أخى الإنسان... كن لى إنسانًا - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:44 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أخى الإنسان... كن لى إنسانًا

نشر فى : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:15 م | آخر تحديث : السبت 10 نوفمبر 2018 - 8:15 م

هدف الأديان الرئيسى هو سعادة وخير الإنسان وفرحه وذلك من خلال أولا: علاقته الحميمة والشخصية مع ربه. ثانيا: انسجامه مع ذاته كإنسان. وثالثا: علاقته مع الأفراد والآخرين ودور الدين أن يهذب ويربى ويرتقى بالإنسان حتى يكون أكثر إنسانية وكل ما كان الإنسان أكثر إنسانية تكون علاقته أرقى وأنضج وأسعد فى الدوائر الثلاث التى ذكرناها. فالأديان وضعت ليرتقى الانسان بنفسه ليبرهن من خلال أعماله أنها تحمل صفات الله من خلال أعمال «حب ورحمة وعدل وسلام» هدف الأديان ليس فى نقد بعضنا البعض بل فى الارتقاء ببعضنا من خلال أعمالنا فأعمال الانسان تبرهن على إيمانه، ولكن الذى يحصل أنه على الرغم من التقدم العلمى والتكنولوجى والفنى... إلى آخره ومحاولة الكثيرين الوصول إلى درجة راقية من الإنسانية كما يريدها الله، فإن قوى الشر تجذب البعض إلى أسفل فبدلا أن يكون الإنسان أكثر إنسانية على النقيض يزداد توحشا ليس فقط فى حب المال والسلطة والنفوذ وما إلى ذلك ولكن يزداد توحشا مع أخيه الإنسان وذلك باسم الدين ظانين أنهم يحمون «الله» من الرعاع ». فألبسوا الدين ثوب الصرامة بدلا من الرحمة والجحود بدلا من الدعوة الطيبة والترهيب بدلا من المحبة فهل نلوم من انصرفوا عن الدين خاصة الشباب؟؟؟
هل يفيد أن يكون للأديان أتباع يخافون الله ويخشونه لا أظن؟؟ أم من الأفضل أن تكون العلاقة الشخصية مع الله علاقة محبة فيها مخافة لله باختيار حر. هل يفيد الإنسان أن يلخص محبة الله فى مجموعة طقوس يكررها دون فهم معناها ورموزها العميقة أو حتى علاقته بالآخرين تكون على أساس تصنيف الناس بين دين ودين أو حتى لا دين وبين طائفة وطائفة إلى آخر التصنيفات. ألسنا جميعا أولاد إله واحد ومواطنين لوطن واحد؟؟ الأديان ليست فى البحث عن أخطاء إيمان الآخرين، إنما فى البحث عن نقائصك أنت وليس غيرك، هدف الدين ليس فى نقد الآخر بل فى السعى للكمال داخل نفسه هو وليس أى إنسان آخر.
إن العمليات الإرهابية التى تقع على أساس دينى أو عرقى أو أى تصنيف آخر لا يفيد إلا قوى الشر وذلك نتيجة الفهم الخاطئ للدين وينزل الإنسان من مكانته الرفيعة لأنه خليقة الله إلى شخص متوحش وهذا ما يجب أن نعلمه ونكون به شبابنا فى مدارسنا وجامعاتنا وفى مساجدنا وكنائسنا. فيا أخى الإنسان كن إنسانا تؤنسنى فى فرحى وفى ألمى.
الأب / رفيق جريش

الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات