الشحات الغني - خالد الإتربي - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الشحات الغني

نشر فى : السبت 5 يناير 2019 - 1:20 م | آخر تحديث : السبت 5 يناير 2019 - 1:20 م

الانتماء، كلمة مستهلكة، لم يعد لها مكان فى عالم الاحتراف، فمن يقبل شعار ناديه اليوم، من الوارد أن يكون لاعبا فى النادى المنافس له، إذا وجد زيادة فى المكتسبات، ولو كانت طفيفة.
هذا ما يطبقه معظم لاعبى العالم، تحت بند الاحتراف، وأن الانتماء، مجرد مسألة وقتية، يتناقص تأثيره باقتراب العقد من نهايته، اذا كان يملك عروضا، ويزداد كلما كانت العروض أقل، هنا تتردد نغمة «النادى بيتى الذى لا أستطيع أن أتركه».
«الانتماء» هو اكبر العناصر الدافعة لجماهير الأهلى، للمطالبة بالتعاقد مع حسين الشحات لاعب العين الاماراتى خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
تعاقد الأهلى، على مدى السنوات الماضية مع عدة لاعبين كانوا نجوما مع انديتهم فى الدورى المصرى، لكن التجربة اثبتت، ان الكثير منهم لم يتأقلم على اللعب فى النادى، ليظهر المصطلح الدارج بين جماهير الأهلى «الأهلى كبير عليه».
ما يثير عاطفة الجماهير نحو أى لاعب، هو شعورهم الحقيقى بأن هذا اللاعب مشجع مثله مثلهم للنادى، وقتها ستجده مطلبا جماهيريا، وهو ما شعرته الجماهير مع الشحات الذى بات غنيا جدا، بحب جماهير الأهلى، لتنازله عن عدة ملايين لتحقيق حلمه وحلمهم.
ما يفعله لاعب العين الاماراتى، يوما بعد يوم، يثبت رغبته الجامحة فى اللعب للنادى الأهلى، ويضع ضغوطا على إدارة الناديين الاماراتى والمصرى، بضرورة إنهاء الامر سريعا، لإغلاق الملف الذى يشغل الجميع حاليا.
أحيت صفقة الشحات، قيمة انتماء اللاعب لناد يشجعه، الا انها أظهرت العديد من النقاط السلبية، التى ما زلنا نعانى منها سواء على الصعيد الجماهيرى، أو الإعلامى.
منذ ساعات قليلة، تصدر خبر انتقال حسين الشحات إلى الأهلى بشكل رسمى، معظم وسائل الاعلام، وتقريبا أغلب منصات السوشيال ميديا، للدرجة التى دفعتنى لاتهام نفسى بالتقصير، لأن الجماهير علمت بخبر انتقال الشحات من قبلى، وهذا بالنسبة لى فى عرف الصحافة، إهمال، قد يصل إلى حد معاقبة نفسك بالخصم اذا كنت تملك القرار.
كان بديهيا، أن أتواصل مع مصادرى الموثوقة داخل النادى الأهلى، لأجد الاجابة «كل ما يثار فى هذا الشأن كذب»، نعم كان هذا الرد بنفس المصطلح «كذب»، نحن فقط فى مرحلة متقدمة من المفاوضات.
لك أن تتخيل عزيزى القارئ، أننى كنت مضطرا لدفع هذا المصدر للقسم، لأن قراءة خبر على مئات المنصات، ويتم نفيها بهذه السرعة والحدة والغضب من تداولها، أمر يدفعك للاندهاش والاستغراب.
حالة التعجب، لم تتوقف عند هذا الحد، لكن حينما أكدت المصادر أيضا، أن كل ما تردد عن وجود عدلى القيعى، مستشار التعاقدات فى النادى بالامارات، لا يمتُّ للحقيقة بصلة، وعند سؤالى عن مكان وجوده كانت الاجابة، «القيعى فى بيته، ولم يغادر مصر لأى مهمة تتعلق بالأهلى».
الاكثر غرابة، أنك حينما تنقل الحقيقة المؤكدة، تجد من يرد عليك بصورة للقيعى، ومكتوب عليها، القيعى مع مسئولى العين الاماراتى، لإنهاء التعاقد مع الشحات، ومن يدقق فى الصورة، سيجدها كانت لقطة تذكارية للرجل مع إحدى الشركات التى يعمل معها بصفته الشخصية، بعيدا عن النادى الأهلى.
حقائق كثيرة جدا، تحاول أن ترفضها الجماهير، بداعى أنها لن ترضى طموحاتها أو رغباتها، وترفضها بعض وسائل الاعلام ايضا، لأنها لن تؤمن لها عنصر التشويق والإثارة و«التريند»، وبين هذا وذاك، تبقى الحقيقة هى أغلى ما يبحث عنه من يحترم نفسه وقلمه وجمهوره.

التعليقات