هل سندخل فى مواجهة مع أمريكا؟ - من الصحافة الإسرائيلية - بوابة الشروق
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 1:21 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل سندخل فى مواجهة مع أمريكا؟

نشر فى : الخميس 12 سبتمبر 2024 - 7:10 م | آخر تحديث : الخميس 12 سبتمبر 2024 - 7:10 م

برزت خلافات بين إسرائيل والولايات المتحدة، طوال مدة حرب «السيوف الحديدية»، على الرغم من تحالُفهما، ومن المتوقع أن تزداد الخلافات حدة. وهذه من سمات التحالفات التى تجتمع فيها المصالح والقيم، لكنها لا تكون متطابقة.

تنجم الخلافات عن نظرة الحزب الديمقراطى الأمريكى إلى مصالح الولايات المتحدة فى المنطقة. فالحزب يسعى لإشراك إيران، الدولة الإقليمية الكبرى، فى إعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط، وفى مقابل ذلك، التعويض عليها، وقبولها كدولة على عتبة النووى. وهذا لا يعدو كونه أملاً كاذبا وخطِرا، ولا علاقة له بالطابع الإمبراطورى الدينى «العدوانى» للتوسع الإيرانى. والرغبة فى المحافظة على هذا الأمر تدفع إدارة بايدن إلى لجم هجوم إسرائيل على حزب الله، وعلى وكلاء آخرين لإيران فى لبنان وسوريا.

على الرغم من الفوارق الجوهرية فى الزمن خلال المائة عام الدراماتيكية، فإنه من المفيد تتبُّع الأنماط التى تكررت فى النزاعات التى نشأت بين القادة الصهيونيين فى الييشوف اليهودى «التجمُّع الاستيطانى اليهودى فى فلسطين الانتدابية قبل سنة 1948» وبين دولة عالمية عظمى.

 لقد اضطر حاييم وايزمان، ولاحقا ديفيد بن جوريون، فى نهاية الأحداث الدامية مع العرب فى سنة 1929، إلى مواجهة الانسحاب البريطانى التدريجى من التحالف مع الحركة الصهيونية، والذى نشأ فى سنة 1917. وخلال عشرة أعوام، وإلى حين صدور الكتاب الأبيض فى سنة 1939، خاضا معركة احتواء، سمحت بموجة الهجرة الخامسة، والتى أدت إلى نمو الييشوف، بحيث أضحى كيانا قادرا على الدفاع عن نفسه فى سنة 1948. وبعد مرور 4 سنوات من المناورات المعقدة، وفى نهاية الحرب العالمية الثانية، جرى التوصل إلى تحالُف مؤقت مع الاتحاد السوفيتى، وبدأ التعاون مع الولايات المتحدة، وكانت نتائج هذا التحالف الانتصار فى سنة 1948.

لقد واجه بن جوريون تطورات مشابهة لتلك التى تحدث حاليا، مع كل الفوارق الجوهرية، خلال سنتَى 1950 و1954، حين يكون لدى إسرائيل دولة كبرى حليفة. نجح بن جوريون فى إقامة حلف مؤقت مع بريطانيا، لخوض حرب سنة 1956 وكسر الخناق الذى فرضته مصر، وحلقة «الإرهاب» والتهديد العسكرى الذى يشبه تهديد اليوم. فى ربيع 1967، وقف رئيس الحكومة أشكول ضد تجاهُل الولايات المتحدة الخطر الوجودى الذى يهدد إسرائيل، لكنه لم يدخل فى الحرب، إلّا بعد تأكّده من أن الولايات المتحدة لن تكرر خطأ سنة 1957، عندما فرضت على إسرائيل الانسحاب من سيناء.

اليوم، نشهد نوعا مماثلاً من الخلاف بين رئيس الحكومة وبين الإدارة الأمريكية فى الولايات المتحدة: هل من الممكن التصالح مع دولة ذات مطامع إمبراطورية، وتهدد الشرق الأوسط، حسبما تدّعى الإدارة الأمريكية، أم يجب إزالة هذا الخطر من خلال حرب استباقية؟ نتنياهو، شأنه شأن رؤساء الحكومات الذين سبقوه، يلعب لعبة «القط والفأر» مع الجانب الأمريكى. وهو هنا يلعب دور الفأر الذى يلائم حجم قوته، لكنه يرفض أن يجرى افتراسه، وبحسب الصراعات التى خاضها أسلافه مع دول كبرى، لا يمكن الحصول على وصفات عمل منها، لكن يمكن التوصل إلى المبادئ.

يجب ألّا ندخل فى مواجهة مباشرة مع قوة عظمى مثل الولايات المتحدة. فى المقابل، يجب ألّا نكون عبيدا لقوة عظمى حليفة، ونتنياهو يناور، انطلاقا من هذه القاعدة الواقعية. فهو لا يخاف من المواجهة، وأحيانا، لا يتردد فى إحباط مدروس لخطط أمريكية. لكنه يحرص على المحافظة على حلفه معها، فهل ينجح فى مناوراته ضد مصالحة مدمرة مع إيران؟

 آفى برئيلى

يسرائيل هيوم

مؤسسة الدراسات الفلسطينية

التعليقات