فى قناة السويس برًا وبحرًا وجوًا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 8:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فى قناة السويس برًا وبحرًا وجوًا

نشر فى : الأربعاء 3 يونيو 2015 - 10:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 يونيو 2015 - 10:00 ص

فى نحو التاسعة والنصف من صباح أمس الأول الاثنين ركبت فى طائرة هليكوبتر برفقة الزملاء والأساتذة يوسف القعيد وخالد صلاح ونصر القفاص من مطار ألماظة، إلى الإسماعيلية.

بعد نحو نصف ساعة كنا نطير فوق قناة السويس الجديدة، على ارتفاع منخفض جدا، بحيث رأينا تفاصيل القناة الجديدة عن قرب. انفتح الباب الرئيسى للطائرة وتم ربطنا بالمقعد بحزام متين وكانت الرؤية مباشرة، رأينا من أعلى أكبر ورشة عمل تمت منذ السادس من أغسطس الماضى، بحيث إن ٧٥٪ من كراكات العالم موجودة فى موقع حفر القناة الجديدة، ومعها نحو ٢٥ ألف عامل ومهندس مصرى، مع المعدات والآلات والسيارات واللوريات واللوادر والأوناش المتنوعة.

استدارت الطائرة وهبطت فى مطار الإسماعيلية، ثم اتجهنا إلى مقر هيئة قناة السويس، وهناك استقبلنا بحفاوة شديدة الفريق مهاب مميش رئيس الهيئة، وحكى لنا كل التفاصيل المتعلقة بالقناة منذ كانت فكرة على الورق، وحتى صارت واقعا ينتظر رفع الستار فى ٦ أغسطس المقبل.

خرجنا من مكتب مميش إلى قاعة كبرى تجاور مكتبه مباشرة، حيث شرح لنا الرجل بالتفصيل فكرة القناة الجديدة وفائدتها فى نقل مصر إلى مكانة مختلفة فى المستقبل، والأهم أن مصر رغم كل شىء ستعود مرة أخرى وأن العامل المصرى يمكنه أن يكون كفئا إذا وجد البيئة السليمة والصحيحة.

كشف مميش أن السيسى طلب منه أن يكون كل شىء مصريا من أول الفكرة مرورا بالتخطيط ونهاية بالتنفيذ.. باستثناء بعض الآلات مثل الكراكات العملاقة، أما الإصرار الأكبر فهو أن يكون التمويل مصريا، ومن الشعب مباشرة حتى لا نكرر ما حدث مع افتتاح القناة القديمة، والتبذير فى حفل الافتتاح الذى بلغت تكاليفه نفس تكاليف الحفر نفسه!!.

تحدث الفريق مميش عن كثير من الخلفيات والقصص المتعلقة بالقناة،. المهم خرجنا مع الرجل من المكتب واصطحبنا فى لنش «سيناء» فى جولة بالقناة الجديدة استمرت أكثر من ساعتين.

برنامج «حكاية شعب» على القناة الأولى بالتليفزيون المصرى الذى تقدمه داليا درويش سألنا عن انطباعاتنا عما رأيناه. قلت إن ما حدث يشبه المعجزة فعلا، وهو إنجاز حقيقى ينبغى على كل مصرى ومصرية أن يفخر به، ويثبت أننا قادرون فعلا على النجاح، وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتم استنساخ هذه التجربة وتعميمها فى بقية القطاعات والمجالات؟.

قلت أيضا إن المشروع فى غاية الأهمية، لكن الأكثر أهمية هو تنمية الإنسان المصرى ليشعر بأنه قادر على النجاح.

قلت أيضا وقال زملائى إنه ينبغى أن يتم تنظيم رحلات للتلاميذ والطلاب وغالبية المصريين إلى هذه القناة حتى يمكن تعميق حب الوطن وتقديس قيمة العمل.

لن أتحدث عن حجم الرمال التى تم رفعها والرقم القياسى فى التكريك الذى بلغ ٤١ مليون متر شهريا، المهم فى هذا المشروع أنه يقدم نموذجا يمكن البناء عليه فى المستقبل.

قال لنا مميش إنه سيتم الإعلان عن مشروعين أو ثلاثة مشروعات عملاقة جديدة خلال حفل الافتتاح ربما يكون بعضها متعلقا بمحور قناة السويس الجديد الذى ينتظر صدور قانونه الخاص خلال أيام.

تحية تقدير لكل من عمل أو ساهم أو فكر فى هذا المشروع من أكبر مسئول وحتى أصغر عامل.

إنه فعلا قصة نجاح نتمنى أن تتكرر فى كل القطاعات.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي