بين الحب والتعلق مسافات - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:01 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين الحب والتعلق مسافات

نشر فى : الإثنين 5 يونيو 2023 - 8:25 م | آخر تحديث : الإثنين 5 يونيو 2023 - 8:25 م

نشرت صحيفة الرياض السعودية مقالا للكاتب عبدالله الحريرى، تناول فيه الفرق بين الحب والتعلق المرضى بمن نحب؛ إذ يسعى المتعلق بالسيطرة والتحكم فى حياة الشخص الآخر، على النقيض يحاول المحب إسعاد الشريك دون إملاء أمور عليه أو ابتزازه عاطفيا.. نعرض من المقال ما يلى.
اليوم عندما نكون فى حالة حب نركز على إسعاد الشخص الآخر، ونفكر دائما فى الطرق التى تجعلنا متأكدين من أن الشريك يشعر بالحب والرضا، وبالمقابل لا تنتظر النتائج، أو تتجادل حول من يساعد أكثر، أو تتشاجر على من يفترض أن يقوم بالواجبات المنزلية والأسرية، أنت لا تبتز شريكك عاطفيا أو تحاول التلاعب به أو تسعى للسيطرة على العلاقة، وعندما تكون متعلقا بشخص ما فقط، فإنك تركز على الطرق التى يمكن أن تجعلك سعيدا، تصبح معتمدا بشكل كبير على شريكك وقد تحاول حتى السيطرة عليه لتجنب الهجران، وبدلا من مواجهة مشكلاتك الخاصة، تستخدم شريكك لتحسين احترامك لذاتك وملء فراغ بداخلك، أنت تعتقد أنه مسئول عن سعادتك مما يجعل الشريك يبذل المستحيل وإن لم يحدث ذلك تصاب بالإحباط والغضب إذا فشل فى إرضائك.
اليوم يتيح لك الحب المتبادل أن تكون على طبيعتك الحقيقية، يشجعك شريكك على أن تكون ما أنت عليه بصدق ولن تخشى الكشف عن نقاط ضعفك، تتطور الثقة المتبادلة وتصبح حافزا قويا للنمو الشخصى لكل منكما، الحب لا يتحكم أبدا. فى الواقع، الحب يتجاوز السيطرة، كما أن قدرة شريكك على تقبلك كما أنت وتشجيعك على متابعة أحلامك تسمح لك بالتخلى عن الحاجة إلى التحكم فى حياته. من ناحية أخرى، يميل التعلق إلى تأجيج السلوك المسيطر، قد تثنى شريكك عن قضاء الوقت مع أصدقائه أو ممارسة الألعاب الذهنية أو التركيز بشكل غير صحى على إسعاده، يمكنك حتى محاولة التلاعب به للبقاء معك بغض النظر عن مشاعره.
اليوم إذا كنت فى حالة حب، فسوف تنمو أنت وشريكك معا، عندما يعمل كلاكما ليصبحا أفضل نسخة من أنفسكما، ستصبحان أفضل مما يمكن أن يكون لكما بمفردكما. باختصار، يحفز شريكك نموك، وأنت تفعل الشىء نفسه بالنسبة له، أما فى حالات التعلق، فإن رغبتك فى التحكم وعدم قدرتك على حل مشكلاتك الخاصة يقيد نموك وكذلك نمو شريكك، تتسبب المشكلات التى لم يتم حلها فى اعتمادك غير الضرورى على شريك حياتك، وبالتالى يحد من نموك وتطورك وتحقيق أهدافك.
اليوم كما هو معروف الحب يعيش مع مرور الوقت ويبقى فى الذاكرة السعيدة.. وقد تنفصل أنت وشريكك لظروف قاهرة، سواء كان ذلك مؤقتا أو دائما. ومع ذلك، إذا كنت حقا فى حالة حب، فسيكون لهذا الشخص دائما مكانا فى قلبك وستظل تتمنى له التوفيق لبقية حياته.. من ناحية أخرى، إذا كنت متعلقا به تعلقا غير صحى فقط، فمن المحتمل أن تشعر بالاستياء بعد الانفصال، قد تشعر حتى بمشاعر الخيانة، تنبع هذه المشاعر من افتراض أن على شريكك التزاما بأن يجعلك سعيدا لم يتم الوفاء به فى عينيك.
اليوم الحب يقوم على الثقة، فالثقة هى الأساس الذى يسمح لشخصين بممارسة يومهما دون القلق من أن أحدهما قد يفعل شيئا قد يفسد العلاقة. من ناحية أخرى، يميل التعلق إلى دفع العلاقة لممارسة سلوكيات لتجنب الهجر والشعور بالقلق أو الانزعاج، كما أنه يغذى السلوك المسيطر ويطمس الثقة المتبادلة، فإذا شعرت بهذه الطريقة عندما يكون شريكك بعيدا عنك، فمن المحتمل أن تكون فى حالة تعلق غير صحى وليس فى حالة حب.

التعليقات