فى الرابعة عصر الثلاثاء الماضى كنا حوالى ١٥ صحفيا عربيا من رؤساء ومديرى تحرير وكبار الكتاب. تحركنا من الفندق الذى نقيم فيه بوسط العاصمة البحرينية المنامة إلى قصر الصخير الملكى الذى يقع على اطراف العاصمة ويبعد عن وسطها اكثر من ثلاثين كيلومترا.

اجراءات الدخول للقصر المترامى الأطراف فى غاية السهولة واليسر. مجرد اظهار الدعوة الرئاسية الأنيقة والفاخرة، يجعلك تمر فورا. ومسموح للجميع بحمل أى اجهزة الكترونية من موبايل وآيباد وكاميرات داخل القصر وفى القاعة الذى شهدت انعقاد القمة الخليجية رقم ٣٧.

قصر الصخير يقع فى غرب البلاد، بنى فى عام 1901 وهو أحد أكثر المبانى البارزة هناك. وكان سابقا مقر إقامة الحاكم الشيخ حمد آل خليفة الذى انتقل إليه حوالى عام 1925. وتم اغلاق القصر بعد وفاته فى عام 1942 لعقود. وفى عام 1983 بدأ ترميمه وأعيد افتتاحه فى 16 سبتمبر 2003. وفى 12 يناير 2008 زاره الرئيس الأمريكى السابق جورج دبليو بوش.

القصر مبنى حسب الطراز الإسلامى، وباللون الأبيض ويتكون أساسا من الأقواس والأعمدة الكبرى وقبة ومئذنة مهيبة وأبراج. ويبلغ طول المجلس 12 مترا. كان الملك حمد زار إنجلترا خصيصا لشراء بعض مستلزمات واثاث القصر.

دخلنا قاعة المؤتمرات الكبرى. ولدى افتتاح القمة كان لكل وفد من الدول الست عشرة اعضاء، هم الرئيس او الأمير او الملك فى المقدمة، ثم اثنان خلفه ثم ثلاثة ثم اربعة فى الصف الأخير، فى حين ان السفراء والإعلاميين جلسوا فى الدور الثانى.

كانت هناك مسافات كبيرة بين الوفود، نظرا لاتساع القاعة. على المنصة جلس الملك حمد بن عيسى آل خليفة مترئسا الوفد البحرينى والقمة معا. والى يمينه كان وفد الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجى ثم الوفد الإماراتى برئاسة الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبى، ثم الوفد السعودى برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز. وعلى يسار المنصة جلس الوفد الكويتى، يتصدره الشيخ جابر الأحمد الصباح امير البلاد، ثم الوفد القطرى برئاسة الأمير تميم بن حمد، واخيرا وفد سلطنة عمان برئاسة فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء.

كان ملفتا للنظر ان الآيات القرآنية التى تليت فى افتتاح القمة هى «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا»، الى آخر الآيات الكريمة التى تحض على الوحدة والتماسك وضرورة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

فى كلمته الافتتاحية لفت ملك البحرين الانتباه إلى الظروف غير المسبوقة التى تواجه المنطقة والعالم اجمع، وان مجلس التعاون، يعبر عن «مصالحنا المشتركة ومستقبلنا الواعد»، مشيرا إلى التوجه نحو الاتحاد الجمركى والربط الكهربائى والمائى بهدف الوصول إلى التكامل التنموى الشامل. الملك البحرينى ركز ايضا على ان الأمن والتنمية محوران متلازمان منوها إلى «تمرين الخليج ١» الذى استضافته البحرين فى شهر نوفمبر الماضى بمشاركة نخبة من القوات الخليجية.

الملك سلمان ركز فى كلمته على خطورة التحالف بين الإرهاب والطائفية الذى يهدد زعزعة الاستقرار فى بلدان كثيرة مشيدا بإنشاء هيئة التنمية الاقتصادية لمصلحة بلدان المجلس.

امير الكويت ادان استهداف ميليشيا الحوثيين وعلى صالح لمكة المكرمة بالصورايخ، والدور الذى لعبته بلاده باستضافة اطراف النراع اليمنى لثلاثة اشهر، مشيدا بالتقدم التى تحرزه القوات العراقية ضد داعش ومطالبا بدعم هذا التقدم لمصلحة كل العراقيين. القادة الثلاثة اعلنوا دعمهم للشعب السورى فى محنته مطالبين بوقف المجازر التى ترتكب بحقه.

الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزيانى تحدث عن الحاضر وآفاق المستقبل، ثم اعلن ان الجلسة ستتحول لسرية، ولم يكن امير قطر او نائب رئيس دولة الإمارات او ممثل السلطان قابوس قد تكلموا.

خرجنا من القاعة فى انتظار ان نرى النتائج الفعلية على ارض الواقع، وعرفنا ان السلطات منعت طاقم قناة الجزيرة القطرية من تغطية افتتاح القمة، والدلالة الأساسية لذلك ان الخلافات لا تزال مترسبة تحت الرماد.