تأجيل الانتخابات لن يحل المشكلة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 2:47 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تأجيل الانتخابات لن يحل المشكلة

نشر فى : الأربعاء 3 سبتمبر 2014 - 7:50 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 سبتمبر 2014 - 11:20 ص

فجأة بدأنا نسمع مطالبات كثيرة بتأجيل الانتخابات النيابية لشهور أو حتى لعام كامل.

السؤال الذى ينبغى أن يسأله أولئك الذين يطالبون بالتأجيل لأنفسهم هو: إذا تم تأجيل الانتخابات ولو حتى لعامين، فهل سيتوقف الارهاب، وهل سيختفى الإخوان والمتطرفون، والأهم هل ستتمكن الأحزاب خصوصا تلك التى تطالب بالتأجيل، من تحسين قدراتها التنافسية بحيث تحصد المزيد من المقاعد؟!.

تعالوا نناقش أصحاب دعوات التأجيل فى مبرراتهم بندا بندا حتى نصل إلى رأى موضوعى.

النقطة الجوهرية أن البعض ــ بحسن نية ــ يعتقد أن فرص الأحزاب ستتحسن إذا تم تأجيل الانتخابات، لأنه سيكون أمامهم وقت أطول لترتيب أوراقهم وإعداد كوادرهم والتكيف مع القوائم والدوائر الجديدة بعد صدور قرار متوقع بتقسيمها.

الذين يرفعون هذه الشعارات إما أنهم طيبون جدا وسذج، أو نصابون ودجالون، والسبب ببساطة أن هذه الأحزاب كانت تشكو من محاصرة مبارك لها طوال سنوات حكمه الثلاثين.

ورغم أن هذا الادعاء صحيح إلى حد كبير، فإنه منذ تنحى مبارك وحتى هذه اللحظة لم تخرج غالبية هذه الأحزاب من قوقعتها أو شرنقتها أو مقارها الضيقة فى وسط العاصمة الى جمهورها الطبيعى.

منذ 11 فبراير 2011 لم تحقق معظم هذه الأحزاب أى إنجازات على الأرض، ولم تحصل مجتمعة فى انتخابات مجلسى الشعب والشورى الأخيرة على أكثر من 25٪.. فما الذى استجد هذه الأيام لنصدق انها ستفعل الاعاجيب وتأتى بالخوارق فى الانتخابات المقبلة؟!.

فيما يتعلق بالخوف من الإرهاب ،فأغلب الظن ــ وللأسف الشديد ــ فإن هذا الفيروس يبدو أننا سنعانى منه لفترة ليست قصيرة ، لأنه صار يتمدد إقليميا فى كل المنطقة ويتم ضخ المزيد من الدماء فى شرايينه كل يوم، ويبدو أن وجوده يخدم مصالح وأجندات دولية وإقليمية كبرى.

وبالتالى فعلينا أن نمارس حياتنا بصورة طبيعية ونبذل أقصى جهد ممكن لدحره، ليس فقط بقوة السلاح، ولكن بالفكر والعمل والانجاز وتقديم نموذج حكم عادل ومنحاز لغالبية المواطنين والقيم الإنسانية الكبرى.

أما النقطة المتعلقة بوجود التيار الدينى بما فيه الإخوان ــ فأغلب الظن ايضا ــ أنه لن يختفى قريبا أو بين يوم وليلة.

هو تيار ــ بغض النظر عن رأينا فيه ــ يعبر عن فكر داخل المجتمع، وبالتالى يصبح السؤال الجوهرى هو كيف يمكن تصحيحه وتوجيهه إلى الطريق الوطنى السليم، او القضاء عليه بالفكر السليم والمشروع الوطنى الناجح.

ثم إن جماعة الإخوان تلقت واحدة من أقوى الضربات طوال تاريخها وهى الآن شبه عاجزة ولا تستطيع حشد أكثر من ألف شخص، وغالبية قياداتها وكوادرها إما مسجونة أو مطاردة أو منفية، فكيف تخشاها بعض الأحزاب؟!!. وإذا كانت الأحزاب المدنية هى غير واثقة من حصد مقاعد مؤثرة والإخوان بهذه الحالة فمتى تستطيع حصد المقاعد إذن؟.

للأسف الشديد فى ظل استمرار طريقة عمل أحزابنا فإنه حتى لو تم تأجيل الانتخابات البرلمانية مائة سنة فلن يتغير الوضع كثيرا.

ربما يكون الخطر الوحيد هو الأموال المشبوهة التى تتدفق من جهات كثيرة إلى الشارع الانتخابى، لكن على الأحزاب أن تصارح نفسها بالحقيقة المرة وهى أن المشكلة تكمن داخلها وليس فى قانون الانتخابات أو الدوائر أو أمريكا أو الاخوان وقطر.

عندما تعود هذه الأحزاب إلى ممارسة العمل السياسى كما تفعل كل الأحزاب الطبيعية فى العالم، وعندما يتوقف قادتها عن التعامل مع السياسة باعتبارها «سبوبة ومنظرة».. وقتها قد يتحسن هذا الوضع البائس.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي