لا يا فضيلة المرشد - محمد عصمت - بوابة الشروق
الجمعة 26 أبريل 2024 3:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لا يا فضيلة المرشد

نشر فى : الثلاثاء 14 يونيو 2011 - 8:57 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 14 يونيو 2011 - 8:57 ص

 وضعنا مرشد الإخوان الدكتور محمد بديع، ووضع نفسه قبلنا، فى «حيص بيص»، عندما قال فى رسالته بمناسبة الذكرى الـ44 لنكسة يونيو إنه «بعد كل تنكيل بالإخوان كان الانتقام الإلهى شاملا وعاما.. فعقب اعتقالات الإخوان فى 54 كانت هزيمة 56، وعقب اعتقالات 65 كانت الهزيمة الساحقة فى 67، وفى مصر مبارك تعرض الإخوان للاعتقالات والسجن والمحاكمات العسكرية الظالمة فكان سقوط النظام بأكمله عقب ثورة مصر المباركة فى 25 يناير 2011».. لأننا بنفس منطق المرشد سنقف عاجزين عن تفسير هزيمة المسلمين فى غزوة أحد مثلا.. ولن نستطيع فهم أسباب انتصار السادات فى حرب أكتوبر، لأن معتقلاته كانت تضم كل المعارضين، كما أن السادات نفسه سب فى إحدى خطبه الشهيرة داعية إسلاميا فاضلا ووصفه بأنه «مرمى زى الكلب فى السجن»!

صحيح أن المرشد قال فى رسالته إن هزيمة 67 كانت نتيجة الديكتاتورية وحكم الفرد، وهو تفسير صحيح بالقطع، ولكن هل يستطيع المرشد أن يقول إن السادات ــ صاحب نصر أكتوبر ــ كان ديمقراطيا، وهو الذى لم يكن يطيق الرأى الآخر، وأنهى حياته بوضع كل معارضيه فى غياهب السجون.. كما أن المسيحيين واليساريين والوفديين وآلافا من أعضاء تنظيمى الجماعة الإسلامية والجهاد تعرضوا للاعتقال والتعذيب والإقصاء فى عهود عبدالناصر والسادات ومبارك، فلماذا يقصيهم المرشد من رحمة الله؟!.. كما أن المرشد الذى يهاجم مؤسسات الديكتاتورية، رفض بإصرار اقتراحات قياديين بالإخوان لتعديل لائحة الجماعة للفصل بين صلاحيات مجلس الشورى ومكتب الإرشاد، وفصل منصب المرشد عن منصب رئيس مجلس الشورى، والذين رفضوا دمج السلطة التنفيذية فى التشريعية؟ متسائلين: من سيراقب من بعد أن أصبحت السلطتان كيانا واحدا؟ وهل هناك مؤسسية بدون تقييم ومراقبة ومتابعة؟

لا أريد أن اصطاد زلة هنا أو خطئا هناك ضد الإخوان المسلمين، فهم ككل تيار سياسى لهم حسناتهم الكبرى ولهم أيضا أخطاؤهم الفادحة، فهم أصحاب بطولات فى النضال ضد الاحتلال الإنجليزى، وفى الحرب ضد العصابات الصهيونية فى فلسطين عام 48، وفى المشاركة الفعالة فى برلمانات السادات ومبارك، حيث فضح نوابهم الكثير من السياسات الفاسدة، ثم مشاركتهم الفعالة فى ثورة 25 يناير، ولكن على الجانب الآخر، هم أيضا الذين أيدوا الملك فؤاد وكالوا له قصائد المديح، رغم معاداته للحركة الطلابية والقوى الوطنية، وهم الذين اغتالوا النقراشى فردت عليهم حكومة الملك فاروق باغتيال حسن البنا، وهم الذين تفرغوا لتكوين إمبراطورية مالية وسياسية عابرة للقارات، على حساب تطوير الخطاب الدينى والتفاعل مع كتابات العديد من المفكرين، فلم نسمع لهم حسا ولا خبرا على كتابات المفكر اللبنانى حسين مروة، أو الجزائرى محمد أركون، أو المصرى نصر أبوزيد وغيرهم، وغابوا تماما عن معارك دينية مهمة، كان ينبغى أن يخوضوها قبل غيرهم، وقبل ذلك كله، ينبغى ان يتوقف الاخوان عن محاولاتهم إضفاء «قداسة دينية» على مواقفهم السياسية، وكأن من يعارضهم إنما يعصى أوامر الله!!

محمد عصمت كاتب صحفي