فتحى يگن.. والتساقط على طريق الدعوة (1) - حسام تمام - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:17 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فتحى يگن.. والتساقط على طريق الدعوة (1)

نشر فى : الجمعة 12 أغسطس 2011 - 10:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 12 أغسطس 2011 - 10:25 ص
من يعرف تاريخ الحركة الإسلامية لابد أن يتوقف كثيرا أمام شخصية هذا الرجل وأفكاره. ومن يدرس حياته وما انتهى إليه موقعه السياسى ستتأكد له سنة من سنن الله فى الحركة الإسلامية تقضى بأن كل من كان متشددا فى أفكاره عنيفا فى خصومته مع المختلفين فيها ومعها كان الأقرب إلى الزلل والوقوع فيما كان يأخذه على مخالفيه بل الخروج على الحركة نفسها بعدما كان سيفا مشرعا ضد كل من توجه إليه هذه التهمة حتى ولم تثبت بحقه!

الأستاذ فتحى محمد عناية أو فتحى يكن (نسبة إلى جده لأمه) أشهر رموز الحركة الإسلامية فى لبنان، وربما العالم الإسلامى فى العقود الخمسة الأخيرة، ولد فى التاسع من فبراير عام 1933، ورحل عن عالمنا فى 13 يونيو 2009، كان من الرعيل الأول بين مؤسسى الحركة الإسلامية فى لبنان، والتى نشأت فى عقد الخمسينيات متأثرة بجهود الإخوان السوريين، وعلى رأسهم الشيخ مصطفى السباعى. وكان أول مستشار ــ أمير ــ للجماعة الإسلامية فى لبنان الفرع القطرى لتنظيم الإخوان المسلمين.

ورغم أنه جمع بين الفكر والحركة فقد غلبت على الأستاذ فتحى يكن النزعة الفكرية على العمل الحركى، خاصة بعدما حصل على الدكتوراه فى اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتطور الحال بعد ذلك فأسس مع زوجته جامعة إسلامية خاصة (جامعة الجنان فى طرابلس)، وزوجته هى ابنة خاله الداعية الأستاذة منى حداد يكن. وهى من القليلات بين نساء الحركة اللاتى عرفن بجهدهن الفكرى والدعوى، وله منها أربع بنات وولد.

وتعد كتابات فتحى يكن فى الدعوة والحركة من أهم ما شكل عقل ووعى الحركة الإسلامية فى العقود الثلاثة الأخيرة ليس فى لبنان وحدها بل وفى معظم أنحاء العالم الإسلامى وخارجه أيضا، وساعد على ذلك أن كثيرا مما كتبه كانت الحركة تدرسه فى أطرها التنظيمية والتربوية الخاصة فضلا عن توسعها فى نشره فى فضاء الدعوة العام.

للأستاذ فتحى يكن كتب كثيرة معروفة مثل: مشكلات الدعوة والداعية، وكيف ندعو إلى الإسلام؟، ونحو حركة إسلامية عالمية واحدة، وحركات ومذاهب فى ميزان الإسلام، ونحو صحوة إسلامية فى مستوى العصر، والمناهج التغييرية الإسلامية خلال القرن العشرين، والشباب والتغيير، والموسوعة الحركية.. لكن كل من انتسب للحركة أو درس تاريخها سيتوقف كثيرا أمام بعض كتبه التى تحمل بصمات منهجه ومنها: الإسلام فكرة وحركة وانقلاب، وأبجديات التصور الحركى للعمل الإسلامى، وقطوف شائكة من حقل التجارب الإسلامية والمتساقطون على طريق الدعوة وماذا يعنى انتمائى للإسلام.

فى هذه الكتب تبدو روح الشهيد سيد قطب أوضح ما تكون، ويتجلى صدى أفكاره، التى تدعو الحركة الإسلامية إلى القطع مع تصورات مجتمعاتها والانقلاب عليها فى الروح والتصور والسلوك، كما تشرح متون قطب، التى تتبنى المفاصلة مع الخصوم والاستعلاء عليهم بالإيمان بما يؤسس لعزلة الحركة الإسلامية عن مجتمعها.
التعليقات