أين قانون الطوارئ؟ - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 2:11 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أين قانون الطوارئ؟

نشر فى : الخميس 10 مارس 2011 - 9:43 ص | آخر تحديث : الخميس 10 مارس 2011 - 9:43 ص

 •• أطل العنف الأسود مرة أخرى على مصر. حيث نشبت معركة طائفية، تبدو لنا مفتعلة ومخططة. فهذا الشعب بمسلميه وأقباطه، هو نفس الشعب الذى عاش حالة الثورة بلا حادث طائفى واحد فى أى بقعة من مصر.. فماذا حدث وماذا يحدث؟
شائعات عن حرق كنائس وسقوط قتلى، واعتصامات قبطية بمطالب نصفها مشروع ونصفها الآخر خارج التوقيت. وأحاديث عن سلفيين يهجمون، ويروعون.. وهذا بخلاف تلك الفوضى التى يشهدها كل موقع. حيث يقوم ناس بمظاهرة طلبا لتغيير رئيسها، وحتى المطالب الفئوية المشروعة، نجد أن أصحابها يطالبون بها فورا.. كيف يمكن أن نطيح بكل رئيس ومدير؟ وكيف يمكن أن نحقق كل مطلب فورا..؟

•• كلما هدأت الأحوال قليلا، تشتعل البلد بحادث أو بحديث. بشائعة. أو بخبر. وهذا بخلاف الغياب الأمنى. كأن الناس تعاقب على ثورتها وحريتها التى انتزعتها، وعلى بلدها الذى أستردته.. وأضيف هنا مسئولية الإعلام التليفزيونى عن تلك الحالة الفوضوية بعرضه لمشاهد عنف تزيد من الفتنة.

•• أثق بأن هناك الآلاف من رجال الشرطة الشرفاء الذين لا ينتظرون من الناس سوى الشعور بأنهم جزء منهم ومن أهلهم.. وأرجو أن تسرع وزارة الداخلية، والدولة فى الدفع برجال الشرطة، وفى الوقت نفسه تكون هناك حملة إعلامية تليفزيونية عن احترام حقوق المواطن وكرامته، مع رفع مستوى الأداء والاستقبال الجيد للمواطنين فى الأقسام.

••لا تقدم بلا أمن. ولا اقتصاد بلا أمن. ولا نهضة بلا أمن. ولا ثورة ولا دولة بلا أمن. لكنى أتساءل الآن: أين قانون الطوارئ الذى يحكمنا منذ أكثر من ثلاثين عاما؟ إن ما نحن فيه من فوضى ومن بلطجة يستدعى هذا القانون فورا.. فعندما يعتدى بلطجية على المواطنين فى منازلهم وفى سيارتهم وفى سيرهم يكون الحل هو القانون الصارم.. ثم كيف لا نواجه سرقات الآثار المنظمة والتى انتشرت بعقوبات شديدة، ومدوية؟

متى يستخدم هذا القانون فى بلد يعيش ثورة، وتلوثها الآن الفوضى والانتهازية؟
•• فى كل الثورات وعلى مدى تاريخ البشر يمكن أن يحدث مثل هذا الفوران. لكن مصر لا تحتمل المزيد من الخسائر، ولا تحتمل المزيد من النفاق للثورة، كما كان النفاق للركب فى النظام السابق، وهذا الشعب لا يحتمل أيضا المزيد من الترويع.. فيكفى ما عاناه طوال سنوات. يكفى معاناة الشعب الذى ظل يشتغل عند الذين ظنوا بامتلاكهم لدولته، وبأجر هزيل، فيه الكثير من المنح ومن المن.. لكنها نكتة أن يستخدم قانون الطوارئ ضد مواطنين عاديين سابقا ولا يستخدم الآن ضد المجرمين.

•• مصر اليوم فى أشد الحاجة إلى قوة القانون.. إلى هيبته وإلى هيبة الدولة. وبدون القانون الصارم فى مواجهة البلطجية والشغب والفوضى سننتظر طويلا حتى تعود الدولة.. أو حتى تسقط الثورة وتخطف كما يريد أهل الطابور الخامس..اصحوا يا ناس؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.