قفزة المناظرة - خالد محمود - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 11:13 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قفزة المناظرة

نشر فى : الثلاثاء 15 مايو 2012 - 8:55 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 15 مايو 2012 - 8:55 ص

تجئ المناظرة التاريخية التى قدمتها شاشتا دريم وأون تى فى، لتقفز بالإعلام المرئى المصرى والعربى نحو مكانة مختلفة ومتميزة بحق، بل وأراها أحد أبرز علامات الربيع العربى على أرض الواقع.

 

المناظرة التى كان ضيفاها عمرو موسى ود. عبدالمنعم أبوالفتوح المرشحين للرئاسة كشفت أنه يمكن للإعلام المستنير فى مصر أن يكون لاعبا محوريا حقيقيا فى نقل صورة صادقة وشفافة للحياة السياسية، بل واستكشاف واستنباط ملامح المستقبل الذى تلاعب به كثير من وسائل الإعلام بوعى وإدراك أو بدون.

 

قطعا هناك مجهود كبير بذل فى الإعداد لهذه المناظرة التى ولدت عملاقة فى أهم لحظة فى تاريخ مصر المعاصر، كان هناك التزام بأصول وقواعد مهنية، بل وإضافات تحسب لهذه الأسرة فى دنيا الإعلام.

 

شاهدت مثل غيرى من الملايين فى مصر والعالم محطات الصدام بين طرفى المناظرة من المرشحين.. وتابعت أيضا مئات التعليقات المتسرعة والمتحيزة أحيانا والمستنيرة أحيانا أخرى عبر فيس بوك وتويتر، وسمعت آراء المواطنين شبابا وشيوخا ممن يجلسون بجوارى على المقهى.. البعض مال لتفوق موسى فى المناظرة، والبعض الآخر اتفق مع أبوالفتوح، لكن الغالبية العظمى التزمت الهدوء قبل أن تشير إلى أنه ربما المناظرة فتحت الطريق لمرشح ثالث بعدما غلب عليها فى نهايتها تصفية حسابات من الماضى.

 

هذا الرأى وإن كنت أميل إليه يجيئ كون المواطن عاش طوال العام الماضى فى مرحلة يسودها التشكيك والتخوين وعدم المصداقية التى سادت الشارع السياسى وموقف المرشحين للرئاسة، وكذلك الحرب الكلامية بين النخبة وقادة الأحزاب والجماعات والائتلافات، وللمواطن الحق فى ذلك خاصة بعدما لعب الإعلام دورا كبيرا فى حيرته وارتباكه طوال هذه الفترة، لكنى أعتبر أن هذا اللقاء بين موسى وأبوالفتوح كان أصدق صورة لهما حتى مع بعض الإجابات الدبلوماسية أو تبنى شعارات عامة كإجابات لبعض الأسئلة ولم ترح المواطن المشاهد، واعتبر أن الفضل فى ذلك يعود لروح هذه المناظرة التاريخية ومصداقية من وراء فكرتها والحرص على خروجها بهذا الشكل.. أتمنى أن يحافظ الإعلام على هذا التحول الذى فاق التصورات فى شفافيته ومهنيته وحيادتيه وأن يتخلص من سموم الأهواء والمزاجية والاستقطاب واللعب على المصالح الشخصية والسياسية الضيقة.

خالد محمود كاتب صحفي وناقد سينمائي
التعليقات