«المواطن الأمريكى» خالد النبوى - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:29 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«المواطن الأمريكى» خالد النبوى

نشر فى : السبت 3 نوفمبر 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : السبت 3 نوفمبر 2012 - 8:35 ص

ربما ينتابك شعور متناقض وأنت تشاهد هذا الفيلم.. فبطله فنان مصرى استطاع أن يخطو خطوة مهمة نحو الجمهور العالمى، وأنت بالطبع تتحمس لخطوته، وتتمنى له النجاح، خاصة أن طلته هذه المرة كانت فى رحاب البطولة المطلقة لفيلم أمريكى. فى الوقت نفسه تجد العمل ككل بدا وكأنه قد نُفِّذ بسرعة، وأن مخرجه ومؤلفه ومنتجه ــ سام قاضى، ذو الأصول العربية ــ استعجل تنفيذ الفكرة، لدرجة شهدت قفزات غير مبررة دراميا فى السيناريو، كما أن الفكرة نفسها كانت تحتاج لعمق أكبر وفلسفة سينمائية عند طرحها رغم الإيقاع الجيد والمشوق فى بعض اللحظات.

 

الفيلم هو «المواطن» إنتاج أمريكى وناطق كاملاً باللغة الانجليزية، وبطلنا هو خالد النبوى، أما الفكرة فهى حول حلم الهجرة الأمريكى وتحقيق كل الأمنيات على الأرض الأمريكية.

 

ظهر النبوى فى دور «ابراهيم الجراح» الشاب اللبنانى الهارب من مجتمع الحرب الاهلية والذى يفوز بجائزة اليانصيب العالمية للبطاقة الخضراء فيصل إلى نيويورك قبل تفجيرات 11 سبتمبر بيوم واحد ولكن يتم القبض عليه واعتقاله لشهور، وتفشل الشرطة فى إثبات أى صلة له بالتفجيرات رغم أن لقبه العائلى هو نفسه لقب أحد منفذى الهجمات والذى يدعى رشيد.

 

وتمر 5 سنوات نتابع فيها محاولة إبراهيم للحصول على عمل وجنسية، محاولا أن يلتزم بأخلاقياته العربية وسط مجتمع متوحش، صعوبات كثيرة ومراحل قاسية حتى ينال جنسية أمريكا وحتى يعيش شأنه شأن أى مواطن أمريكى، لكن منحه الجنسية ربما جاء على غير هوى مشاعر المشاهد الذى توحد مع مجتمع قاسٍ وعنصرى لأن النهاية حسمت لصالح أمريكا ولصالح العدالة والقانون الأمريكى الذى يرفع القبعة فى النهاية لصالح إبراهيم وبعد مباراة فى المرافعة تجاوزت القضية إلى عظات من التاريخ.

 

قال صديق يجلس بجوارى بقاعة العرض إن الفيلم خير دعاية للعدالة الأمريكية التى لم تكن موجودة عقب أحداث 11 سبتمبر، لأنها فى النهاية رحبت بشاب عربى بل وجعلته ثريا على طريقة فيلم النمر الأسود لأحمد زكى كما هتفت باسمه وقامت بمظاهرات من أجله.

 

بداية الفيلم كانت تبشر بعمل سينمائى جيد، فنرى استعداد المواطن للسفر إلى أمريكا، والقبض عليه فى المطار، والاشتباه فى اسمه الذى يشابه اسم أحد المتورطين الارهابيين حتى الافراج عنه بعد 6 أشهر كاملة.

 

 وفى الفندق يقابل الامريكية ديان التى تهرب من زميلها الخمور ويخبئها عنده فى موقف شهم، ثم تنمو العلاقة بينهما وتدعوه للسكن فى منزلها. وفى الرحلة الدرامية للبحث عن عمل وإثبات الوجود، نجد مواقف الشهامة تتكرر، حيث يعثر إبراهيم على رجل يجلس فى الشارع يأكل من القمامة فيدعوه ليعيش فى شقة ديان، ويؤكد له أن الإنسان هو من يقرر مصيره وليس شيئا آخر مع أن وجوده بأمريكا كان بورقة يانصيب، ثم يسرق هذا الرجل الشقة وتغضب ديان، ونجده أيضاً يقوم بالدفاع عن شخص يتم ضربه فى الشارع ويصاب من أجل حمايته، وفجأة نراه يتحول لبطل فى أمريكا من خلال لافتات تحمل اسمه وتدافع عن قضيته فى الجنسية ونراه على شاشة التلفاز. وهى أمور ربما بها بعض المغالاة فى البناء الدرامى وسرد قصة الوصول الى حق المواطنة، فالفيلم لم يرتقِ إلى طبيعة القضية التى يقدمها.. حاولوا التأكيد على أن من فجر برجى التجارة ليس كل العرب ولكن السيناريو المفكك فى بعض الأحيان جعل الرسالة تبدو باهتة، حاولوا تبديد الصورة المغلوطة عن العرب المربوطة مباشرة بالإرهاب وإظهارهم مثقفين ومتحضرين ومبدعين.. ولكن رغم حالة الاجتهاد إلا أن الفيلم بأكمله لم يكن على مستوى الفكرة فى الطرح والتناول.

 

 

خالد النبوى هو المستفيد الأول من هذه التجربة فقد قام ببطولة فيلم أمريكى يحمل الصبغة التجارية وسيشاهده الجمهور فى الخارج، وكان جيد الأداء والحضور الذى أضاف له من خبرته، وخاصة تلقائيته كشخص يعيش الحلم الأمريكى المتعثر فى مجتمع بدا متعصباً، وبدا هذا جليا فى نظرته لتمثال «الحرية الأمريكى» والتى كانت ممزوجة بالحيرة والخوف من مستقبله فى هذا البلد، وأيضا التلقائية التى ظهرت على ملامح وجهه عندما استيقظ على مشاهدة انهيار برجى التجارة على شاشة التلفاز.. سار النبوى على نهج الشخصية بروحه الخاصة وربما هذا هو السهل الممتنع، ولكن من المؤكد أن التجربة ستصقله.. وتؤكد حلمه نحو السينما العالمية التى يسعى إليها. وواقع الأمر، انتابنى إحساس أثناء مشاهدة الفيلم أن المواطن خالد النبوى فى الحياة لا ينفصل عن «المواطن» خالد النبوى فى الفيلم.

 

 

 

 

 

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات