النصيحة فى هذا الموقف - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 10:07 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

النصيحة فى هذا الموقف

نشر فى : الأربعاء 12 يونيو 2013 - 8:55 ص | آخر تحديث : الأربعاء 12 يونيو 2013 - 8:55 ص

«اجتمع الرئيس محمد مرسى مع عدد من الأحزاب والقوى السياسية».

 

العبارة المستفزة طاردتنى عدة ساعات على كل وسائل الإعلام والمواقع دون تغيير، ودون تفصيل لهذه «الأحزاب والقوى السياسية». وراهنت بكل ما تعلمناه فى الصحافة على أن أتوصل لهوية الكائنات الفضائية التى أحاطت بمرسى، وصفقت لمرسى، وكادت أن تحمل مرسى على الأعناق، لولا ستر ربنا، وتدخل رجال الحرس.

 

توهج مركز القاهرة للمؤتمرات بالحد الأقصى لأحمال الكهرباء، وهو يستقبل هذا المؤتمر الوطنى الغامض للحفاظ على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، عشر كلمات كاملة هى العنوان، فمن صاحب الدعوة؟

 

«تدعو الأحزاب التى اجتمعت اليوم بمقر حزب الحرية والعدالة كافة القوى الوطنية واﻷحزاب السياسية المصرية إلى حضور المؤتمر الموسع لمناقشة قضية سد النهضة اﻷثيوبى وتأثيره على مصر تحت عنوان المؤتمر.. إلخ».

 

قائمة الأحزاب كتبها الأستاذ حسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة على فيسبوك، هى النور، والوسط، والبناء والتنمية، والعمل، والوطن، والأصالة، والفضيلة، واﻹصلاح، واﻹصلاح والنهضة، والتوحيد العربى، والشعب، والحزب اﻹسلامى».

 

هذه هى الأحزاب، فأين القوى السياسية؟ لا يوجد.

 

إنها الأحزاب الإسلامية الثلاثة عشر، بإضافة الحرية والعدالة، الذى اجتمع بها مرسى عشية الاجتماع السرى على الهواء، ليسأله النصيحة فى موضوع سد النهضة. اللقاء الأول أضاف الجماعة الإسلامية، والهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وجماعة أنصار السنة والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والجمعية الشرعية.

 

ممثلو الأحزاب كانوا داخل القاعة، فمن أين جاءت الجماهير الحاشدة فى الخارج، والتى أهلكت نفسها تصفيقا وهتافا للرئيس؟ وقد حضر الرئيس فماذا قال؟

 

حيا الشعب المصرى، «شعب كريم يحب السلم، ويحب أفريقيا وأهلها فهذا الموقف منكم من أهل مصر، أحزابها وقواها السياسية موقف عظيم لأنى أنظر فيه كل معانى الإحساس بالدعم والتعاون الفعال، يد واحدة وعلى قلب واحد».

 

هاجم «النظام البائد بأظافره وحوافره ومن كان يتعامل معه، ويأمل عبثا فى أين يعود بعضه، (تصفيق حاد)، ثم أعرب الرئيس عن سعادته «بما أسمعه وأتلقاه منكم يوميا من مساهمات بالرأى والنصيحة فى هذا الموقف».

 

كيف يتصور رئيسنا المدنى المنتخب أن يعثر على نصيحة فى الجلسة الثالثة من حوارات السد الإثيوبى، وهو يختار ضيوفه فى المرات الثلاث من بين الأهل وعشيرة العشيرة والمتزلفين؟.

 

لقد استدعى الرئيس مجموعة من الجهاديين، للتشاور حول أزمة سد النهضة، لأنه «متحالف مع الإرهاب والإرهابيين»، بتعبير د. عمار على حسن، وهم جهلة سياسيا ومائيا بما لا يخدم قضية مصر مع إثيوبيا، ولا قضية الرئيس مع صورته التى يبيعها لنا كل يوم.

 

يضحك علينا الرئيس والإخوان حين يتناولون سد إثيوبيا والمصالحة الوطنية بكلام إنشائى فارغ، لا يقدم فى الموقف شيئا، بل يؤخر. لا الخطب الرنانة عن شريان الحياة ستعيد حصتنا إلى سابق العهد، ولا أحد سوف يتعامل مع دعوة المصالحة جديا، لأن الرئيس يبدو، أكثر من كل مرة، غير جاد.

 

لم يكن عن سد إثيوبيا، ولا عن المصالحة، إنما كان مؤتمرا لدعم «المشروع الإسلامى» قبل أيام من عاصفة 30 يونيو.

 

التأم الإسلاميون فى مركز المؤتمرات ليصفقوا للرئيس الإسلامى، ومشروعه الإسلامى الوهمى، وليشهروا أسلحتهم الخطابية البائسة فى وجه الشباب الذى يستعد للثلاثين من يونيو، وإنه لقريب.

محمد موسى  صحفي مصري