بين روسيا وتركيا: نحن إلى جانب بوتين - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 5:57 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين روسيا وتركيا: نحن إلى جانب بوتين

نشر فى : الخميس 3 ديسمبر 2015 - 8:55 ص | آخر تحديث : الخميس 3 ديسمبر 2015 - 8:55 ص

ذكرنى التوتر الناشئ بين روسيا وتركيا بلقاءين أجريتهما قبل سنوات، الأول مع روسى والثانى مع تركى، يمكن أن يلقيا الضوء على زاوية إضافية من سلوك الدولتين.

قبل 11 عاما جاء إلى إسرائيل رئيس معهد أبحاث روسى، وفى الاجتماع الذى حُدد لى معه ومع أطرف إسرائيلية أخرى، قال إن الخطر الأكبر على السلام فى العالم هو قيام «داعش». صحيح أن اسم «داعش» يومها لم يُذكر، لكن الظاهرة التى تمثلها «داعش» تكلم عنها الباحث الروسى بدقة مدهشة. تحدث عن قيام خلافة إسلامية فى العراق الآخذ فى التفكك، خلافة ستحاول السيطرة على الشرق الأوسط، ومن هناك تمد أذرعها شمالا من طريق الجمهوريات الإسلامية للاتحاد السوفياتى سابقا نحو روسيا. وفى موازاة ذلك، ستحاول استغلال ضعف الغرب كى تتوجه نحو أوروبا. وفى لقاءات عقدتها مع جهات روسية رسمية أكثر، كرر هؤلاء أمامى ادعاءات مشابهة موجهين انتقاداتهم إلى «الحرب الحمقاء» للولايات المتحدة ضد العراق ووصفوها بأنها عامل مسرع لهذا الأمر.

وقبل ذلك بعام التقيت شخصية تركية رفيعة، كانت العلاقات التركية ــ الإسرائيلية فى ذروتها فى ذلك الوقت، وحدثنى ذلك الشخص بصراحة عن العقيدة القومية التركية قائلا: «من الواضح لنا أننا لن نستطيع استعادة المناطق التى سيطرت عليها السلطنة العثمانية حتى سنة 1917، لكن لا تفكروا أن الحدود التى فرضت علينا فى نهاية الحرب العالمية الأولى من جانب الدول المنتصرة ــ بزعامة بريطانيا وفرنسا ــ مقبولة لدينا».

نستطيع أن نستنتج ثلاث مضامين لدى الربط بين الاجتماعين اللذين جريا فى ذلك الحين والواقع اليوم: الأول، إن روسيا توقعت منذ وقت طويل نشوء «داعش»، وتعتبر التنظيم خطرا استراتيجيا من الدرجة الأولى. ثانيا؛ إن الروس على حق فى أن يتوقعوا من الغرب أن يتبنى الأولوية التى يتبنونها فى القتال، أى يجب قبل كل شىء التعاون من أجل الانتصار على «داعش»، وفقط من بعد ذلك التفرغ لحل الخلافات الداخلية. ثالثا؛ تركيا دولة عضو فى حلف شمال الأطلسى، لكنها بدلا من العمل من أجل المصالح المشتركة للحلف، فإنها تجر الحلف إلى الدفاع عن مصالح تركيةــ بما فى ذلك المس بالأكراد وهم الطرف الوحيد الذى يقاتل «داعش» على الأرض، كما تستفز روسيا بصورة لا لزوم لها.

وبحسب اتهامات الرئيس الروسى بوتين فإن تركيا تقدم مساعدة اقتصادية إلى «داعش».
الخلاصة يجب أن تكون واضحة، وهى أن الخطر الذى يمثله تنظيم «داعش» شبيه بالخطر الذى كانت تمثله ألمانيا النازية.

إن التنسيق بين روسيا والغرب ليس شرطا كافيا لنجاح هذه الحرب لكنه شرط ضرورى. ويبدو أن من يفهم ذلك كما يجب هو الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، ونأمل أن ينجح فى أن يدفع حلف شمال الأطلسى إلى لجم الأتراك وتوحيد الصفوف مع روسيا. ويبدو أن لإسرائيل مصالح متناقضة فى هذه المسألة، لكن من المفيد أن نفكر بما سيكون عليه وضعنا إذا قوى «داعش» وسيطر على سورية والأردن وسيناء. وحتى بالنسبة إلينا الخلاصة واضحة: يجب الانتصار على «داعش» أولا.

غيورا أيلاند- رئيس سابق للاستخبارات العسكرية
يديعوت أحرونوت
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات