إنصافٌ أزهرى للمرأة والإسلام - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:56 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

إنصافٌ أزهرى للمرأة والإسلام

نشر فى : الخميس 14 مارس 2019 - 10:05 م | آخر تحديث : الخميس 14 مارس 2019 - 10:05 م


نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية مقالا للكاتب «بكر عويضة» وجاء فيه:
أثار تدخل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى شأن سوء فهم البعض لمعنى السماح بتعدد الزوجات، من الجدل ما هو مفهوم الغرض، سواء من حيث الحرص على توضيح مقاصد التدخل، وهو أمر مطلوب، أو لجهة تسرع ذوى منهج التنطع فى رفض أى اجتهاد، بصرف النظر هل المقصد طيب النيات، أم هو خبيث الأهداف، وربما لمجرد اتخاذ موقف مناوئ من شخص المجتهد فى الأمر، بلا اكتراث إذا كان هدف الرجل توضيح التباسٍ لما فيه صالح الناس، وعموم المجتمع، بلا أى مساس بحرفية النص، وهو ما أراده شيخ الأزهر.
المتأمل فى أساليب تطبيق تعدد الزوجات من قبل البعض، بمشارق العالم الإسلامى والمغارب منه، يستطيع القول، بلا كثير تردد، إن ما أقدم عليه الشيخ الدكتور أحمد الطيب هو إنصاف ليس للمرأة فحسب، بل للإسلام ذاته، إزاء ما لحق به من تشويه أدى إلى أوجه ظلم عدة، بينها إجحاف رجال مسلمين بحقوق نسائهم المسلمات، وغيرهن، بزعم أن الإسلام أتاح لهم من ظلمات الظلم ما أباح غير مجال من مجالات إمتاع الذات، وإرضاء الشهوات، بلا وازع من ضمير، أو أى رادع اجتماعى، أو حتى شرعى.
لم يتوقف تعرض نساء كُثر فى العالم الإسلامى للظلم فقط عند سوء فهم البعض، لشروط رخصة السماح للرجل باتخاذ أكثر من زوجة.. وأحيانا جرى، ويجرى، الإخلال المجحف بمعنى الرخصة القرآنية رغم المعرفة، بل تعداه إلى أكثر من ذلك.
إنما، مقابل ترحيب الكثيرين، شخصيات وجمعيات ومؤسسات، واجه الموقف الأزهرى من جانب نشطاء التنطع والتعصب على موقع «تويتر»، وغيره مما شابهه، من التهجم ما يدل على جهل فاقع، وينبئ عن مدى تفشى سطوة «رويبضة» هذا الزمان، وعلى وجه الخصوص لجهة توظيفهم ثورة تقنيات الاتصال فى الحيلولة من دون الأخذ بكل ما يواكب العصر. الواقع يبين بوضوح أن ما نُشر من تافه التهجم على شخص الدكتور أحمد الطيب، من جانب أشخاص ليس لأحدهم القدر الضئيل من عِلم حامل مسئولية منصب شيخ الجامع الأزهر، فى علوم الفقه والشرع، دليل أن مواقع على «الإنترنت» تعين الجهلاء على نشر جهل يُراد منه شد العالم الإسلامى نحو التخلف.
الواقع يقول إن كل متابع للإعلام الغربى، يعرف أن «الإجحاف بحقوق المرأة» فى المجتمع المسلم، شعار مرفوع للاستخدام عند الحاجة إليه، وما أسهل أن يُتخذ ذريعة للتقليل من أهمية أى تقدم يتحقق على أى مسار فى أى من دول العالم الإسلامى. من هنا، يأتى توضيح الدكتور أحمد الطيب للشروط المقيدة لاتخاذ المسلم أكثر من زوجة، فى وقت تشتد فيه حملات تستهدف أوجه التسامح فى الدين الحنيف، وتتخذ من بعض المواقف السلبية تجاه المرأة المسلمة مدخلا لتلك الحملات. يعزز من أهمية موقف شيخ الأزهر، مساندته من جانب الشيخ الدكتور شوقى علام، مفتى مصر، والإسهام من قبله فى توضيح الفرق الكبير بين «قوامة» الرجل لجهة تحمل مسئولية شئون الأسرة، مشاركة مع الزوجة، وبين «تسلط» رجال كثيرين على زوجاتهم أو المرأة عموما، من منطلق القوامة.
يبقى تسجيل ملاحظة أن الفزعة الأزهرية فى إنصاف المرأة إزاء تعدد الزوجات فى المجتمع الإسلامى، أتت فى وقت يشهد تصدى البارونة سعيدة وارسى، البريطانية المسلمة ذات المكانة المتميزة فى مجتمعها، التى ترأست حزب «المحافظين» بين عامى 2010 و2012، لاستخفاف حزبها بانتشار ظاهرة الموقف المعادى للمسلمين ــ «الإسلاموفوبيا» ــ سواء فى المجتمع البريطانى ككل، أو فى صفوف المحافظين أنفسهم، وذلك على غرار ما يواجهه جيريمى كوربين، زعيم حزب «العمال»، والحزب عموما، بسبب أزمة «عداء السامية» داخل الحزب. بصرف النظر عن مدى الدقة، أو المبالغة، فى الأمرين، «الإسلاموفوبيا» و«عداء السامية»، تبقى حقيقة أن سعيدة وارسى صوت نسائى مهم فى بريطانيا يستحق التقدير.

التعليقات