وانتوا مالكم ؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 1:12 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

وانتوا مالكم ؟!

نشر فى : الثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 9:26 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 8 سبتمبر 2009 - 9:26 ص

 منذ الانتصار العبقرى فى غانا، لعب المنتخب الوطنى مباراتين عبقريتين فى كأس القارات فكان مستواه مثل البرازيل وجمع بين الأهداف والأداء أمام منتخب السامبا، ثم هزم إيطاليا بطلة العالم. وفى المباراة الثالثة تحول منتخبنا العالمى إلى منتخب «السنبلاوين» حين خسر أمام أمريكا بثلاثة وكان يمكن أن يخسر بسبعة أو سبعة عشر.. وفى تصفيات كأس العالم لم يلعب المنتخب مباراة واحدة كتلك المباريات التى لعبها فى كأس الأمم الإفريقية..!

نحن أمام لوغاريتم.. فالذين يقولون إن المنتخب يحتاج دائما لفترات طويلة للمعسكرات حتى يلعب جيدا، فاتهم أن الفريق لم يعسكر طويلا قبل أن يحرج البرازيل ويكسب إيطاليا.. لكنه واحد من تفسيرات الأبواب الخلفية الذى يسمح بتسلل فكرة الهزيمة والأداء السيئ.. إلا أن المنتخب الوطنى على مدار تاريخه منذ أيام محمد أفندى ناشد أول من لعب الكرة فى مصر عام 1895.. يلعب أحيانا ولا يكسب، ويكسب فى أحيان دون أن يلعب. وتجده ماردا فى مباراة، وشيئا آخر فى مباراة..

ومن هنا تعلمنا الحكمة فى التعامل مع مباريات الفريق، فلا يمكن توقع نتيجة أو صورة أداء.

وبعضنا تعلم الفلسفة وينافس سقراط، والبعض الثالث يصل كثيرا إلى حافة السرايا الصفرا ثم يعود بهدف أو بفوز كبير.. لكننا فى النهاية فقدنا الثقة فى التوقع.. فلا شىء مؤكد فى كرة القدم ولا شىء مؤكد أكثر بالنسبة لمنتخب مصر..

ما هى القصة إذن.. ما هو الفارق بين المنتخب وبين منتخب إنجلترا الذى فاز ببطولة واحدة لكأس العالم عام 1966 ولم يحقق شيئا فى تاريخه؟!

الفارق أن منتخب إنجلترا وأى منتخب كبير.. يلعب ويكسب، ويلعب ويخسر لكنه فى الحالتين يلعب.. فالمستوى فى الفوز والهزيمة لا يتأثر ولا يتغير كثيرا.. نفس القوة والروح والجدية والمقاومة والصراع.. بينما منتخبنا يمكن أن يبدع ويمكن أن يصاب بحالة انهيار غير معقولة، ويمنى مرماه بأهداف لا تحصى فى أى مباراة.. فمستوى الأداء نفسه غير ثابت فى الشكل وفى المضمون ؟!

أعود إلى الإعلام والصحافة وأشير إلى أن البعض يلعب منذ فترة لعبة خطيرة، باستدعاء ألقاب ومانشيتات تخلط بين اللعب وبين الدين. مثل منتخب الساجدين، ومنتخب الصائمين. بينما هناك منتخبات أخرى كبيرة ورائعة تلعب وتبدع دون أن تصوم ودون أن تسجد.. ثم ماذا لو خسرنا كثيرا وهو أمر وارد.. هل يعنى ذلك أن الصوم أو السجود لا ينفع لتحقيق الفوز.. ترى هل تكفون عن اللعب بمانشيتات وإطلاق عناوين دينية لا مكان لها فى ملاعب الرياضة..؟!

عقب مباراة رواندا بحثت صحف فيمن صام وفيمن أفطر من لاعبى المنتخب.. ما قيمة هذا البحث وماذا تريدون أن تقولوا.. ألا توجد رخصة للإفطار.. ولو كان أحدكم مريضا لا يقدر على الصوم ألا يفطر.. أريد أن أعرف ماذا تريدون وما الهدف من تصنيف لاعبى المنتخب إلى صائمين ومفطرين..؟!

وانتوا مالكم..؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.