«بلا هدف» بعد الجامعة.. كيف يفشل الخريجون؟ - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الأحد 28 أبريل 2024 1:24 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«بلا هدف» بعد الجامعة.. كيف يفشل الخريجون؟

نشر فى : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 8:00 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 9 سبتمبر 2014 - 8:00 ص

قنشرت مجلة التعليم العالى الأمريكية «كرونيكل أوف هاير إديوكيشن» مقالا للكاتب دان بيريت يتناول فيه النتائج التى توصل لها مؤلفا كتاب «بالغون طامحون بلا هدف: تحولات مؤقتة لخريجى الجامعات» بالإضافة إلى التوصيات التى قدموها لمعالجة علل التعليم العالى. جاء فى المقال؛ يكافح كثيرون ممن تخرجوا حديثا من الجامعة كى ينتقلوا إلى مصاف الكبار، ولا بد للجامعات التى كانوا يدرسون بها أن تتحمل جزءا من اللوم، كما يقول مؤلفا كتاب «بالغون طامحون بلا هدف: تحولات مؤقتة لخريجى الجامعات» المقرر صدوره خلال الأيام المقبلة.

الكتاب متابعة لكتاب سابق لنفس المؤلفين حقق نجاحا فى عام 2011 بعنوان «بلا هدف من الناحية الأكاديمية: تعليم محدود فى الحرم الجامعى». وفى كتابهما الجديد الصادر عن مطبعة جامعة شيكاغو، يتتبع ريتشارد آرون وجوسيبا روكسا الكثير من خريجى عام 2009 أنفسهم الذين درساهم فى كتابهما الأول، حيث جمعا بيانات عن نتائج التوظيف وترتيبات المعيشة والعلاقات ومستويات المشاركة المدنية بعد الجامعة، وأمور أخرى.

النتائج التى تم التوصل إليها فى الكتاب الثانى ليست بقوة تلك التى كانت فى الأول الذى انتهى إلى أن نصف المجموعة فشل فى تحقيق أية مكاسب حقيقية فى اختبار مهارات التفكير النقدى خلال العامين الأولين فى الجامعة. ويعمق الكتاب الجديد تلك النتائج، حيث يبين أن الانفصال الأكاديمى أثناء الجامعة غالبا ما يترجم إلى شذوذ دائم بعدها.

•••

أضاف الكاتب؛ تتبع المؤلفان أكثر من 1600 طالب خلال عامهم الأخير فى 25 مؤسسة تعليمية مدة الدراسة بها 4 أعوام. ومن بين هذه المجموعة، استجاب 918 فى عام 2011، بعد عامين من التخرج، وأجريت مقابلة معمقة مع 80 منهم. يكتب المؤلفان أنه مع احتمال تخرج هؤلاء الطلاب من الجامعة، فإن الكثيرين منهم «ينتقلون بشكل جزئى فقط إلى أدوار البالغين». ولكن بما أن الجامعة غالبا ما تولى التنمية الاجتماعية للطلاب ورغباتهم الاستهلاكية أهمية أكثر من الدقة الأكاديمية، فإن هذه المعاهد تساعد على تطويل فترة المراهقة بدلا من تشكيل البالغين.

•••

كما طرح بيريت فى المقال مجموعة النقاط المهمة التالية:

أولا: كيف كان هؤلاء الخريجون بلا هدف؟

كافح أكثر من النصف للعثور على وظائف لائقة: كسب 53 بالمائة أقل من 30 ألف دولار فى العام، إما من وظائف طوال الوقت أو لبعض الوقت أو لأنه لم يكن لهم عمل بالمرة.

أقام كثيرون مع آبائهم وكانوا لا يزالون يعتمدون عليهم فى الحصول على المال: أقام الثلث فى البيت عاما واحدا بعد التخرج. وكان الربع تقريبا مازال يقيم فى البيت بعد عامين من التخرج. وتلقى أكثر من 70 بالمائة مساعدات مالية من والديهم.

أصحاب المستوى التعليمى الضعيف أثناء الدراسة أصبحوا فى الغالب عاملين أقل قيمة بعد ذلك: يرتبط أداء الطلاب فى تقييم التعلم الجامعى، وهو اختبار قياسى لمهارات التفكير النقدى الذى يحفز أنواع المهام اللازمة فى مكان العمل، بقدرتهم كخريجين على الاحتفاظ بالوظيفة. وكان لدى أصحاب الدرجات المرتفعة فى تقييم التعلم الجامعى احتمال قدره 5 بالمائة لفقدان وظائفهم من خلال الفصل أو الاستغناء أو عدم تجديد عقودهم. أما أصحاب الدرجات المنخفضة فكان احتمال حدوث ذلك لهم الضعف. وكتب المؤلفان أنه ربما «أصدر أصحاب العمل أحكامهم بشأن الاحتفاظ بهؤلاء العاملين على أساس عوامل تتماشى بشكل وثيق مع أدائهم فى تقييم التعلم الجامعى». على سبيل المثال، ربما وظفت إحدى الشركات خريجا ما لدراسة منافسيها وكتابة مذكرة عن نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، لتكتشف سوء مهاراته الخاصة بالكتابة والتفكير المركَّب التى يقيسها تقييم التعلم الجامعى.

نادرا ما يكونون على اتصال بالأخبار أو الأحداث الجارية: قرأ حوالى الثلث النسخ الورقية أو الإلكترونية من الصحف بشكل يومى. وناقش 16 بالمائة فقط السياسة والشئون العامة مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء يوميا. وقال السيد آروم، أستاذ التربية وعلم الاجتماع بجامعة نيويورك فى مقابلة: «هذا أمر مرعب. معظم المؤسسات لم تنقل للطلاب أن البقاء على اتصال بالأخبار جزء أساسى من المواطنة الديمقراطية».

ومع ذلك فقد كان لديهم أمل: كان الثلثان تقريبا يعتقدون أن حياتهم ستكون أفضل من حياة آبائهم وأمهاتهم، حتى وإن بدا أن لديهم فكرة ضبابية عن كيفية حدوث ذلك. وازداد رأيهم فى نوعية تجربتهم الأكاديمية وردية كلما ابتعدوا عن الجامعة. وأعطى من 40 بالمائة إلى 50 بالمائة تقديرات لتعلمهم فى الجامعة فى عام 2011 أعلى من أعطوه فى ربيع 2009، وهى سنتهم النهائية.

ثانيا: من المخطئ؟

يقول المؤلفان إن الأسباب معقدة وتشمل النزعة الاستهلاكية، وسوق العمل الضعيفة تاريخيا، وظاهرة البلوغ الناشئ، أو النظرية التى تقول إن الأشخاص فى أواخر العقد الثانى حتى منتصف العشرينيات يؤخرون الزواج والإنجاب وغير ذلك من علامات النضج لأنهم فى مرحلة تطورية مميزة. ويقول المؤلفان إن الجامعة تتحمل بعض اللوم فى إطالة أمد هذه المرحلة لأنها غالبا ما تتبنى رؤية تركز على الإنجاز الشخصى والعلاقات الجماعية على حساب الدقة الأكاديمية. كما يقولان إن الزيادات السريعة فى العاملين الإداريين وغير التوجيهيين تعكس تركيزا شاملا على سعادة الطلاب، لكن أعضاء هيئات التدريس بالجامعة غير بريئين من اللوم. فهم يخفضون التوقعات ويضخمون التقديرات. على سبيل المثال، طلاب السنة النهائية الذين ذكروا أنهم يدرسون فقط لمدة خمس ساعات أو أقل فى الأسبوع حصلوا على متوسط درجات تراكمى قدره 3.22.

يقول المؤلفان كذلك إن ثقافة النزعة الاستهلاكية أصابت الجامعة بالعدوى. فبعد دخول الجامعة بوقت قليل يدرك الطلاب أنهم لن يضطروا للعمل بقدر كبير من الجد، كما تقول مسز روكسا، أستاذ علم الاجتماع والتربية المشارك بجامعة فيرجينيا فى إحدى المقابلات. وأضافت: «الطلاب يأتون إلى الجامعة ولديهم بعض المواقف المعينة، لكن التعليم العالى يقبلهم بسرعة».

وثالثا: ما الذى يمكن للجامعة عمله؟

يقول المؤلفان إنه يمكن للدقة الأكاديمية الأكبر معالجة جزء كبير من علل التعليم العالى. وتقوم توصياتهما على أسس تكنوقراطية وأخلاقية. وهما يؤيدان جمع المزيد من البيانات عن نتائج الطلاب واستخدام تقديرات أكثر تنوعا، بما فى ذلك تلك التى تستخدم التكنولوجيا التكيفية. وهما يشكان فى جهود تقييم الجامعات بشأن مكاسب خريجيها فى عامهم الأول لكنهما يقدران جهود المحاسبة مادامت على مستوى مؤسسى.

كما يدعوان إلى المزيد من «الشجاعة الأخلاقية» بين أعضاء هيئات التدريس بالجامعات ومديريها لتحسين التعليم. وهما يشجعان بقوة الجامعة على إصلاح دورها فى وضع المعايير والتوقعات، كما كان الحال عندما كانت الجامعة ترى أنها تشكل شخصيات الطلاب بدلا من تحقيق رغباتهم.

•••

وفى النهاية اختتم الكاتب مقاله مشيرا إلى النبرة التفاؤلية التى اطلقها مستر آروم ومسز روكسا. فقد ذكر المؤلفان فى مقابلة أجريت معهما أن الجامعات تعطى لتعلم الطلاب فى الوقت الراهن قدرا من الاهتمام يزيد عما كانت تعطيه قبل خمس سنوات. ويسأل أصحاب العمل وواضعى السياسات أسئلة أصعب عن نجاح الطلاب. وقالت مسز روكسا إنه حتى بين الطلاب والخريجين حديثا يمكن أن تكون هناك «بداية بطيئة ربما يحتاجونها من الجامعة أكثر من حاجتهم إلى الوقت الطيب».

التعليقات