شفافية قرعة «دورى النيل».. - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الأحد 8 ديسمبر 2024 11:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

شفافية قرعة «دورى النيل»..

نشر فى : الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 - 6:55 م | آخر تحديث : الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 - 6:55 م

** كل شىء فى قرعة الدورى، دورى النيل، كان جيدا. المكان ساحة الشعب فى العاصمة الإدارية، وكانت شهدت قبل يومين حفل تقديم رعاة المنتخبات الوطنية. وبجانب المكان أضع «الشفافية» فالقرعة غير موجهة، وقد مضت بعدالة ومساواة بين الأندية، ولم توجه من أجل الأهلى والزمالك، كما كان يحدث أحيانا، وفقا لاختراع من بعضهم الذين كانوا يضعون مباراة القطبين فى نهاية الدورى، لعل وعسى يحسم أحدهما اللقب مبكرا وتكون المباراة «تحصيل حاصل» وهادئة، وودية، وكنت أتعجب من هذا المفهوم الذى يقدمه هؤلاء الذين يفترض أنهم يفهمون معنى الدربيات، وأهميتها، وأنه ليس فيها تحصيل حاصل، ونتعجب جميعا من أن العالم كله يسعى إلى مباريات الديربى كى تكون احتفالية، ساخنة، مثيرة فى إطار تسويق قوة ناعمة تملكها الدولة، مثل ريال وبرشلونة، وقد باع الإسبان للعالم أجمل وأروع كلاسيكو وباع الإعلام قصص الصراع بين الفريقين وبين نجمى العصر ميسى ورونالدو.
** الأهلى والزمالك موعدهما الأسبوع العاشر، بينما يبدأ الفريقان المسابقة بلقاء قوى، الزمالك مع بيراميدز، والأهلى مع المصرى. ومن العدالة أن تحسم ملاعب المصرى والإسماعيلى ومختلف الأندية مع الكبيرين، وهما الكبيران بالطبع، لكن هذا لا يمنحهما حقوقا خاصة. ومن تلك الحقوق توقيت اللعب، ومفهوم أن السبب يعود لأسباب تسويقية مهمة، والتسويق يمثل تمويلا للمسابقة وللأندية بصورة مباشرة وغير مباشرة، وهنا علينا أن نختار بين غرز مفهوم العدالة والمساواة بين كل الأندية وبين الدعم المالى والتسويق. وهى معادلة لمن لا يضع يده فى النار تبدو سهلة، فقد يرى واضع اليد فى الماء أن اختيار العدالة أفضل!
** حفل القرعة، وهو حفل فعلا، شهد الإعلان عن جوائز مقدمة من شركة النيل للتطوير العقارى، وراعية الدورى، ومن تلك الجوائز الهداف، واحسن لاعب، ومدرب وناشئ وحارس مرمى، وغيرها، وأتمنى أن يكون تصميم الجوائز جيدا، وقيما، وأن تشكل لجنة فنية تدير التقييم، وأتمنى أيضا أن تضم اللجنة شباب المدربين والمحللين والإعلاميين، كى يتحمل هؤلاء مسئولية الاختيار، كما تحمل جيلنا مبكرا جدا ونحن فى العشرينيات من العمر نفس المسئولية، ونفس قوة القرار، وكنا نواجه الانتماءات التى ترى فريقها يلعب وحده، ويفوز وحده، وأفضل لاعبى المسابقة هم فى صفوف الفريق وحده. وهنا يجب معالجة مفهوم خاطئ، وهو ربط لقب اللاعب الأفضل بالبطولة، لأن الفريق هو البطل، وليس الفرد. وصحيح أن اللاعب سيكون له تأثيره، لكنه ليس تأثيرا مطلقا. وأعتقد أن جائزة الفرانس فوتبول أزالت البطولة كمعيار وفى الوقت نفسه لم تتجاهل تأثير اللاعب فى الألقاب.
** قيمة الجوائز ستكون من دقة المعايير وموضوعيتها، ثم حين تعلو قيمة الجوائز سوف تعلو قيمتها الإعلامية من ناحية المتابعة كما يحدث فى البريمير ليج، وبالتالى ستكون جائزة كل مباراة وكل موسم من مواسم القوة الناعمة لدورى النيل الذى ينطلق يوم 18 سبتمبر، وينتهى يوم 30 يونيو فى موسم صعب ومزدحم، ونتمنى أن يمضى بسلام، ونحلم فقط بموسم مزدحم بالجماهير فى المدرجات.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.