هذا ما جناه مبارك علينا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 2:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هذا ما جناه مبارك علينا

نشر فى : الأحد 7 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 7 سبتمبر 2014 - 9:51 ص

الشلل الكهربائى الذى أصاب غالبية مناطق الجمهورية صباح الخميس الماضى قد يكون بسبب خلل أو عطل فنى، وقد يكون لخطأ بشرى، أو ربما لمؤامرة، وربما لسبب آخر تماما لا نعلمه.

السبب المرجح المبدئى حتى الآن هو خروج محطة غرب القاهرة من الخدمة خلال إجراء صيانة لخط آخر زادت الأحمال عليه ما قاد إلى انهيار معظم المحطات.

سوف ننتظر إلى الثلاثاء لنعرف تفاصيل ما حدث لكن علينا فى المقابل أن نفتح زاوية الرؤية لنرى حقيقة الأزمة وليس أعراضها فقط. الكارثة المفجعة الأخيرة هى مجرد عرض وليست أصلا لحالة عامة من التردى الشامل الذى ضرب معظم مناحى الحياة بسبب السياسات المدمرة لنظام حسنى مبارك.

قبل أسابيع تحدث رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب عن أسباب مشكلة الكهرباء فقال إنها تتلخص فى عدم صيانة المحطات لوقت طويل وقلة الاستثمارات المخصصة لهذا القطاع وأزمة الطاقة وأخيرا الإرهاب الذى يمارسه أنصار جماعة الإخوان ضد محولات وأبراج ومحطات الكهرباء.

محلب كان محقا إلى حد كبير فى تشخيص أسباب الأزمة وللأسف الشديد يحاول البعض الآن إعادة تبييض صفحة نظام حسنى مبارك وغسل سمعته بل يتجرأ البعض الآخر على الإشادة بإنجازاته وحكمته وبعد نظره.

مبارك حكم مصر ثلاثين عاما وبالطبع فعل أشياء جيدة فى بعض المجالات. لكن التقييم الإجمالى لسنوات حكمه يقول إنه تسبب فى تجريف كل مصر. نظريا كان هناك استقرار وأمن لكن فى اللحظة التى سقط فيها اكتشفنا حجم العفن والخراب والدمار الذى يعانى منه المجتمع الأمر الذى سهل لجماعة فاشلة وعاجزة وآتية من القرون الوسطى أن تستولى على كل مصر.

لو أن نظام مبارك كان يتمتع بالحد الأدنى من المسئولية والوطنية لكان عالج المشكلات الحقيقية لقطاع الكهرباء أو حتى ترك المحطات الموجودة بحالة سليمة. عندما تنحى مبارك كنا نعانى حوالى ٢٥٪ تقريبا عجزا فى إنتاج الكهرباء وغالبية المحطات بحالة متردية.

فى بداية حكم مبارك كنت أعيش فى أسيوط وكان التيار يعمل يوما وينقطع يوما. وذات يوم استغرب وزير الكهرباء الأسبق ماهر أباظة من مطالبة الصعايدة بعدم قطع التيار.

وأغلب الظن أن ما أصاب غالبية المؤسسات والوزارات من تسيب وعدم تدريب أو تأهيل أصاب الكهرباء خصوصا من زاوية تجهيز الكوادر المستعدة لتحمل المسئولية.

نظام مبارك كان ماهرا فى سياسة «تلبيس الطواقى» لمشكلات البلاد بمعنى أنه يأخذ من هذا القطاع ليعطى الفتات للقطاع الآخر وفى النهاية اسيقظنا على الكابوس الأكبر وهو أن البلد كله «مخوّخ». واكتشفنا أن العطن كان شاملا تقريبا وإن بدرجات متفاوتة بين الوزارات والهيئات.

لو لم يفعل نظام مبارك غير هذه الكارثة فى الكهرباء والطاقة لكانت سببا كافيا لمحاكمته.

نحن باختصار ندفع الآن ثمن السياسات الكارثية لنظام مبارك. وللأسف فسوف نظل ندفع هذا الثمن لوقت طويل.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي