نصر 8 أكتوبر المجيد - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 1:08 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نصر 8 أكتوبر المجيد

نشر فى : الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 9:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 7 أكتوبر 2020 - 9:45 م

فى الساعة الثانية ظهرا زى النهاردة من 47 عاما انطلقت قواتنا المسلحة لتعبر قناة السويس وتحطم خط بارليف وتكبد العدو الإسرائيلى هزيمة منكرة تفتح الباب أمام تحرير سيناء العزيزة من قبضة المحتل الإسرائيلى الغاشم والغادر دائما وأبدا.... عفوا «هو مش زى النهاردة بالضبط لكن زى أول أمبارح». هذه هى الترجمة الصحيحة لقرار الحكومة ترحيل الإجازات الرسمية بمناسبة الأعياد الدينية والوطنية من يومها الفعلى إلى يوم الخميس من أى أسبوع باستثناء عيدى الفطر والأضحى. ولا يمكن اعتبار هذا القرار صائبا مهما كانت المبررات.
فبعد أن كانت الأسرة المصرية تجتمع يوم 6 أكتوبر من كل عام فى البيت وأمام شاشات التلفزيون لمشاهدة الأفلام والأعمال الدرامية والغنائية التى تمجد هذه الذكرى الغالية للنصر على إسرائيل، وينتهزها الآباء فرصة ليحكوا لأطفالهم عن تلك الحرب العظيمة وعن الجندى المصرى البطل الذى عبر القناة، وجدت الأسرة المصرية نفسها مضطرة للاحتفال بهذا النصر يوم 8 أكتوبر باعتباره يوم الإجازة.
فقرار اعتبار يوم ما من أيام البلاد المجيدة إجازة رسمية يهدف قبل كل شىء إلى تخليد هذا اليوم فى وجدان الشعب، فلا ينسى بمرور الأيام. إذن فالإجازة ليست هى الهدف من اعتبار يوم ما عيدا وطنيا، وإنما العكس، فلأنه كان يوما مجيدا وعظيما ويستحق التخليد، تقرر اعتباره إجازة.
فكيف سيكون الحال بعد عشر سنوات مع أطفال اليوم الذين يحتفلون بذكرى نصر أكتوبر يوم 7 أو 8 أو 9 أو 10 أكتوبر لأن الاحتفال بالنسبة لهم بالتأكيد مرتبط بإجازتهم من المدرسة. فى المقابل لمن يغنى التلفزيون والراديو ولمن تبث الأفلام الوطنية يوم 6 أكتوبر نفسه إذا كان الناس فى اعمالهم والتلاميذ فى مدارسهم لأننا جعلنا يوم 6 أكتوبر يوم عمل عاديا، وجعلنا الإجازة والاحتفال يوم 8 أكتوبر.
وقد رأينا كيف كنا نتذكر أياما مجيدة فى تاريخنا لأنها كانت عطلة رسمية مثل عيد الجلاء فى 18 يونيو، وعيد المقاومة الشعبية فى السويس يوم 24 أكتوبر، وغيرهما، ثم سقطت هذه الأيام المجيدة من الذاكرة الشعبية للأجيال الجديدة بعد إلغاء اعتبارها عطلة رسمية.
ولا أظن أن الأمريكيين يحتفلون بذكرى الاستقلال الموافق 4 يوليو من كل عام فى 7 يوليو، أو فى أى يوم آخر، حرصا على زيادة الإنتاج وتعزيز جهود التنمية، ولا أعتقد أن الفرنسيين نقلوا الاحتفال بذكرى سقوط سجن الباستيل من يوم 14 يوليو إلى أى يوم آخر حتى لا تتوقف عجلة الإنتاج.
وحتى من المنظور الاقتصادى، والحرص على عجلة الإنتاج الدائرة، فهذا القرار من وجهة نظرى المتواضعة ضار بالاقتصاد وبمصالح المواطنين لأنه يعنى ببساطة شديدة تعطيل مصالح المواطنين لمدة 3 أيام متتالية عند كل عطلة رسمية، بدلا من تعطلها ليوم واحد فى منتصف الأسبوع ثم يعود العمل إلى طبيعته مرة أخرى انتظارا للعطلة الأسبوعية.
ليس هذا فحسب، ولكن كيف أيضا يمكن التعامل مع عزل الاقتصاد المصرى عن الاقتصاد العالمى لمدة 4 أيام؟ لأنه عندما قررنا نقل الإجازة الرسمية من منتصف الأسبوع إلى يوم الخميس يصبح على المستورد أو المصدر أو المستثمر الانتظار من مساء يوم الأربعاء حتى صباح يوم الإثنين من الأسبوع التالى لكى يجرى معاملاته المالية أو التجارية مع الخارج لأننا فى مصر إجازة أيام الخميس والجمعة والسبت ثم يكون الأحد إجازة فى أغلب الدول الأجنبية، فهل سيتحقق بهذا الدوران المنشود لعجلة الانتاج أم العكس؟

التعليقات