أمم الشرق تغيِّر العالم - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 2 مايو 2024 6:28 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أمم الشرق تغيِّر العالم

نشر فى : السبت 9 مارس 2019 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 9 مارس 2019 - 7:55 م

نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب «محمد عارف» جاء فيه:
«الإيمان هو الطائر الذى يشعر بالضوء عندما يكون الفجر لا يزال مظلما»، قال ذلك الشاعر الهندى «طاغور». وحدث ذلك فى خمسينيات القرن الماضى، حين أطلقت أمم الشرق فى «باندونج» بإندونيسيا حركة الحياد وعدم الانحياز. وتبنى الآن هذه الأمم «طريق الحرير»، وتُسميه الصين «الحزام والطريق»، وتخصص تريليون دولار لمشاريعه التى تربط بين 68 بلدا، وتضم 65% من سكان العالم، ينتجون 40% من إجمالى الناتج العالمى. وتحتل الصين المرتبة الأولى فى حجم الاستثمارات الأجنبية فى الشرق الأوسط. و«ممر الصين باكستان الاقتصادى» أول برامج «الحزام والطريق»، وتبلغ الاستثمارات فيه 62 مليار دولار، أى ما يعادل مجموع الاستثمارات الأجنبية فى باكستان منذ عام 1970. و«عندما يُغير الطريق العالم»، عنوان مقالتى هنا فى مارس 2017 بمناسبة استقبال ميناء «روتردام» فى هولندا أول قطار يحمل حاويات شحن من الصين، عبر باكستان وآسيا الوسطى وروسيا.
و«لماذا ممر الصين باكستان الاقتصادى ورقة الجوكر فى النزاع الهندى الباكستاني؟»، عنوان مقالة فى مجلة «فورتشن إنديا»، تناولت «الخطر النووى» لاندلاع النزاع بين الهند وباكستان، عقب حادث إسقاط باكستان طائرة عسكرية هندية وأسر طيارها. و«لعبة الجوكر» المُسلية إطراء الطيار الهندى الأسير «فارتامان» حُسن معاملة عسكريى باكستان، ودعوته عسكريى بلاده الهند إلى الاقتداء بهم. وارتفعت لافتات التواصل الاجتماعى حول العالم: «اصنعوا الشاى مع الهند.. لا الحرب». وبدلا من أن يُعدم الطيار الهندى، أو يُسجن على الأقل حال تسليمه لبلده، أعلن قائد القوات الجوية الهندية المارشال «سينغ دهانو» إيقافه عن قيادة طائرة مقاتلة مرة أخرى، «إلا إذا سمحت له لياقته البدنية بذلك»!
وفى العلاقات بين أمم الشرق «إسرائيل تلعب دورا كبيرا فى تصعيد النزاع مع باكستان»، عنوان مقالة «روبرت فيسك» معلق «إندبندنت» البريطانية، والتى يتناول فيها بأسلوبه المستنفر تفاصيل تسليح إسرائيل للهند. ولو تابع «فيسك» الجذورَ الفلسفية التى يصورها «مصطفى عيتانى» فى مدونته بالإنجليزية لوجد التالى: يغمس الحكماء أصابعهم فى وعاء خَل، ويتذوقونه، فترتسم المرارة فى وجه «بوذا»، والحموضة فى وجه «كونفشيوس»، والابتسامة فى وجه «لاوتزو». وعاءُ الخل هو الحياة!
وفى علاقات الصين بالخليج «البذر محفوظ» حسب المثل السعودى. فما إن قررت الرياض إدراج اللغة الصينية فى المناهج الدراسية فى جميع مراحل التعليم، حتى شرعت وسائل التواصل الاجتماعى السعودية تُغرد بالصينية، وتقدمتها «جامعة الملك سعود» بالرياض، وبادرت «جامعة الملك عبدالعزيز فى جدة» إلى توقيع «اتفاقية لإنشاء مركز تبادل العلوم والثقافة وتعليم اللغة الصينية»، وغَردَت «جامعة الطائف» خطاب رئيسها بالصينية، وعقد «مركز البحوث والتواصل الاجتماعى» بالرياض حلقة نقاش حول «نقاط التلاقى بين رؤية 2030 السعودية ومبادرة الطريق والحزام الصينية». ساهم فى النقاش أكاديميون ودبلوماسيون، بينهم سفير الصين فى المملكة، ومحمد إبراهيم السويل رئيس «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» ووزير «الاتصالات وتقنية المعلومات» سابقا، وتحدث عن تجربته فى تعلم اللغة الصينية «التى تملك الكثير من المزايا والخصائص الجمالية تشدُ متعلمها».
ندرك هنا كيف أصبح الخليج العربى الذى يعيش فيه الآن ملايين من أتباع الديانات الشرقية الحكيمة، نقطة تلاقى أمم الشرق، ولماذا الخليج أول منطقة قصدها زعيم الصين «شى» عقب انتخابه رئيسا مدى الحياة. فهدف ذلك كان أبعد من مجرد إقامة علاقات طيبة، بل خطوة فى مسيرة أمم الشرق التى تُغير العالم، وحكمة «لاوتزو» فيها «عامل الخيِرين بشكل خيِر، وعامل غير الخيِرين بشكل خيِر أيضا. وهكذا يتحقق الخير، وكن نزيها مع النزيهين، ونزيها أيضا مع غير النزيهين، وهكذا تتحقق النزاهة».

الاتحاد – الإمارات

التعليقات