«أبيكورب»: أسعار النفط بين 60 و70 دولارا بحلول النصف الثانى من 2019 - صحافة عربية - بوابة الشروق
الجمعة 11 أكتوبر 2024 1:38 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

«أبيكورب»: أسعار النفط بين 60 و70 دولارا بحلول النصف الثانى من 2019

نشر فى : الإثنين 11 فبراير 2019 - 10:50 م | آخر تحديث : الإثنين 11 فبراير 2019 - 10:50 م

نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا للكاتب «وليد خدورى» وجاء فيه: يشير التقرير الشهرى لبحوث الطاقة لشركة «أبيكورب» إلى أن بناء على أساسات الأسواق، وعلى رغم الاضطرابات التى تحوم حولها، فإن التصور العام يتمثل فى أن يتراوح سعر نفط «برنت» بين 60 و70 دولارا للبرميل بحلول منتصف العام الحالى، فى حال عدم حدوث انتكاسة اقتصادية كبرى. وتراوح الأسعار حاليا بين 60 و64 دولارا.
وذكر التقرير أن معظم التوقعات المتوفرة تدل على أن الإنتاج الأمريكى سيزداد نحو 1.2 مليون برميل يوميا خلال العام الحالى، فهناك إمكانية لزيادة إنتاج النفط الصخرى من حوض «برميين» فى ولايتى تكساس وأوكلاهوما، بناء على مدى تنفيذ وتوقيت مشاريع البنية التحتية اللازمة من أنابيب وخزانات. وفى هذه الحال، فإن زيادة الإمدادات ستغير ميزان العرض والطلب، خصوصا فى حال انخفاض الأخير، فالأسعار ستنخفض لمدة طويلة. وتحاول أقطار «أوابك» أن توازن العرض والطلب خلال المدى القصير لتحقيق استقرار الأسواق خلال هذه المرحلة.
وأشارت «أبيكورب» فى تقريرها إلى وجود عوامل تلعب دورا مهما فى التأثير فى المسيرة السعرية، إضافة إلى أساسات السوق من العرض والطلب، يجب أخذها بالاعتبار عند دراسة تطور الأسعار. وشرح التقرير بإسهاب ضرورة توسيع الأفق البحثى للأسعار، وعدم الاكتفاء فقط بعوامل العرض والطلب، إذ إن العوامل الحديثة العهد أخذت تترك بصماتها على تطور الأسعار، إلى جانب عوامل السوق الأساسية التقليدية (ميزان العرض والطلب). وأشار التقرير إلى أهمية الادراك الحسى الذى تتركه وسائل الاتصال الاجتماعى على المدى القصير لكل من الرأى العام أو المتعاملين فى الأسواق. فنجد مثلا أن كلا من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير الطاقة والصناعة الإماراتى الرئيس الدورى لمنظمة «أوبك» سهيل المزروعى يستعملان وسائل الاتصالات الحديثة بدلا من التقليدية (تصريحات علنية لوسائل الإعلام أو إصدار بيانات رسمية)، فالتعبير عن السياسات النفطية من خلال بعض وسائل الاتصالات الحديثة قد يربك الأسواق، خصوصا فى حال تناقض الرسائل كما حصل أخيرا، حيث توقعت تغريدة لترامب انخفاض الأسعار بينما توقعت تغريدة للمزروعى خلال الفترة ذاتها أن منظمة «أوبك» تستقبل عام 2019 بنظرة تفاؤلية تجاه تحقيق التوازن فى سوق النفط. والتغريدات تؤثر فى الإحساسات الذاتية على المدى القصير، بدلا من الإدراك والتمعن فى الأمور الأساسية والأرقام للصناعة والأسواق النفطية. لكن فى نفس الوقت، تكمن أهمية هذه التغريدات فى إيصالها إلى أوسع عدد ممكن من الرأى العام وبطريقة مباشرة بحيث لا تحتاج إلى وسائل الإعلام التقليدية لإيصال رسالتها على مدى أطول. ويذكر التقرير أن نحو 20 فى المائة من سكان الولايات المتحدة يستعملون التغريدات، وإن هذا الاستعمال يتزايد بسرعة، ويصل عدد استعمال التغريدات إلى نحو 30 فى المائة من السكان فى السعودية.
ويشير تقرير «أبيكورب» إلى عامل حديث العهد أيضا أخذ يلعب دورا مهما فى التأثير فى الأسعار، وهو الاعتماد الواسع فى بيع سلعة النفط والأسهم عن طريق برامج الكمبيوتر المعدة برامجها على نماذج رياضية معدة سلفا آخذة بالاعتبار الفهم التاريخى للتطورات الجيوسياسية والوضع الراهن للاقتصاد العالمى بالإضافة إلى التوقعات للأحداث الاقتصادية المهمة، مثل المفاوضات التجارية الأمريكية ــ الصينية، وميسرة الفوائد، فهل هى فى بداية نهاية المستويات المنخفضة والمؤشرات البترولية، كالتقارير عن حجم مخزون النفط الأمريكى الأسبوعى وهل هو فى نطاق توقعات الخبراء أو أكثر أو أقل.
ويستشهد التقرير بالمؤسسة المالية الأمريكية الضخمة «جى بى مورجان» التى تذكر أن نحو 85 بالمائة من تجارتها بالسلع والأسهم يتم عن طريق هذه البرامج. تكمن أهمية هذه التعاملات على طريقة عمل هذا النظام الكمبيوترى الذى يتعامل فى نفس الوقت مع النماذج الكمبيوترية للمؤسسات المالية الأخرى. وتبرمج الخوارزميات بنماذج رياضية تعكس تصورات المحللين لعدة عوامل اقتصادية لكى تتعامل معها الكمبيوترات بشكل آلى. وتتنوع التصورات الاقتصادية كما يحدد لها أسعارا عالية ومنخفضة لتتجه البرامج نحو ما زودت به من معلومات وإرشادات. ففى حال إعداد وتزويد معلومات إيجابية للاقتصاد وحدودا عليا للأسعار، تتجه البرامج الكمبيوترية بسرعة وكثافة نحو هذه الحدود. وطبعا، العكس صحيح. ففى حال تزويد معلومات اقتصادية سلبية وحدود دنيا للأسعار، تتجه البرامج بهذا الاتجاه الآخر.
وهناك مثال حى لهذه الظاهرة طرأ أخيرا. فقد انهارت أسعار النفط الخام من نحو 86 دولارا لبرميل برنت فى أوائل (أكتوبر) الماضى لتصل إلى أقل من 51 دولارا فى 24 ديسمبر 2018. والعامل الرئيس لهذا التدهور فى ليلة عيد الميلاد هو الانهيار فى الأسواق حيث هيمنت الأخبار السلبية على البرامج الكمبيوترية. هذا، وقد عاد سعر النفط مسيرته التصحيحية ليصل إلى نحو 60 دولارا فى الأسبوع الأخير من العام الماضى.
وعند تحليل المسيرة السعرية، يجب الأخذ بالاعتبار تصورات المراقبين وما يعتبرونه أخبارا مهمة، فتصورات وتوقعات هؤلاء تأخذ أهميتها لتغذيتها البرامج الرياضية فى الكمبيوترات التى أخذت تلعب دورا فريدا فى الأسواق، دورا منفصلا عن أساسيات الأسواق لميزان العرض والطلب.
تتزود النماذج الرياضية تقييما لحال الاقتصاد العالمى، بالذات للدول الكبرى (الولايات المتحدة والصين) المستهلكة للنفط، إضافة إلى اقتصادات الدول والمجموعات الاقتصادية المهمة، وهى شرق آسيا وأوروبا.
وهناك كذلك معدلات الطلب على النفط العالمى، ومنه بالذات الطلب على نفط «الأوبك» وأيضا معدلات الإنتاج فى الدول النفطية غير الأعضاء فى «أوبك». وأخيرا وليس آخرا، الأوضاع الجيوسياسية والنزاعات العسكرية الداخلية والإقليمية، بالذات فى الشرق الاوسط، ومتابعة المفاوضات التجارية الأمريكية ــ الصينية، كما التقلبات فى قيمة العملات.

الحياة ــ لندن

التعليقات