانوا انتبهوا له، من الأفلام الغنائية، لكن من السهل أن تستمتع بأغنيات وصوت راقية ابراهيم، وايضا صوت محمد البكار الشجى الذى شارك راقية الغناء فى نهاية الفيلم.

التعليقات